الرياضة في بلادنا تحتاج الى مخلصين في الاصلاح والتغيير والتطوير، فالإدارة هي السبب الحقيقي للنجاح وهي ايضا السبب الرئيس للفشل، فالعملية مترابطة معا، ومتراكبة من الصعب ان يتم تقسيمهما عن بعضهما بعضا، فليست لدينا مشكلة تخص الأشخاص او الافراد الذين يديرون القطاع الرياضي، ولا حتى في الوجوه التي تطل علينا من مختلف المواقع، وإنما الأزمة الحقيقية هي في مفاهيمنا لماهية الرياضة، فكثيرون منا مازال فهمهم للرياضة مجرد أنها للممارسة والهواية، او التصيد في الماء العكر او الاستفادة بقدر الإمكان طالما هو في الصورة وعلى الكرسي، فالعقلية وصلت إلى هذه القناعة، إذ نعاني منها كثيرا بسبب الحيرة في توجهنا بعد كل هذه السنوات الطويلة من العمل الرياضي والمؤسساتي، إذن لماذا الرياضة؟ ولماذا نحن نحبها لهذه الدرجة التي تصل بنا أحيانا إلى العتاب و(الزعل) والخلاف؟ ما هو السر في شعبية الرياضة والرياضيين الذي نالوا أعلى الأصوات، بل إنهم من رواد الاعلام؟ ويبدو أن الغالبية منهم حين تعرضهم للتهميش سيجلسون على الرف!، فالمجموعة المتجانسة ستبعد الخلافات وتحسّن الاداء، بينما هناك البعض مازال متمسكا برأيه وبقراراته ضاربا كل القيم والاعراف عرض الحائط. وللأسف لدينا أناس مازالوا يفكرون بهذه الطريقة، بعقلية انتهت منذ زمن، وكثيرون أيضا يلبسون ثوبا اكبر منهم في الرياضة ولا تصل إليهم يد الاصلاح، وهذه مشكلة حقيقية لم نصل إلى حلها رغم الفترة الزمنية الطويلة التي أصبحنا نمارس الرياضة المنظمة. فأزمة النصوص والنفوس التي أقصدها ليست هي قانون الرياضة، كما يراها البعض منا وبالتالي تبقى الأزمة قائمة طالما في النفوس الضعيفة «شيء» موجود على السطح الرياضي، ويمكن تغييرها بقرارات او تشطيبات او تعديلات، ولسنا بحاجة إلى مناقشات وجدل لكي نستفيد من الوقت، فبعد ان وصلنا الى مرحلة مهمة من مسيرتنا الرياضية علينا نبذ الخلافات والصدامات على صفحات التواصل الاجتماعي، وما نؤكد عليه هو اننا جميعا في قارب واحد للتغلب على كل الجبهات، ولسنا في حاجة إلى الانتظار طويلا بعد مرور فترة طويلة من عمرنا الرياضي لنبدأ في الالتفات لمواجهة كل همومنا الرياضية والشبابية، وأعتقد حان الوقت لكي نغير في انفسنا ونبتعد عن نظرية «من له حيلة فليحتال»، من أجل الإسهام بدورنا الايجابي لتنفيذ الوعود المترقبة من قطاعنا الأهم في المجتمع، وهو الشباب والرياضة، ولكي تنجح رسالتنا، فما يهمني هو ان نعمل بصدق وبإخلاص ونترك الاخرين يعملون، ونبعد ما في القلوب، فالرياضة جميلة ومحببة ولها أبعاد انسانية سامية، كما أشار إليها أمس قادتنا الكرام في لقاءاتهم على هامش الاولمبياد الخاص بالعاصمة. تشغل ذهني الأسرة الرياضية، فأهم مراحل العمل تتطلب الروح والمسؤولية التي ننتظرها مستقبلا في الإدارة الرياضية، وحتى يكون الشخــص قائـدا متمرسا في هذا المجال عليه إثبات الــذات بالــعمل والصبر والطموح.. والله من وراء القصد.
مشاركة :