شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشي جين بينج، رئيس جمهورية الصين، أمس، مراسم التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي واسع النطاق بين «أدنوك» ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي)، والتي تسهم في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطاقة بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.وقّع الاتفاقية الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، ووانج يلين، رئيس مؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي إن بي سي)، وتستند الاتفاقية إلى الشراكة القائمة حالياً بين أدنوك و(سي إن بي سي)، وتؤسس لبناء آلية مشتركة تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف مجالات القطاع، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير والبتروكيماويات، والحفر وخدمات الحقول النفطية، وتوريد النفط الخام وتخزينه، ونقل التكنولوجيا، والأبحاث والتطوير. وقال الدكتور الجابر: «تتماشى هذه الاتفاقية مع توجيهات القيادة بتعزيز وترسيخ التعاون والشراكات مع المجتمع الدولي؛ حيث تربط دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية علاقات وثيقة تستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي البنّاء، لتحقيق المصالح المشتركة في شتى المجالات، كما تمتلك الصين واحداً من أهم وأكبر أسواق النمو الواعدة في العالم». وأضاف: «نحن في أدنوك حريصون على استكشاف فرص التعاون المشترك الذي يعود بالنفع على البلدين الصديقين في مختلف جوانب ومراحل قطاع النفط والغاز، وسنعمل مع شركائنا في مؤسسة البترول الوطنية الصينية على المساهمة في تلبية احتياجات الصين المتنامية من الطاقة، وسنقوم أيضاً بدراسة وتقييم خيارات الاستثمار والشراكات لتحقيق أفضل قيمة ممكنة من مواردنا الهيدروكربونية، وتعزيز حضورنا وحصتنا في سوق الصين».وقال: «تعد مؤسسة البترول الوطنية الصينية إحدى أهم شركائنا الاستراتيجيين الذين أبدوا اهتماماً ملحوظاً في العمل معنا والاستفادة من الفرص الاستثمارية المشتركة التي حددناها ضمن استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي، لاسيما خطط تطوير وتنمية أعمالنا في مجال التكرير والبتروكيماويات، والتي شهدت اهتماماً كبيراً من المستثمرين العالميين، ونحن مستمرون في دراسة كل الخيارات التي من شأنها المساهمة في تسريع تنفيذ النقلة النوعية التي ننشدها».وكانت أدنوك، قد أعلنت خلال «ملتقى الاستثمار في التكرير والبتروكيماويات»، عن ضخ استثمارات كبيرة في مشاريع جديدة بمجال التكرير والبتروكيماويات على الصعيدين المحلي والعالمي، لتعزيز قدرتها التكريرية وزيادة إنتاجها من البتروكيماويات ثلاثة أضعاف لتصل إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول عام 2025. وتشمل خطط النمو والتوسع إنشاء أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم في مدينة الرويس، التي تقع في منطقة الظفرة بأبوظبي.وبموجب الاتفاقية الإطارية، ستبحث أدنوك مع (سي إن بي سي) فرص الاستثمارات الصينية المحتملة في عدد من المشاريع في مجال التكرير والبتروكيماويات في أبوظبي، بما في ذلك مصنع للزيوت العطرية، ووحدة تكسير خليط المواد الخام والمشتقات، ومصفاة جديدة. وستناقش الشركتان كذلك فرص الشراكة في واحد أو أكثر من أصول التكرير والبتروكيماويات التابعة ل (سي إن بي سي) في الصين؛ وذلك ضمن استراتيجية أدنوك للنمو العالمي.وفي مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، ستبحث أدنوك و(سي إن بي سي) إمكانات العمل المشترك المحتملة في أبوظبي، بما في ذلك المناطق الست التي تم طرحها لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية في وقت سابق من العام الجاري، وكذلك إمكانية تأسيس مركز تقني مرتبط مع امتياز شركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة (الياسات) التي تمتلك (سي إن بي سي) حصة 40% فيها؛ وذلك لتسهيل عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا.كما ستجري مناقشات بين الجانبين حول إمكانية تخزين إنتاج أدنوك من النفط الخام في الصين، وترتيبات إمداد النفط الخام على المدى البعيد، وفرص إبرام شراكة تجارية لمنتجات أدنوك المكررة والبتروكيماوية.من جانبه، قال وانج يلين: «تكتسب هذه الاتفاقية أهمية كبيرة من خلال إطلاق مرحلة جديدة من علاقات التعاون بين مؤسسة البترول الوطنية الصينية و«أدنوك»؛ حيث توفر إطارَ عملٍ واضحاً يتيح للطرفين استكشاف فرص الشراكة المحتملة، والتي ستعود بفوائد كبيرة عليهما؛ حيث تعد أدنوك مزوداً موثوقاً للطاقة وشريكاً تاريخياً ل«سي إن بي سي»، وأنا على ثقة من أن تعزيز مستوى التعاون بين الجانبين سيساهم في تمكين أدنوك من زيادة قيمة أصولها ومواردها وكذلك المساهمة في تلبية احتياجات الصين من الطاقة».
مشاركة :