الخريجون العاطلون وتحديات التوظيف

  • 3/20/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

لا داعي لأن أتحدث عن فرحة الشباب بتخرجهم، وأصفها بأنها الفرحة التي طالما انتظروها وبذلوا من أجلها الكثير، فكلنا يعلم ويشعر بأهمية تلك الفرحة، وقيمة ذلك الهدف، لكن الأمر الملفت منذ مدة أنه في بعض الأحيان لم تعد الشهادة الجامعية كافية للحصول على الوظيفة المنشودة، وبات على الشباب الدراسة مجددا للحصول على شهادات خبرة ودورات تدريبية، مختلفة، وبالمناسبة، كم يستفزني هذا الشرط!! فمن سيشهد له بالخبرة إذا لم يُعطَ الفرصة لمزاولة العمل أصلا!؟ وعموما هذا سؤال قديم وإجابته تنتظر إجابة! أما ما نحن بصدده الآن هو تنافس المؤسسات التدريبية على تقديم الدورات التي يحتاجها الشباب واستغلال حاجتهم إليها، واتخاذها فرصة للتكسب، فباتت تطرحها بأسعار لا تناسب ظروف بعضهم المالية، فضلا عن عدم التأكد من جدواها وتحصيل الوظيفة بعدها أم لا. نعم نتفق جميعا على أهمية الدورات التدريبية في صقل الشباب وإكسابهم المهارات المختلفة التي سيحتاجون إليها فيما بعد، وجعلهم أكثر إيجابية وفاعلية في ميادين العمل، ولكن ما يحدث من ضغط مادي عليهم من طرف تلك المؤسسات قد يؤدي بمن تقل ذات يده إلى الإحباط واليأس، وتؤخره عن بلوغ أهدافه، فالخريجون متفاوتون ماديا، منهم من يستطيع ومنهم دون ذلك، ثم إننا لا ننكر أن هناك جهات حكومية تقدم مثل هذه الدورات مجانا وبكفاءة كالجامعات وبعض المدارس الحكومية تحت رعاية وزارة التعليم، بيد أنها لا تستوعب العدد الكبير للخريجين، أو قد يحول بينهم وبينها عامل الوقت أو مقر السكن وغيرها من الموانع الأخرى. ولو قلنا إن على المؤسسات التدريبية إعادة النظر في أسعار دوراتها فإننا نقوله من باب الأمل ولا نفرض ولا نؤكد؛ لأنها في الأساس مؤسسات ربحية قبل أن تكون تربوية أو تدريبية لنكن واضحين أكثر، ولكننا نرجو من القائمين عليها مراعاة ظروف الخريجين والتعاون معهم. وكذلك نرى أنه من الضروري أن ينظر المسؤولون في الدولة نظرة أكثر جدية وشمولية إلى هذا الموضوع، ويتحركوا بشكل عاجل لتلبية حاجة الشباب إلى التدريب واكتساب الخبرة، وذلك بافتتاح مؤسسات جديدة تدربهم بالمجان، أو بأسعار رمزية، وتؤهلهم للانخراط في سوق العمل دون عقبات، ولا تعثر، كما يمكن لهذه المؤسسات أن تفرّع منها مؤسسات أخرى للتوظيف، إذا طرحت فكرة التدريب المنتهي بالتوظيف وفعّلتها، فهناك تدريب، وهنا توظيف وتكون بذلك أول المستفيدين من قدراتهم وخبراتهم التي اكتسبوها، وإن لم يكن ذلك فالمهم أنها دربتهم وأهلتهم للحصول على الوظائف المنشودة.

مشاركة :