وجهة نظر: التركيز المستمر على الإسلام دليل آخر على العجز

  • 3/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يمر أسبوع واحد على شغله المنصب حتى تسبب وزير الداخلية الجديد في استقطاب بسبب تصريحاته حول الإسلام. وبهذا يفتح الوزير المجال أمام نقاش هام، إلا أنه يفعل ذلك بأسلوب خاطئ، كما ترى إنيس بول، رئيسة التحرير بـDW. وزير الداخلية الجديد هورست زيهوفر، أرشيف. حصل ذلك بسرعة. ففي مقابلته الأولى أظهر وزير الداخلية الجديد، هورست زيهوفر، بوضوح كيف ينوي قيادة النقاش حول الوطن والاندماج: من خلال الاستقطاب والاقصاء. ففي مقولته بأن "الإسلام لا ينتمي لألمانيا" يكمن بالتحديد محفز الحريق السريع والفتاك، الذي يواصل تأجيج نيران الانقسام في ألمانيا. وهذا في وقت تحصل فيه اعتداءات متزايدة على مساجد ومنشآت إسلامية أخرى. وهذا ليس خطيراً على التعايش داخل ألمانيا فقط، بل إنه يشكل في النهاية أيضا خطراً على تماسك الاتحاد الأوروبي، لأنه في روح من الاقصاء والتقسيم لن يقدر التحالف على البقاء. ومطلب زيهوفر، القاضي بتعليق اتفاقية شنغن لأجل غير مسمى، قد يتسبب في ظهور المزيد من عدم الاطمئان. فرصة ضائعة قرار هورست زيهوفر باختيار هذه النبرة ليس أمراً خطيراً فحسب، بل إنه أيضا فرصة ضائعة. وهذا لا يعكسه فقط الجدل الحامي، الذي أطلقه من جديد الرجل القادم من ولاية بافاريا. ففي حين يتجنب طرف غاضب مقولة زيهوفر، يصفق آخرون بقوة قائلين: "وأخيرا واحد يقول ما نفكر فيه". لكن رجلاً متعقلاً لن يلجأ إلى شحن هذا الخلاف من خلال إطلاق جمل حادة. وبما أنه بالتحديد جديد في المنصب، فإن لديه فرصة للاقتراب، عن طريق السؤال، من مشاكل الكثير من الألمان والشكوك ومشاعر التهديد. أربعة ملايين مسلم يعيشون في ألمانيا. وهذه حقيقة. ومن يقول بأن معتقدهم لا ينتمي إلينا، فهو يخدم في النهاية القوى المتطرفة. إنيس بول، رئيسة التحرير في دويتشه فيله أي إسلام ينتمي لألمانيا؟ لماذا لا يَسأَلُ زيهوفر ببساطة عن أي إسلام ينتمي لألمانيا؟ ويحمًل بذلك الاتحادات الإسلامية في هذه البلاد واجب المشاركة في تنظيم تعايش سلمي وتحمل مسؤوليته؟ ولماذا لا يحاول العمل مع المسلمات والمسلمين، الذين يقفون بثبات فوق أرضية دستورنا؟ أولئك الذين ينشطون بالطبع من أجل المساواة بين الرجال والنساء كما يعارضون التمييز بحق المثليين جنسيا؟ وربما تكون هذه هي الروح، التي ينبغي على الحكومة الألمانية الجديدة أن تتعامل بها مع تحديات الاندماج. وستكون إمكانية بناءة في اتجاه مخاوف أولئك الذين انتخبوا حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي ليدخل البرلمان الألماني. وليس صدفة أن تحتاج ألمانيا لنصف عام تقريباً من الوقت لتشكيل حكومة. إنها مرآة تعكس الحراك المبدئي، الذي تخوضه ألمانيا بشأن هويتها كبلد هجرة. أما التركيز المستمر على الإسلام ليس سوى دليل إضافي على هذا العجز. إنيس بول

مشاركة :