وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" أمس اتفاقيتي امتياز مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي)، ثالث أكبر شركة للنفط في العالم، حصلت بموجبهما الأخيرة على نسبة 10% في امتياز "أم الشيف ونصر" و10% في امتياز "زاكوم السفلي" البحريين في أبوظبي. وقدمت مؤسسة البترول الوطنية الصينية، من خلال شركة "بترو تشاينا" التابعة لها 2.1 مليار درهم (575 مليون دولار) رسم مشاركة في امتياز "أم الشيف ونصر" و2.2 مليار درهم (600 مليون دولار) رسم مشاركة في امتياز "زاكوم السفلي" اللذين ستتولى إدارتهما "أدنوك البحرية"، إحدى شركات مجموعة أدنوك، نيابةً عن جميع الشركاء. وبذلك يصل إجمالي رسوم المشاركة إلى 4.3 مليارات درهم. وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الذي وقع الاتفاقيتين مع ووانج يلين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الوطنية الصينية: للإمارات علاقات استراتيجية وثيقة مع جمهورية الصين الشعبية تشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وذلك تماشياً مع رؤية القيادة ببناء وتعزيز جسور التعاون مع المجتمع الدولي بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز التقدم نحو تحقيق التنمية المستدامة. وتأتي هذه الاتفاقيات لترسخ الشراكة الاستراتيجية مع الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويمثل قطاع الطاقة أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين، حيث تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط عالمياً وإحدى أهم الأسواق التي تشهد إقبالاً على منتجاتنا البترولية والبتروكيماوية، وتجري مناقشة فرص التعاون بين أدنوك وعدد من الشركات الصينية للاستثمار والشراكة في مختلف مجالات القطاع، بما في ذلك التكرير والبتروكيماويات. وتمثل الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية خطوة مهمة نحو تعزيز وتطوير الشراكة الناجحة مع قطاع الطاقة في جمهورية الصين الشعبية". تعزيز للتعاون وأضاف: مشاركة مؤسسة البترول الوطنية الصينية في الامتيازات البحرية ستسهم في تعزيز التعاون بين أدنوك والصين، حيث تؤكد هاتان الاتفاقيتان ثقة الأسواق الدولية باستراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي فيما نعمل على تنفيذ أهدافنا المتمثلة في زيادة العائد الاقتصادي من أعمالنا في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتعزيز التكامل مع أعمالنا في مجال التكرير والبتروكيماويات بما يضمن استمرار الدور المحوري لأدنوك في تحقيق عائدات اقتصادية مجزية لدولة الإمارات". وتعد مؤسسة البترول الوطنية الصينية أكبر منتجي ومزودي النفط والغاز في الصين، حيث تنتج من خلال "بترو تشاينا" 52% من النفط الخام و71% من الغاز الطبيعي، وتغطي أعمالها استكشاف وتطوير وإنتاج النفط الخام والغاز في 30 دولة في أفريقيا وآسيا الوسطى وروسيا وأميركا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا المحيط الهادي. وفي عام 2016 بلغ إنتاجها في الصين 772.9 مليون برميل من النفط الخام و3464 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي. شراكة وثيقة وتتمتع أدنوك بشراكة وثيقة مع الصين في قطاع الطاقة، حيث تشارك الصين في نسبة 12% من الامتياز البري في أبوظبي والذي تديره "أدنوك البرية"، منها 8% حصلت عليها "سي إن بي سي" في فبراير 2017، كما تمتلك "سي إن بي سي" أيضاً نسبة 40٪ في امتياز "الياسات". وقال وانج يلين: "يشرفنا اختيار أدنوك لنا للمشاركة في امتيازي "أم الشيف ونصر" و"زاكوم السفلي"، حيث تمثل الاتفاقية خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية المتقدمة بين مؤسسة البترول الوطنية الصينية وأدنوك، ونأمل أن تسهم في تلبية الطلب المتنامي على الطاقة في الصين وكذلك في تعزيز أصول وأرباح "بترو تشاينا". وأكد التزام المؤسسة بالتعاون مع أدنوك في توظيف أحدث الحلول الهندسية والتقنية المتطورة لتعزيز الاستخلاص ورفع كفاءة الإنتاج في هذين الامتيازين". تقسيم الامتياز ويمثل امتيازا "أم الشيف ونصر" و"زاكوم السفلي" جزءاً من الامتياز البحري الذي كانت تديره سابقاً شركة "أدما العاملة"، والذي قامت أدنوك بتقسيمه إلى ثلاث مناطق امتياز منفصلة بهدف زيادة العائد الاقتصادي وتنويع وتوسيع نطاق شراكاتها الاستراتيجية وتعزيز تبادل الخبرات الفنية ووصول منتجاتها إلى أسواق جديدة. ويمتاز مكمن "أم الشيف" للغاز البحري بغطاء غازي ضخم يعد من الأكبر على مستوى المنطقة، ويعتبر غنياً بالمكثفات، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لامتياز "أم الشيف ونصر" 460 ألف برميل يومياً. وتخطط أدنوك لإنتاج 500 مليون قدم مكعب يومياً من الغطاء الغازي في "أم الشيف" للمساهمة في تلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة، كما تعتزم تكرير المكثفات للحصول على منتجات عالية القيمة تستخدم في مجال البتروكيماويات. وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وتحتل الإمارات المرتبة العاشرة بين الموردين. وتركز الصين على زيادة قدرتها المحلية في مجال التكرير ورفع مخزونها الاستراتيجي وضمان إمداداتها من النفط الخام، حيث من المتوقع أن يصل استهلاكها إلى 12 مليون برميل يومياً في عام 2020. كما وقعت أدنوك مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية في شهر نوفمبر اتفاقية إطارية تشمل مجالات متعددة للتعاون بما فيها فرص تطوير حقول بحرية ومشاريع الغاز الحامض. توسع أدنوك وتركز أدنوك على التوسع في أسواق الصين وآسيا حيث تشير التوقعات إلى أن الطلب على المنتجات البتروكيماوية والبلاستيكية والتي تشمل بعض المكونات الخفيفة المصنوعة من البلاستيك التي تستخدم في صناعة السيارات، والأنابيب ومواد العزل سيتضاعف في قارة آسيا بحلول عام 2040. وتعد الصين أكبر سوق لصادرات بروج (المشروع المشترك بين أدنوك وبورياليس النمساوية) حيث تقوم بروج بتصدير 1.2 مليون طن سنويا من منتجاتها من البولي أوليفينات إلى الصين، أي ما يعادل ثلث مبيعاتها في جميع أنحاء العالم. بروج وتمتلك أدنوك حضوراً قوياً في الصين من خلال شركة بروج التي تقوم بتصنيع مركّبات بلاستيكية تستخدم في صناعة السيارات، وينتج مصنع بروج حالياً 90 ألف طن سنوياً من الحبيبات البلاستيكية المركبة وهناك مشروع قائم لزيادة طاقته الإنتاجية إلى 125 ألف طن سنوياً. وأبدى عدد من الشركات الصينية اهتمامها ورغبتها بالدخول في شراكات مع أدنوك في مجال المصافي والمشاريع المستقبلية المتكاملة في مجال التكرير والبتروكيماويات. وتعد الصين سوقاً مهمة بالنسبة لمختلف منتجات أدنوك، بما في ذلك النفط الخام، والمنتجات البترولية المكررة، والبتروكيماويات، والكبريت وغيرها. شركاء الامتياز تنضم مؤسسة البترول الوطنية الصينية إلى شركاء امتياز "أم الشيف ونصر" والذي يضم "إيني" الإيطالية (10%) وتوتال الفرنسية (20%) كما ستنضم إلى شركاء امتياز "زاكوم السفلي" إلى جانب ائتلاف الشركات الهندية الذي تقوده شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية "فيديش" (10%)، وشركة "إنبكس" اليابانية (10%) و"إيني" الإيطالية (5%) وتوتال (5%) وتحتفظ أدنوك بحصة 60% في الامتيازين.
مشاركة :