أقام الهلال الأحمر القطري، مساء أمس، احتفالية كبرى في الحي الثقافي «كتارا»، بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسه في شهر مارس عام 1978، بحضور كوكبة من الشخصيات البارزة في المجتمع القطري، وكبار مسؤولي الشركات والمؤسسات والبعثات الدبلوماسية بالدولة، ورموز العمل التطوعي الذين ساهموا في إثراء مسيرة الهلال الأحمر القطري على مدار تاريخه، وممثلين للجمعيات الوطنية والحركة الإنسانية الدولية.كان في مقدمة حضور الحفل، سعادة رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد، وسعادة السيد علي بن حسن الحمادي الأمين العام، وأعضاء مجلس الإدارة الحاليون والقدامى، ومديرو وموظفو القطاعات والإدارات والمنشآت الطبية. وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن الهلال الأحمر القطري بعنوان «سيرة ومسيرة»، استعرض مشاهد حية من المشاريع والبرامج والأنشطة التي نفذها الهلال الأحمر القطري على المستويين المحلي والدولي خلال الأربعين عاماً الماضية، مبيناً أثر هذه التدخلات الإنسانية في حياة المحتاجين من المرضى والمشردين والمنكوبين الذين يعمل الهلال الأحمر القطري على تقديم يد العون لهم دون تحيّز أو تمييز. كما تم تكريم مجموعة من كبار الداعمين والشركاء للهلال الأحمر القطري، سواء المتبرعين من الأفراد والمؤسسات، أم الجهات الحكومية وغير الحكومية التي تقدم تسهيلات تنفيذية ولوجستية، أم وسائل الإعلام التي تساهم في إبراز صورة الهلال الأحمر القطري وحشد الدعم المجتمعي لرسالته الإنسانية. ومن أبرز الجهات الشريكة التي تم تكريمها خلال حفل الليلة: وزارة الصحة العامة، ومجموعة الفردان؛ حيث تم تكريم رجل الأعمال السيد حسين الفردان، والذي كان عضواً في أول مجلس إدارة للهلال الأحمر القطري. كما تم تكريم صندوق دعم، وصندوق قطر للتنمية، والمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، ومجموعة الفردان، والهيئة العامة للحي الثقافي «كتارا»، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية. كما شهد الحفل افتتاح معرض عام بالواجهة البحرية في «كتارا»، والذي تضمّن لمحات مصورة من أرشيف الهلال الأحمر القطري القديم والحديث، كما تضمّن أنشطة مخصصة للأطفال، ونماذج حية من خيم الإيواء والمستشفى الميداني، وسيارات الإسعاف التي تستخدمها كوادر الهلال الأحمر القطري الإغاثية والطبية، إضافة إلى عرض لمختلف مجالات التطوع التي يتيحها أمام الشباب من الجنسين. المعاضيد: لدينا أكثر من 100 شريك حول العالم قال سعادة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد -رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري- إن مسيرة الهلال شهدت على مدار 40 عاماً نجاحات هائلة يُشار إليها بالبنان، وإن كل إنجاز كان سبباً في تغيّر حياة أسرة أو قصة نجاح نسجتها ابتسامة طفل أصبح له قلب سليم، وعين مبصرة، وأذن واعية. وأضاف: «40 عاماً مرت على أسرة آواها بيت من وحشة العراء، وكساها ثوب من زمهرير البرد، وعالجها طبيب متطوع يقصد الخير ولا ينتظر الجزاء إلا من الله». وأكد المعاضيد أن شعار عمل الهلال هو «نفوس آمنة وكرامة مصونة»، هو شعارنا الذي انتهجناه منذ زمن ليكون دليلنا ومنهاجنا وطريقنا إلى النجاح، هو شعارنا الذي اخترناه ليعبّر عن طموحنا ويكون إلهاماً لنا في تغيير نراه كبيراً ولكنه ليس مستحيلاً؛ لأن هدفنا هو تحسين حياة الضعفاء. وأضاف سعادته: «على مدار العقود الماضية، استطاع الهلال الأحمر القطري من خلال تجربته في العمل الميداني الإغاثي وتعامله مع العديد من الأحداث، أن يضع لنفسه بصمة واضحة على خارطة العمل الإنساني، وأن يزرع الثقة في وعي شركائه الدوليين من وكالات أممية وجمعيات وطنية ومنظمات إنسانية كثيرة»، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر القطري لديه اليوم أكثر من 100 شريك، وقد بُني التوجه على مدار السنوات الماضية من وحي فكرة الإنشاء ودور المؤسسة بحد ذاته. وقال إن جمعية الهلال الأحمر القطري بوصفها منظومة إغاثية تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من أكبر شبكة إنسانية على مستوى العالم تجمع 190 جمعية وطنية أخرى من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على مستوى العالم، لافتاً إلى أن هذا التفرد من حيث الدور والفكرة التي يمثّلها الهلال الأحمر القطري باعتباره جمعية وطنية، هو في حد ذاته مصدر القوة الذي يشكل الدافع الرئيس للوصول إلى هؤلاء، لمساعدتهم وتقديم الخدمة والعون لهم بطريقة تخفف معاناتهم وتحفظ كرامتهم، من خلال ما يُنفّذ ويُخطّط له من برامج. الحمادي: 13 مليون مستفيد في 2016-2017 قال سعادة السيد علي بن حسن الحمادي أمين عام الهلال الأحمر القطري: نحن أقدم جمعية خيرية وإنسانية تطوعية في دولة قطر، وإن من أبرز القيم المؤسسية التي ينتهجها الهلال الأحمر القطري ويعتز بها، هي أن الهلال «بشركائه»، حيث يعتبر الشركاء هم الركيزة الأولى في العمل. وأوضح أن الدعم الإنساني المتواصل ساهم في ارتقاء وتعزيز العمل لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه للمجتمعات التي تحتاج منا وقفة إنسانية صادقة معاً، لافتاً إلى أنه خلال 40 عاماً استطاع الهلال أن يصل إلى كثير من الدول من خلال العمل في قطاعات ومجالات مختلفة، مؤكداً أن الهلال مع الإنسان أينما كان. ولفت سعادته إلى أن من المجالات التي يعمل بها الهلال -على سبيل المثال وليس الحصر- قطاع الإغاثة والتنمية الدولية، حيث نجح الهلال في تنفيذ مشاريعه في أكثر من 40 دولة حول العالم، موضحاً أنه خلال عام 2016-2017 فقط، وصلت خدمات الهلال لأكثر من 13 مليون إنسان. وأوضح أن الهلال الأحمر سجل أرقاماً قياسية في الاستجابة للعديد من الأحداث خلال 24 ساعة، وآخرها استجابتنا للزلزال الذي ضرب نيبال في عام 2015، فضلاً عن مشاريع نوعية كثيرة تركت أثراً في حياة الأطفال، كمشروع عمليات القلب للأطفال، ومشروع زراعة القوقعة، كما ساهمت كثير من المشاريع في صون كرامة الأسر، كمشاريع الوحدات السكنية والبيوت الطينية.;
مشاركة :