السويداء ـ سوريا 12 فبراير 2020 ( شينخوا) قد يبدو الحديث عن عيد الحب أو ما يسمى بـ( الفلنتاين ) في بلد مثل سوريا تعيش منذ أكثر من تسع سنوات حرب مستعرة، ضربا من الخيال، لا سيما وأنها تركت آثارا سلبية في نفوس السوريين، ولكن في ظل هذا السواد المخيم على المشهد، لا تزال هناك بقعة بيضاء يلجأ إليها أبناء الشعب السوري للتعبير عن مكنوناتهم الداخلية ومشاعرهم لمن يحبون، بهدية رمزية تدخل الفرح والبهجة في نفوسهم لفترة معينة. واعتاد السوريون عموما والشعوب الأخرى أن يتبادلوا الهدايا بهذا اليوم أما بوردة حمراء طبيعية، أو بدمية حمراء على الأغلب تكون (دبدوب)، ولكن هذه المرة اختارت الشابة السورية ولاء الحجلي أن تخرج عن هذه النمطية، وأن تصنع هدايا من الشمع ليست حمراء اللون كما هو معتاد، وانما هدايا ذات طابع مختلف فيها الكثير من اللمسات الفنية المبدعة التي تضفي نوعا من الجمال والخصوصية لهذه الهدية بيوم عيد الحب. وقالت الشابة الحجلي البالغة من العمر (24 عاما) من محافظة السويداء (جنوب سوريا) لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إنها" تحرص دائما على الخروج من النمطية المألوفة في مناسبة عيد الحب أو (الفالنتاين)، وعلى تقديم أشكالا مختلفة وليست بالضرورة حمراء اللون "، مؤكدة أن مشروعها الذي تقدمه للناس مختلف، وفيه تفرد من نوع خاص. وروت الحجلي وبكثير من الفرح ، وهي تعرض الأشكال التي صنعتها من مادة الشمع لهذه المناسبة أن " الهدية التي سيقدمها أي شخص لمن يحب، ينبغي أن تحمل رمزية خاصة "، مؤكدة أن الهدايا ربما تكون شكلا يدل على مهنة الحبيب مثال "سن" إذا كان طبيب أسنان، أو ربما عبارة يختارها الشخص يتم كتابتها على الشمعة بطريقة معينة، أو صورة يمكن طبعها على الشمع وهكذا أو ربما نحت شخصية الحبيب على الشمعة ". وأضافت أن " اللون في كثير من الأحيان يعطي الشخص طاقة معينة، وهو محبب إليه بغض النظر عن اللون الأحمر الذي يطغى في يوم عيد (الفالنتاين)، ونقوم بصنع شمعة تحمل اللون الذي يحب، وبأحجام مختلفة". وأشارت الحجلي إلى انه رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد من حرب وظروف اقتصادية صعبة، إلا أن السوريين يقبلون على شراء الهدايا من مشغلها بشكل كثيف ، ما يدل على أن السوريين ، مازالت بنفوسهم براقة أمل . وقالت الحجلي وهي تبتسم إن " هناك اقبالا كبيرا جدا على شراء هدايا مصنوعة من الشمع لتفردها وتميزها " ، مؤكدة أنها اعتذرت عن قسم كبير من الطلبات لكثرتها وعدم قدرتها على إنجازها في الوقت المحدد ، لافتة إلى أن صنع الهدايا من الشمع تحتاج إلى وقت ربما يوم كامل . وتابعت إن " السوريين يحبون كل شيء جديد ، وما أقدمه شيء مميز وغير نمطي " ، مؤكدة ان الأشياء الجديدة تلاقي إقبالا من قبل الناس ، لافتة إلى أن أسعار المنتجات مناسبة ولا تشكل عبئا على السوريين . وأوضحت الشابة السورية أن هدفها من هذا المشروع هو إيصال رسالتين هما تقدم نوع من الفن والابداع في ظل الحرب التي شهدتها سوريا ، وأن روح الإبداع والجمال لازالت موجودة بداخل السوريين ، والثانية هي رسالة حب وسلام التي أتمنى أن تعم على سوريا . والشابة الحجلي ، هي أول سيدة سورية تعمل في صناعة الشمع اليدوي في محافظة السويداء ، واستطاعت أن تشكل لنفسها هوية خاصة بها في هذه الحرفة اليدوية ، وجعلت من حلمها الذي راودها لسنوات أن يصبح مشروعا يوفر فرص عمل لـ 18 سيدة بحاجة إلى العمل وسد رمق العيش . وروت الحجلي أن بدايتها كانت مع الهلال الأحمر السوري بصفة مدربة مهنية ضمن مشاريع تنموية لتعليم السيدات على المهن ، لتصبح السيدة منتجة ولديها مهنة تعمل بها ، ومن هنا بدأ مشروعي فقررت أن أعمل مشروعي الخاص وأن أعطي لهؤلاء النساء فرصة ليصبحن منتجات . وبدورها عبرت حنان عن سعادتها بالمنتجات الشمعية التي تبتكرها الشابة ولاء ، مؤكدة أن الفكرة جديدة وغير نمطية، وتشجع الناس على شرائها في مناسبة عيد الحب . وقالت حنان 32 عاما ( متزوجة ) لوكالة أنباء (( شينخوا))" لقد سئم الناس من النمط السائد من الهدايا بمناسبة عيد الحب ، وباتوا يبحثون عن شيء جديد ومميز " ، مؤكدة أن الاشكال الشمعية التي تقدمها ولاء جديدة وفيها شيء إبداعي وفني مميز . وأشارت إلى انها منذ وقت قامت بتوصية الشابة ولاء بصناعة تحفة فنية من الشمع تحمل عبارة من وحي المناسبة قامت بكتابتها على شمعة من اللون البنفسجي وبحجم مناسب لتقدمها لزوجها بهذه المناسبة . كما ازدحم المشغل لدى الشابة الحجلي بعدد من الصبايا اللواتي، اردن أخذ الهدايا قبل عيد الحب الذي يصادف يوم 14 من الشهر الجاري . وقال شاب سوري آخر يبلغ من العمر "22 عاما " لفت نظري الاشكال التي تضعها الفنانة ولاء على صفحتها على الفيسبوك ، فقررت أن اشتري هدية لخطيبتي من مشغلها لما لها من رونق خاص " . ويشار إلى ان "ولاء الحجلي" من مواليد "السويداء" عام 1995، درست في فرع الإرشاد النفسي بجامعة دمشق .
مشاركة :