50 عاماً على معركة الكرامة.. أول هزيمة لإسرائيل

  • 3/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يصادف اليوم الأربعاء، الذكرى الخمسين لمعركة الكرامة، التي التحمت فيها دماء الشعبين الفلسطيني والأردني، لتسطر أول انتصار عربي على العدو الإسرائيلي، بعد تسعة أشهر فقط على هزيمة الجيوش العربية في حرب يونيو/حزيران عام 1967. وبدأت معركة الكرامة في 21 مارس/أذار عام 1968 ،عندما قامت القوات الإسرائيلية بشن هجوم واسع النطاق على الضفة الشرقية لنهر الأردن في منطقة امتدت من جسر الأمير محمد (دامية) شمالا حتى جنوب البحر الميت، في محاولة للقضاء على الوجود الفدائي الفلسطيني في الأردن، ومحالة احتلال نهر الأردن، إلا أن الفدائيين الفلسطينيين، الذين كان تعدادهم لا يتجاوز المئات، وبمساندة الجيش الأردني ومدفعيته، وسكان قرية الكرامة تصدوا لهذا العدوان، في معركة استمرت أكثر من 16 ساعة أجبرت العدو على الانسحاب الكامل من أرض المعركة، تاركين وراءهم خسائر، وقتلى لم يتمكنوا من أخذهم معهم. وكان الهدف من المعركة والهجوم بحسب ما أعلنت إسرائيل القضاء على مواقع الفدائيين الفلسطينيين في مخيم الكرامة على بعد 5 كم من جسر الملك حسين (اللنبي) ، وفي مناطق أخرى إلى الجنوب من البحر الميت” ، وقد حشدت إسرائيل في سبيل ذلك، أربعة ألوية وخمس كتائب مدفعية ووحدات هندسة وأربعة أسراب نفاثة وعدداً من طائرات الهليوكوبتر، وقد بلغ عدد هذه المجموعات 15 ألف جندي، وقد تحركت هذه القوات صباح يوم 21-3-1968، على أربعة محاور، محور العارضة ومحمود وادي شعيب ومحور سويمة ومحور الصافي. أما المقاومة الفلسطينية التي خاضت قتالاً شرساً فقد جرى تقسيمها إلى ثلاثة أقسام وفقا لمبادئ قتال حرب التحرير الشعبية، قسم في الكرامة، وقسم على شكل كمائن في الطريق المتوقع أن يسلكه العدو، وقسم في المرتفعات المشرفة على الكرامة ليكون دعما واحتياطياً. وتعد معركة الكرامة نقطة تحول كبيرة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية ، وخاصة حركة “فتح”، وتجلى ذلك في سيل طلبات التطوع والانخراط في المقاومة الفلسطينية خاصة بين طبقات الشباب والمثقفين وحملة الشهادات العليا من مختلف العالم العربي بعد أن تجدد لهم الأمل بإمكانية هزيمة الاحتلال وإعادة الاعتبار للأمة العربية. وقد أعطت معركة الكرامة معنى جديد للمقاومة تجلى في المظاهرات المؤيدة للعرب والهتافات المعادية التي أطلقتها الجماهير في وجه وزير خارجية إسرائيل آبا ابيان أثناء جولته يوم 7/5/1968 في النرويج والسويد، فقد سمعت آلاف الأصوات تهتف “عاشت فتح”. وعلى الصعيد العربي كانت معركة الكرامة نوعا من استرداد جزء من الكرامة التي فقدتها في يونيو/حزيران 1967 القوات المسلحة العربية التي لم تتح لها فرصة القتال ، ففي معركة الكرامة أخفقت اسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والإستراتيجية لرفع معنويات الإسرائيليين، بل ساهمت في زيادة خوفهم وانعزالهم. وقال رئيس الأركان “الإسرائيلي” في حينه، حاييم بارليف، في حديث له: “إن إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران، وقال أيضاً في حديث آخر: إن عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها ولم يعتَد الشعب في إسرائيل مثل هذا النوع من العمليات، وبمعنى آخر كانت جميع العمليات التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا”. وعلّق أحد كبار القادة العسكريين العالميين، رئيس أركان القوات المسلحة في الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة المارشال جريشكو: “لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية”. أما رئيس أركان الجيش الأردني حينها، الفريق مشهور حديثة، والذي أعطى قرار التدخل للجيش الأردني، قال: “أقول بكل فخر، إنني استطعت تجاوز الخلاف الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية، فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة تحت شعار: كل البنادق ضد إسرائيل فكانت النتيجة مشرفة”. انتهت المعركة، وفشل العدو من تحقيق أهدافه ، عندما بدأ العدو بالانسحاب عند حوالي الساعة الثالثة عصراً، بعد ان طلب لأول مرة في تاريخ الصراع الصهيوني – العربي، وقف إطلاق النار، بعد ان فشل في تحقيق أهدافه، حيث خرج من هذه المعركة خاسرةً مادياً ومعنوياً. وحول خسائر المعركة، وفقاً لإحصائيات القوات الأردنية ، فقد قتل 250 جنديّاً إسرائيليّاً، وإصابة 450 شخصاً بجراح في أقلّ من 16 ساعة، وتدمير 88 مركبة، وهي عبارة عن 27 دبّابة، 18 ناقلة، و24 سيّارة مسلّحة، و19 سيارة شحص، وسقوط 5طائرات، وقد عرضَ الأردنّ جميع هذه الخسائر في الساحة الهاشميّة أمام جميع الناس. القوّات المسلحة الأردنيّة: استشهاد 86جنديّاً، وإصابة 108 جريحاً، وتدمير 13 دبّابة، وتدمير39 مركبة مختلفة. الفدائيّون الفلسطينيّون: استشهاد 95 شخصاً، وإصابة 200جريح.

مشاركة :