من عنصر في الجيش الى جهادي في سوريا: رواية غير نمطية لشاب فرنسي

  • 3/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس (أ ف ب) - كان من المفترض ان يتوجه الجندي الفرنسي اروان غويار في مهمة الى غويانا ثم الى افغانستان، الا انه غادر الجيش الفرنسي واعتنق الاسلام، وبعد ثلاث سنوات كان يقاتل الى جانب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وبعد ان افتتحت محاكمته الاثنين، قال المتهم بلحيته الطويلة الكثة امام محكمة التمييز في باريس "اريد ان اقول فقط انني اعترف بالوقائع واتحمل مسؤوليتها. والان انا اتطلع الى المستقبل". ويبلغ اروان غويار التاسعة والعشرين من العمر وسيحاكم حتى السادس والعشرين من اذار/مارس الحالي مع متهم اخر هو توفيق بوعلاق امام محكمة التمييز الخاصة، بتهمة "المشاركة مع عصبة اشرار في الاعداد لجريمة تطاول اشخاصا". وكان غويار حاول المرة الاولى التوجه الى سوريا عام 2012 الا انه عاد وتخلى عن الفكرة. وفي آب/اغسطس 2013 توجه الى سوريا من دون اعلام زوجته بذلك تاركا وراءه طفلين صغيرين. وقال القاضي فيليب كوار مقدما القضية "بخلاف غالبية الذين وجهت اليهم التهم (بعد عودتهم من سوريا والعراق) وكانوا يؤكدون ان نشاطاتهم اقتصرت على الجانب الانساني وبعض اعمال الحراسة، فانه اختار تحمل مسؤولية نشاطاته العسكرية"، مضيفا "الا انه لم يعلن على الاطلاق تأييده للقيام باعمال عنف في فرنسا". وسلم الجندي السابق غويار نفسه الى الشرطة الفرنسية لدى عودته من سوريا في حزيران/يونيو 2014 واعترف بانه شارك في المعارك من دون ان يرتكب تجاوزات. الا ان صور رؤوس مقطوعة واشلاء بشر وجدت بين اغراضه. وركزت المحكمة الاثنين على ماضيه لفهم مسيرته غير الاعتيادية. وتبين انه نشأ في غرب فرنسا ولم يتجاوز في دروسه المرحلة التكميلية بعد ان تأثر سلبا بطلاق والديه. حاول العمل في مخبز ثم في شركة تراقب صحة اللحم الحلال. وفي عام 2009 توجه نحو الجيش، وقال في هذا الصدد "انا احب الرياضة والاثارة لذلك اردت التوجه الى الجيش". وخلال ستة اشهر تدرب لكي يكون مظليا، وعلى استخدام السلاح والقنابل اليدوية، واجتاز الاختبارات الرياضية. ويظهر ان علاماته كانت جيدة الا ان التقييمات حوله كانت متفاوتة. وسأله القاضي "لماذا اخترت ان تكون مظليا؟"، فرد "لانني اردت ان اكون بين الافضل". الا انه فور انتهاء فترة التدريب التي تمهد لدخوله الجيش رسميا غادر. وقال بهذا الصدد "لم اتحمل الذهنية التي كانت سائدة ولا العنصرية المناهضة للمسلمين، وانتشار السكر" بين عناصر الجيش. -"كل شيء انهار"- بعد ايام من مغادرته الجيش، وفي يوم عيد الميلاد عام 2009 اعتنق الاسلام، موضحا ان الامر تم "رويدا رويدا". فمنذ العام 2004 كان توقف عن اكل لحم الخنزير، وباشر قراءة القرآن والاختلاط بالمسلمين وبينهم التي اصبحت زوجته والتي كان يعرفها منذ 15 سنة. وبدأ يبحث عن اجوبة على تساؤلاته الدينية عبر الانترنت. تزوجا ورزقا بولدين. وقد عارضت زوجته سفره الى سوريا ما ادى الى طلاقهما. الا انهما عادا وتصالحا وقال عن هذه المرحلة "لقد تأكدت بانني لم اعد مهتما بالجو الحربي وبانني اصبحت هادئا". وقال والده امام المحكمة "انا مدرك ان غياب الاب أثر كثيرا على ما حصل، وانا نادم على هذا الامر كثيرا". والمعروف ان والده غاب عنه لسنوات طويلة خلال طفولته بعد طلاقه من والدته. واوضحت والدته امام المحكمة ان ابنها غادر الى سوريا لمحاربة الرئيس السوري بشار الاسد بعد ان شاهد صور الاطفال المعذبين. وقالت انها عندما تأكدت ان ابنها قد غادر "انهار كل شيء حولي". ويمكن ان يحكم على غويار بالسجن حتى عشرين عاما، ويتم التركيز خلال هذه المحاكمة على معرفة ما اذا كان قد تخلى عن الفكر المتطرف. وعندما سأله القاضي عن مشاريعه المستقبلية، قال "لا اتصور مستقبلا لي في فرنسا، نحن لا نتقاسم القيم نفسها"، موضحا انه يرغب في العيش في الجزائر حيث تقيم عائلة زوجته. كتكج/ ج ب/ب ق كارولين تاي © 2018 AFP

مشاركة :