يتطلّع اتحاد المصارف العربية، إلى أن تشكّل الدول الواقعة ضمن منطقة البحر الأبيض المتوسط مركز تعاون مالياً ومصرفياً، لحل المشاكل الاقتصادية الناشئة عن الحرب. وسيكون هذا الموضوع محور نقاش في المؤتمر الدولي - العربي الذي ينظمه الاتحاد في باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واستقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه والأمين العام للاتحاد وسام فتوح، متلقياً دعوة الاتحاد للمشاركة في المؤتمر. وقال طربيه «عرضنا نتائج المؤتمرات الدولية المتعلقة بلبنان، وكذلك الموضوع المالي والضريبي خصوصاً مشروع قانون موازنة هذه السنة والخفض الذي تحقق فيها، على رغم أنه كان رمزياً لكن له تأثيره». ولفت إلى أن اللقاء كان مناسبة لدعوة الاتحاد الرئيس الحريري، إلى المشاركة في افتتاح المؤتمر الدولي- العربي المقرر عقده في حزيران (يونيو) المقبل في باريس». وأوضح أن المؤتمر «سيناقش العلاقات المصرفية في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي نعتبرها منطقة سلام وتعاون للدول العربية، وما يصيبها يطاول كل الدول الواقعة ضمنها». وأكد طربيه السعي إلى أن «تشكل هذه الدول مركز تعاون مالياً ومصرفياً، يساعد على حل المشاكل الاقتصادية الناشئة عن الحرب وعن الأوضاع الاقتصادية». وأعلن أن الحريري «وعد النظر في المشاركة، علماً أن المؤتمر يستقطب مشاركات مهمة من بينها حاكم مصرف لبنان المركزي، ونسعى إلى أن يكون للبنان دور كبير فيه، نظراً إلى مكانته المصرفية في المنطقة». واستقبل الحريري رئيس لجنة الرقابة على المصارف سمير حمود، الذي قال بعد اللقاء «عرضنا الوضع المالي والتحضيرات الجارية لموتمر «سيدر»، وأهمية نتائجه التي تعطي توازناً في المالية، ومصادر تمويل لاقتصاد منتج ولا بد من التركيز على ذلك». وشدد حمود على أن «الوضع النقدي حمى البلاد لفترة طويلة ولا يزال، ولا بد من زيادة حجم الاقتصاد وهذه الخطوة أساسية». ورأى أن قطاعات إنتاجية «تحتاج إلى تمويل وكذلك البنى التحتية التي تجعل من الاقتصاد حقيقة». وإذا كانت هناك مطالب دولية من لجنة الرقابة على المصارف، أكد حمود وجود «رضى من بيوت المال الدولية ووكالات التصنيف على ما يقوم به مصرف لبنان المركزي»، وأشار إلى أن «التقارير التي تصدر تحمل إشارات واضحة على عملنا». وقال «نحن في صدد إصدار تعاميم إضافية تعزز متانة القطاع المصرفي والتزامه كل المعايير الدولية خصوصاً الرقابية». وشدد على «أننا كلجنة رقابة مستمرون في عملنا من دون أي تهاون». والتقى الحريري رئيس «البنك الأوروبي لإعادة الأعمار والتطوير» سوما شاكرابرتي، الذي وصف الاجتماع بـ «الممتاز في نهاية زيارتي الأولى للبنان». وأكد أنها «كانت بداية مشجعة جداً، ناقشنا خلالها مشاريع القطاع المصرفي التي وقعناها الخميس الماضي». وأعلن «التطلع إلى التعاون في شكل قوي في مجالات خط الأنابيب والقطاع المصرفي والطاقة المتجددة وفي البنية التحتية، خصوصاً في ظل قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص». ولم يغفل شاكرابرتي، «الرغبة في العمل مع الشركات الصغيرة والتعاون مع البلديات لمساعدة المجتمعات المضيفة واللاجئين، لأن الضغط على الخدمات في البلديات كبير جداً». وذكّر بـ «افتتاح مكتب خاص لنا وتعيين فريق عمل في الأسابيع المقبلة، ونتطلع إلى مؤتمر باريس الشهر المقبل، حيث ستُقدم خطة استثمار رأس المال، وسيكون دعمنا قوياً».
مشاركة :