انطلقت أمس فعاليات المنتدى الإعلامي الثاني الذي ينظمه قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والذي يعقد على مدار يومين، وذلك ضمن نشاطه العلمي للعام الأكاديمي 2017-2018 والذي جاء بعنوان: «الإعلام العربي في ظل التغيرات السياسية الراهنة».حضر المنتدى عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة قطر والسادة الإعلاميون المهتمون وطلبة الجامعة. ويهدف المنتدى إلى رصد التحوّلات البنيوية والمرجعية للإعلام العربي في ظل التغيرات السياسية الراهنة ومعرفة مدى استقلالية الخطاب الإعلامي العربي ونضجه ضمن سياق التغيير والإصلاح. ويستهدف المنتدى، كلاً من: المجتمع الأكاديمي بجامعة قطر، والإعلاميين، والباحثين، وأصحاب المسؤوليات السياسية والدبلوماسية في قطر. وقال الدكتور نورالدين الميلادي، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر: « يأتي انعقاد منتدى الإعلام العربي في ظل التغيرات السياسية الراهنة في إطار حرص الجامعة على توصيل رسالتها العلمية والثقافية والفكرية للمجتمع، وإيماناً منها بأن المجتمعات لا ترقى إلى سلم التطور إلا بالمعرفة والبحث العلمي المتميز وتوفير فضاءات علمية للحوار والنقاش. وأشار إلى أن جامعة قطر دأبت على رفع راية العلم، والتناغم بين الأصالة والمعاصرة، والتميز والمنافسة في شتى المعارف والتخصصات، مما جعلها تحتل مكانة مرموقة ضمن الجامعات الإقليمية والدولية». وأضاف الدكتور نورالدين أنه مع تصاعد التغيرات السياسية والأزمات الدولية وكثرتها وتنوعها وانتشارها، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو تكنولوجياً، تبرز أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام، سواء في إحداث الأزمات أو المساهمة في تفاقمها أو حلها، مشيراً إلى أن الرؤى حول أهمية وطبيعة وحدود وإمكانيات الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام ما بين نقد قاس، وما بين مديح مغال، وما بين التيارين تغيب الحقائق العلمية حول الأدوار والمهام والوظائف والإمكانات التي تتمتع بها وسائل الإعلام في إدارة الأزمات ومعالجاتها. وأكد أنه في ظل تحميل وسائل الإعلام مسؤولية ما يجرى من تفاعلات في التغيرات السياسية، تبقى الكثير من الجوانب المرتبطة بالعلاقة بين الأزمات ووسائل الإعلام غامضة. وصرح الدكتور عبد الله الحيدري، رئيس اللجنة التنظيمية، بأن المنتدى يُناقش موضوع جدلية الإعلام بين الميديا العربية والتغير الاجتماعي، ضمن سياق التحولات السياسية في المنطقة العربية. وتتمثل محاوره فيما يلي: المشهد الإعلامي العربي ورهانات التغير والإصلاح، مشكلة الديموقراطية في الإعلام العمومي العربي، ومستويات التعايش بين الميديا الاجتماعية والميديا التقليدية في مقاربة الواقع السياسي والاجتماعي العربي». وأضاف الدكتور الحيدري: «يضم المنتدى 6 جلسات يشارك فيها أساتذة من مختلف المؤسسات بالدولة وعلى رأسهم الدكتور محمد قيراط، الدكتور نور الدين الميلادي والدكتور عبد الرحمن الشامي، والدكتورة منيرة القنوني، والدكتور جاسم فخرو». د. محمد قيراط: المنتدى جاء في وقته.. ويتطرق لقضايا معاصرة وأفاد الدكتور محمد قيراط، أستاذ بقسم الإعلام بجامعة قطر لـ «العرب» بأن المنتدى الإعلامي الثاني جاء في وقته المناسب، موضحاً أنه يتطرق للعديد من القضايا المعاصرة في الفترة الحالية، وخاصة التغييرات السياسية في الوطن العربي، وموضوع الحصار على قطر. وأضاف أن المنتدى يناقش مجموعة أخرى من المواضيع المهمة في مجال الإعلام والإرهاب، والإعلام والتصدي للأزمات السياسية، وغيرها، كما لفت إلى أن جميع أوراق العمل ستخلص إلى توصيات مهمة. وتحدث دكتور قيراط عن ورقة العمل الخاصة به حول دراسته «العلاقة التكافلية بين الإعلام والإرهاب»، وأوضح قائلاً: «نظراً لطبيعة العمل والدور الوظيفي الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام الجماهيري في خدمة المجتمع عند تعاطيها مع الإرهاب، فإنه يجب التعرف على نوعية العلاقة بين وسائل الإعلام والإرهاب، ولماذا يركز الإرهابيون دائماً على استغلال وسائل الإعلام للوصول للرأي العام المحلي والدولي؟ وكيف يجب أن تتعامل وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة؟ وغيرها من التساؤلات المطروحة، والتي يصعب الإجابة عنها، نظراً لصعوبة التعاطي مع الإرهاب إعلامياً. ومن هذا المنطلق فإن تعامل وسائل الإعلام مع الإرهاب كان وما زال دائماً محل نقد بسبب إشكالية الابتزاز والاستغلال من جهة، وإشكالية توظيف القضايا الإرهابية من قبل بعض المؤسسات الإعلامية، بهدف زيادة المبيعات والانتشار وتحقيق الربح». عبدالرحمن سعد: تم تكليفنا بتغطية المؤتمر إعلامياً ضمن مقرراتنا الدراسية أفاد الطالب عبدالرحمن سعد -من تخصص الإعلام- بأنه جاء لحضور المنتدى بناءً على بعض التكليفات -ضمن مقرراتهم الدراسية- بتغطية الحدث، وممارسة الإعلام عملياً، عن طريق الحصول على أكبر كم من المعلومات والبيانات، وانطباعات الحضور، وأكد عبدالرحمن أن أجواء المنتدى متميزة، والنقاش على أعلى مستوى، وأن هناك جهداً مبذولاً. كما أشار إلى أنه حقق استفادة كبيرة من حضوره المنتدى، والتعرف على أهم المواضيع المطروحة على الساحة الإعلامية هذه الفترة، وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات أساتذة جامعة قطر، وذكر أن جميع أوراق العمل غنية بالتوصيات التي ستثري الإعلام القطري. د. سعدية مالك: الوعي غائب عن الساحة الإعلامية أكدت الدكتورة سعدية عز الدين مالك أستاذ مشارك بقسم الإعلام بجامعة قطر لـ «العرب»، أن المنتدى يعرض مجموعة من وجهات النظر المتقاربة؛ لما يضمه من كوادر مهمة في مجال الإعلام سواء أكاديمين أو صحافين، من داخل جامعة قطر وخارجها. وأشارت إلى أن الموضوعات المطروحة تتطرق وتمس إلى حد كبير الوضع السياسي الحالي في العالم العربي وتتناولها من جانب إعلامي. وأضافت د.سعدية أنه من أكثر المواضيع التي لفتت انتباهها خلال طرح أوراق العمل هو موضوع البعد الإنساني في موضوع الأخبار، مشيرةً إلى أنها نقطة جيدة تحتاج إلى البحث والنقاش حولها، وأوضحت أن الوعي غائب في الساحة الإعلامية وينبغي أن يكون هناك وعي أكبر, رانيا محمود: فرصة لتصحيح الأفكار أوضحت الطالبة رانيا محمود أنها حضرت المنتدى للتعرف على بعض المعلومات التي تعنى بالإعلام والصحافة، مشيرة إلى أنها لم تختر تخصصها الجامعي حتى الآن وأنها تفكر في دراسة الإعلام، وأكدت أن أوراق العمل التي يناقشها المنتدى ثرية جداً بكل الموضوعات الإعلامية المطروحة على الساحة العربية مؤخراً. وأشارت رانيا إلى أن هناك العديد من الأفكار التي لم تكن واضحة بالشكل الكافي لها، وتعرفت عليها بشكل صحيح من خلال حضورها للمنتدى، وذكرت منها الحديث عن الإعلام القديم والإعلام الجديد، وكيفية تطبيق الحرية الإعلامية بالعالم الإسلامي العربي، بالإضافة إلى أهمية دور الإعلام في التأثير على الرأي العام. نورة محمد: التوعية بمصادر الحصول على المعلومات أمر ضروري قالت الطالبة نورة محمد -من تخصص ماجستير اللغة العربية- إن الهدف الاساسي من حضورها للمنتدى هو رغبتها في إثراء معلوماتها حول كل ما يخص الإعلام العربي، وأشارت إلى أنه في الفترة الحالية انتشرت الأخبار والمعلومات المغلوطة وغير الصحيحة بشكل كبير، مضيفة أنه أصبح هناك ضرورة للتوعية بمصادر الحصول على المعلومات والأخبار الصحيحة. كما أوضحت أن موضوع المنتدى الإعلامي الثاني جاء متزامناً مع الأحداث الحالية، ما يزيد من أهميته، ويعزز أهدافه. وأكدت نورة أنها تعرفت من خلال حضورها على معلومات مهمة، أبرزها كيفية البحث عن المعلومة، وتحري دقتها. ولفتت إلى أن أوراق العمل التي تتم مناقشتها من خلال المنتدى تستحق الجهد المبذول، متمنية أن يحقق المنتدى جميع أهدافه في توعية الشباب والطلاب.;
مشاركة :