إذا كنت تتساءل عن الطريقة التي يمكنك أن تحمي بها معلوماتك الشخصية، بعد أن اطَّلعت على آخر التقارير التي تفيد بأنَّ شركة Cambridge Analytica قد حصلت على بيانات 50 مليون مستخدم للفيسبوك، فهنيئاً وصولك إلى "متاهة إعدادات الخصوصية" التي يقدمها موقع فيسبوك. توجَّه إلى صفحة إعدادت التطبيق على الفيسبوك، وبالضغط على الرابط ستجد نفسك أمام قائمة من التطبيقات تحت عنوان "سُجِّل الدخول عبر حساب فيسبوك" (logged in with Facebook). نأمل أن تكون جميع التطبيقات في هذه القائمة مألوفة بالنسبة لك، لكن إن لم تكن كذلك، يمكنك الضغط على علامة X لإلغاء الإذن الذي منحته سابقاً. ربما ترغب أيضاً في الضغط على زر "تعديل" أسفل "تطبيقات يستخدمها الآخرون" (Apps Others Use) أسفل الصفحة، فهذا يقودك إلى إعدادات خصوصية حسابك المتعلِّقة بالنسخة الحديثة من الخاصية ذاتها التي استفادت منها شركة كامبريديج أناليتيكا. نعم، تتسم المعلومات التي يمكن للآخرين منحها نيابةً عنك بأنَّها محدودة، غير أنَّها تتضمن بيانات مثل تاريخ ميلادك ووجهات نظرك السياسية والدينية وأنشطتك واهتماماتك والأشياء التي ضغطت "أعجبني" (Like) عليها. ويتعيَّن عليك التفكير في إزالة العلامة من كافة مربعات الاختيار التي تجد أمامها علامة. يرى موقع فيسبوك أنَّ تركها جميعها بالعلامات يساعد أصدقائك على عيش تجربة أفضل على الشبكة، وهو أمرٌ لا يعوضك أنت عما ستلقاه في هذا الصدد. إن لم تشعر بالأمان بعد كل هذا، ربما يكون الوقت قد حان لحذف حسابك على الفيسبوك تماماً. هذا الخيار أصعب إلى حدٍّ ما. إذا قمت بجولة في إعدادات الحساب، سيحاول الفيسبوك إرغامك على "تعطيل" (Deactivate) حسابك، بمعنى أن "تُعطِّل حسابك وتزيل اسمك وصورتك من معظم الأشياء التي سبق وشاركتها على الفيسبوك". لكن الواضح أنَّ هذا الاختيار لن يزيل أياً من بياناتك من على خوادم الفيسبوك، وسيظل حسابك كامناً على أمل أن تغير رأيك. إذا كنت تريد فعلاً حذف معلوماتك من على فيسبوك، فإنَّ الإعداد الذي يقوم بذلك حقاً مخبَّأ في مستند مساعدة بعنوان "كيف أحذف حسابي نهائياً" (How do I permanently Delete my Account?). وإذا ضغطت على "دعنا نعلم" (let us know)، فسيتم توجيهك إلى نافذة أخرى، تُدخِل فيها كلمة المرور الخاصة بحسابك وتُقرّ أنَّك لست روبوتاً، وأخيراً سيتم تعطيل حسابك. انتظر أسبوعين بعد ذلك، وبعد مرورهما سيبدأ فيسبوك عملية تستغرق 90 يوماً لحذف جميع بياناتك من الموقع، بحسب نصائح صحيفة البريطانية. وكان مؤسس "فيسبوك" قد خرج عن صمته الطويل، ليُعبر الأربعاء 21 مارس/آذار 2018، عن "أسفه"، مُقراً بحصول "أخطاء" بعد جدل مستمر منذ أيام، حول استخدام غير مشروع للبيانات الشخصية لملايين المستخدمين من قبل الشركة البريطانية. وذكرت صحيفتا The New York Times الأميركية وThe Observer البريطانية أن شركة لتحليل المعلومات من 50 مليون مستخدم للفيسبوك في أكبر خرق من نوعه في العالم. وذلك لاستخدامها في تصميم برامج بإمكانها التنبؤ بخيارات الناخبين والتأثير عليها في صناديق الاقتراع في الانتخابات الأميركية الأخيرة، إذ عملت تلك الشركة لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.