دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى التفكر في كيفية تحسين التسامح والاندماج واحترام التنوع في جميع الأمم وفيما بينها، والعمل على القضاء على رسائل الكراهية التي ترسخ مفهوم “نحن” و “هم”؛ بما يؤدي إلى قبول أو رفض واستبعاد الآخر لمجرد مظهره أو دينه. جاء هذا في احتفالية الجمعية العامة بـ”اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري”، الذي تحيه الأمم المتحدة في 21 مارس-آذار من كل عام، تخليدا لذكرى مجزرة شاربفيل، التي قتل فيها بشكل فظيع 69 متظاهرا سلميا ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وقال الأمين العام إن إحياء ذكرى شاربفيل يعيد التأكيد على رفضنا القاطع لجميع أشكال العنصرية وكراهية الأجانب والتعصب، التي لا تزال، للأسف، قائمة في البلدان وبين المجتمعات حول العالم. وأضاف: “مثال صارخ ومأساوي يتمثل في المعاملة الفظيعة لمسلمي الروهينجا في ميانمار. لقد حان الوقت لكي ترقى جميع الأمم وجميع الناس إلى كلمات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يعرف بالكرامة المتأصلة وحقوق جميع أفراد الحنس البشري المتساوية وغير القابلة للتصرف”. وبينما يتم إعلان حقوق الإنسان عامه السبعين هذا العام، سلط غوتيريش الضوء على عدد من القضايا التي أحرزت تقدما كبيرا منذ اعتماده، مثل تزايد الحريات والمساواة حول العالم، وتقدم حقوق المرأة وحقوق الأطفال، وتمتع ضحايا التمييز العنصري والديني والشعوب الأصلية والأشخاص ذوي الإعاقة بمزيد من الحقوق. من ناحيته أشار مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، إلى بلوغ كره الأجانب والتمييز العنصري أو ذلك الذي يقوم على أساس الأصل أو الدين أو العرق مستويات مزعجة، وغالبا ما تستخدم هذه التصرفات لتحقيق مكاسب سياسية من قبل المسؤولين والسياسيين. وأضاف قائلا: “التمييز العنصري ليس فقط مسألة ظلم فردي، فإعلان حقوق الإنسان يحذّر بوضوح شديد من نشوب الصراعات إذا لم تتم حماية الحقوق. وقد أثبتت التجارب مرارا وتكرارا أن أشكال التمييز والتعصب والتحيز لا تؤدي فقط إلى شظايا كارثية داخل المجتمعات، بل إنها تحدث في كثير من الأحيان تهديدات للسلم الإقليمي وتؤدي إلى صراع.”
مشاركة :