مازالت رقعة الخلاف بين بريطانيا وروسيا آخذة في الاتساع، على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته بغاز للأعصاب في في المملكة المتحدة. وفي الأثناء، أكد كل من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي، تحمل موسكو تبعات الحادث. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن “الرئيسين كررا تضامنهما مع المملكة المتحدة بعد استخدام روسيا أسلحة كيميائية ضد أفراد على الأراضي البريطانية، وتوافقا على ضرورة اتخاذ إجراءات لتتحمل موسكو تبعات” هذا الأمر. حماية مشجعو المونديال طالب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، موسكو بضمانات لأمن المشجعين البريطانيين، الذين يريدون حضور مباريات كأس العالم لكرة القدم 2018، التي تنطلق في روسيا في يونيو/ حزيران المقبل. وقال جونسون، أمام لجنة برلمانية، “يعود إلى الروس ضمان أمن المشجعين البريطانيين، الذين سيتوجهون إلى روسيا، من واجبهم بموجب عقد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن يولوا انتباها لكل المشجعين”، مؤكدا أنه في الوقت الراهن “لا تعتزم لندن ثني الناس عن التوجه إلى هناك”. وأضاف جونسون، “التحدي الذي أطلقه للسلطات الروسية هو أن تثبت أن البريطانيين الـ24 ألفا الذين يعتزمون حضور مباريات كأس العام سيعاملون بشكل جيد وسيكونون في أمان”، مكررا أن الكرملين يقف وراء تسميم العميل الروسي السابق في 4 مارس/آذار في سالزبري. وكانت وزارة الخارجية البريطانية غيرت قبل أسبوع توجيهاتها للمسافرين الراغبين في التوجه إلى روسيا بعد إعلان رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عقوبات ضد موسكو، بينها طرد 23 دبلوماسيا روسيا. وكتبت الخارجية البريطانية آنذاك على موقعها الإلكتروني “بسبب التوترات السياسية المتزايدة بين بريطانيا وروسيا، يجب توخي الحذر وتجنب التعليق علنا على التطورات السياسية الأخيرة”. هتلر مازال حاضرا وقارن جونسون، الأربعاء، أيضا بين استضافة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لمونديال 2018، وأولمبياد برلين 1936 في عهد الزعيم النازي أدولف هتلر. وردا على سؤال وجهه إليه نائب بريطاني عما إذا كان “بوتين سيستخدم المونديال، كما استخدم هتلر أولمبياد 1936″، أجاب جونسون “أعتقد أن المقارنة مع أولمبياد 1936 هي صحيحة بالتأكيد”. مقارنة مرفوضة من جانها، رفضت وزارة الخارجية الروسية المقارنة، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن أي مقارنة بين روسيا وألمانيا تحت حكم أدولف هتلر غير مقبولة، مضيفة عبر صفحتها على فيسبوك، أن “مثل هذه المقارنات غير مقبولة، ولا تليق برئيس هيئة دبلوماسية في دولة أوروبية”. وسعى هتلر إلى الإفادة من الألعاب الأولمبية التي استضافتها برلين، كمنصة لإظهار تفوق العرق الآري على غيره، كما أنه رفض مصافحة يد العداء الأمريكي البارز ذي البشرة السمراء جيسي أوينز، والذي أحرز 4 ميداليات ذهبية في منافسات ألعاب القوى في تلك الدورة. وكانت ماي، أعلنت أن الوزراء وأفراد العائلة البريطانية المالكة سيقاطعون المونديال الروسي، الذي يقام بين 14 يونيو/حزيران و15 يوليو/تموز، على خلفية قضية العميل السابق. كما تدرس دول أوروبية عدة منها بولندا وايسلندا والسويد، اتخاذ إجراء مماثل بمقاطعة رسمية، تضامنا مع لندن. وحلت إنجلترا في المجموعة السابعة، التي تضم تونس وبلجيكا وبنما. الانتخابات الروسية وفي السياق المحتدم، قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، إن توقيت الهجوم كان مرتبطا على الأرجح بانتخابات الرئاسة، التي فاز بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع الأسبوع. وأضاف جونسون أمام لجنة في البرلمان، “توقيت الهجوم في سالزبري يرتبط بشدة على الأرجح بالانتخابات التي شهدتها روسيا مؤخرا، وكما تفعل شخصيات غير ديمقراطية كثيرة عندما تواجه انتخابات أو لحظة سياسية حرجة، يكون من المغري دائما استحضار مفهوم العدو في ذهن الناس”. الاتهام بالمثل قال مسؤول بوزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، إن بريطانيا ربما تقف وراء هجوم كيماوي على يوليا سكريبال ابنة الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال. وقال فلاديمير يرماكوف، مدير إدارة منع انتشار الأسلحة بالوزارة، خلال اجتماع مع سفراء أجانب في موسكو، “المنطق يشير إلى أنه لا يوجد سوى أمرين محتملين”. وأضاف “إما أن السلطات البريطانية غير قادرة على توفير الحماية من مثل هذا الهجوم الإرهابي على أراضيها، أو أنها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا أتهم أحدا، دبرت هجوما على مواطن روسي”. ويرقد سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في المستشفى في حالة حرجة منذ الرابع من مارس آذار بعد العثور عليهما فاقدي الوعي في مدينة سالزبري في جنوب إنجلترا. مقاطعة دبلوماسية أدان الكرملين، الأربعاء، قرار السفير البريطاني لدى موسكو، بعدم حضور إفادة صحفية تنظمها وزارة الخارجية الروسية بشأن الحادث. وقال متحدث باسم السفارة البريطانية في وقت سابق اليوم، إن السفير لوري بريستو لن يحضر الاجتماع، لكن لندن تدرس إرسال شخص آخر. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، “إنه مثال حي آخر على الموقف العبثي حين تُطرح أسئلة فيجري إظهار عدم الرغبة حتى في سماع أي إجابات”. وذكرت وكالات أنباء روسية، نقلا عن السفارة الأمريكية في موسكو، أن السفير الأمريكي لدى روسيا جون هانتسمان لن يحضر الإفادة كذلك. ودعت وزارة الخارجية الروسية سفراء أجانب وخبراء في الحد من التسلح لحضور الإفادة التي تنظم في وقت لاحق اليوم لبحث مزاعم بريطانيا بأن موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس في جنوب انجلترا وهو ما تنفيه روسيا. عقدتين وطالبت روسيا بريطانيا بالتخلص من عقدتين، هما “الخوف من روسيا” و”عقلية الجزيرة”. وانتقد فلاديمير يرماكوف، رئيس قسم منع انتشار الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، بريطانيا لرفضها التعاون في تحقيق في تسميم جاسوس روسي سابق على الأراضي البريطانية، ودعا لندن إلى “التخلص من عقدة الخوف من روسيا” ومن “عقلية الجزيرة”. وقال “ابتعدوا قليلا عن عقدة الخوف من روسيا وعن عقلية الجزيرة”. ورفض التأكيدات البريطانية بشأن استخدام السلاح الكيميائي “نوفيتشوك” في تسميم الجاسوس الروسي السابق في إنجلترا، وقالت إنه لو استخدم أي غاز للأعصاب لكان تسبب في مقتل العديد من الأشخاص فورا. ولا يزال سكريبال (66 عاما)، الضابط الروسي السابق الذي باع أسرارا إلى بريطانيا وانتقل إليها في 2010 في إطار صفقة تبادل جواسيس، في حالة صحية حرجة مع ابنته بعدما عثر عليهما فاقدي الوعي في سالزبري. وفي إطار الإجراءات العقابية، التي أعلنتها رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأسبوع الماضي طردت بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا وأسرهم، أي ما مجمله 80 شخصا.
مشاركة :