فضيحة «فيسبوك» تطيح مدير «كامبريدج أناليتيكا»

  • 3/21/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت شركة كامبريدج اناليتيكا البريطانية المتهمة بالاستحواذ على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع فيسبوك واستخدامها بطريقة غير قانونية تعليق عمل مديرها ألكسندر نيكس بعد أن أصبح محط جدل كبير ومطالبات من مشرعين على جانبي الأطلسي بالكشف عن البيانات المنتهكة. وهذه الفضيحة المدوّية التي أدت إلى تراجع أسهم فيسبوك انفجرت إثر معلومات أفادت بأن الشركة البريطانية التي عملت لمصلحة حملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية جمعت بيانات لخمسين مليون مستخدم لفيسبوك وأساءت استخدامها. وظهرت للسطح مساء الثلاثاء الماضي تسجيلات يتفاخر بها نيكس بالدور الموسّع لشركته في الحملة الانتخابية لترامب، زاعمًا أنها قامت بكل بحوث وتحليلات الحملة وكذلك حملاتها التلفزيونية والرقمية. في التسجيل السري، الذي حصلت عليه محطة «تشانل فور نيوز» البريطانية، كشف نيكس عن استخدام شركته نظام بريد الكتروني سريًا للتدمير الذاتي. وقال عن هذه الأداة التي تمسح رسائل البريد الالكتروني بعد ساعتين من قراءتها: لا دليل.. لا اثر. ليس هناك أي شيء. وأذاعت المحطة مقابلة أجريت في اكتوبر 2017 مع هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية الخاسرة في انتخابات الرئاسة الاميركية 2016 قالت فيها إنها واجهت جهدًا دعائيًا ضخمًا. وأضافت كلينتون: كان هناك نوع جديد يدار على الجانب الآخر، والأمر أثّر في فكر الناخبين. وقالت كلينتون في المقابلة إن احتمالية تورط «كامبريدج اناليتيكا» في المحاولة المزعومة لروسيا للتأثير في الانتخابات أمر مزعج جدًا. لكن الشركة تنفي بشدة أي تورط لها في الأمر. ولدى الإعلان عن تعليق عمل نيكس، قال مجلس إدارة «كامبريدج اناليتيكا» إن مديرها سيتنحى عن منصبه فورًا بانتظار انتهاء التحقيقات التي ستجرى في المزاعم المتعددة. وتضمّنت التسجيلات مع المراسل السري، تفاخُرَ نيكس أيضًا بالإيقاع بسياسيين والعمل بشكل سري في انتخابات في ارجاء العالم عبر شركات في الواجهة. وقالت الشركة: بالنسبة الى مجلس الإدارة، فإن تصريحات نيكس الأخيرة التي سجّلتها القناة الرابعة والمزاعم الأخرى لا تمثّل القيم او عمليات الشركة ووقفه عن العمل يعكس الجديّة التي نرى بها هذا الانتهاك. ونفت «كامبريدج اناليتيكا» بشكل قاطع ان تكون قد جمعت بيانات خمسين مليون مستخدم لفيسبوك من دون موافقتهم بهدف دعم الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب. غضب عبر الأطلسي وزجت الأزمة بشركة فيسبوك في فضيحة كبرى، حيث ستخضع للتحقيق على جانبي الأطلسي بسبب إساءة استخدامها للبيانات الشخصية لمستخدميها. وأدى ذلك لهبوط سعر سهم اكبر مواقع التوصل الاجتماعي. وقررت السلطات الاوروبية والبريطانية المكلفة حماية المعطيات، التحقيق بشأن الشركة البريطانية، في حين دعا برلمانيون بريطانيون مؤسس فيسبوك لتقديم توضيحات. من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إن السلطات المكلفة حماية المعطيات في دول الاتحاد الاوروبي ستبحث هذا الموضوع في اجتماع ببروكسل لمجموعة الـ29 وهي هيئة التعاون الأوروبية. كما أعلن أن ممثلة للمفوضية بواشنطن ستطلب توضيحات من فيسبوك. وفي بريطانيا، طلب مكتب مفوض الاعلام، الهيئة المستقلة المكلفة تنظيم القطاع وحماية المعطيات الشخصية، الإذن في التحقيق داخل الشركة المعنية حتى يمكنه تفتيش الخوادم واجراء عملية تدقيق في المعطيات. واكد المكتب انه طلب منذ السابع من مارس من شركة كامبريدج اناليتيكا الوصول الى ملفاتها ومعطياتها، من دون ان يحصل على جواب في الآجال المحددة. واوضحت رئيسة المكتب اليزابيث دينهام انها طلبت وحصلت من شبكة فيسبوك ان توقف تحقيقها بشأن شركة كامبريدج اناليتيكا لانه يمكن ان يؤثر على تحقيق المكتب. وبعد ان اعتبرت لجنة برلمانية بريطانية الثلاثاء ان فيسبوك «قللت باستمرار من خطورة» حيازة معطيات المستخدمين الشخصية دون موافقتهم وقدمت أجوبة «مضللة»، قررت اللجنة الثلاثاء استدعاء مؤسس فيسبوك مارك زوكربرغ لتقديم توضيحات أمامها. ومنحته حتى الإثنين للرد. وكتب رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والرياضية في مجلس العموم داميان كولينز رسالة إلى زوكربرغ طالبه فيها بتوضيح الفشل الإجرائي الكارثي هذا. من جهتها، قالت شركة فيسبوك انها اغلقت حساب الشركة البريطانية وكلّفت مكتب مراقبة رقمية بكشف خيوط القضية. واتُهم فيسبوك وكذلك «تويتر» و«غوغل»، منذ اشهر بخدمة كيانات على صلة بروسيا للتلاعب بالرأي العام وخصوصًا أثناء الحملة الرئاسية الاميركية أو حملة استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في 2016. كما تُتهم هذه المواقع بانتظام بعدم توفير حماية كافية للمعطيات الشخصية لمستخدميها الذين هم عماد نموذجها الاقتصادي. أكتون دعا المؤسس المشارك لتطبيق «واتس أب» بريان أكتون إلى مقاطعة «فيسبوك»، قائلًا في تغريدة له: إن الوقت قد حان لحذف منصة التواصل الاجتماعي. ولم يتطرق أكتون للحديث عن أي تفاصيل أخرى بعد تغريدته المقتضبة، لكن يبدو أنه أوقف حسابه على فيسبوك. وترك أكتون فيسبوك العام الماضي، بعدما باع وزميله المشارك في تأسيس «واتس أب» يان كوم، تطبيق الرسائل لشبكة التواصل الاجتماعي في 2014 مقابل 22 مليار دولار، وبحسب «فوربس» تبلغ ثروته الصافية الآن 5.5 مليارات دولار. (لندن- أ.ف.ب، أرقام)

مشاركة :