أبوظبي: نجاة الفارس نظمت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ندوة وأمسية شعرية تحت عنوان «محمود درويش: شاعر الأرض والإنسان»، أمس الأول في بيت العود، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وفي الذكرى السنوية العاشرة لوفاة الشاعر الكبير محمود درويش، بحضور عدد من مسؤولي الدائرة وموظفيها. وتحدث في الندوة الشاعران يوسف أبو لوز، وعلي العامري، حيث سلّطا الضوء على تجربة درويش الشعرية، ومكانته في خريطة الشعر العربي والعالمي، وأدارت الندوة الإعلامية علا الشيخ، وتخلل الأمسية قراءات شعرية من أعمال درويش قدمها الفنان الإماراتي ياسر النيادي، ورافقته بعزف على العود الفنانة شيرين التهامي.واستهلت الأمسية بكلمة عبد الله ماجد آل علي، المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في الدائرة قائلاً: «يطيب لي أن أرحب بكم في هذه الأمسية، التي لا يسعني إلا أن أصفها بأنها أمسية استثنائية، فهي توليفة إبداعية تجمع بين خصوصية الحدث والمكان، فتخصيص أمسية للشاعر الراحل الكبير محمود درويش، يعد استثناء في حد ذاته، وإقامتها في مكان بأهمية وقيمة «بيت العود» يجعلها أيضاً استثنائية».من جهته قال علي العامري، إن الاحتفاء بتجربة درويش يدل على الاهتمام والاعتزاز بمبدعينا العرب الذين عبروا عن الوطن العربي، وهي تأكيد للهوية العربية في ظل اضطراب الهويات وتفتتها، كما تنم عن رؤية ثاقبة لدى دائرة الثقافة والسياحة، مضيفاً أن هذه الأمسية تلتقي مع مناسبة يوم الشعر ويوم الأم وبداية الربيع، فالارتباط وطيد بين الشعر والأم والأرض، كما أن قصيدة درويش «أحن إلى خبز أمي»، أصبحت أيقونة يرددها الصغير والكبير وقد كانت الأم لدى درويش، تتجاوز الأم البيولوجية إلى الأرض والوطن. وأضاف: «لقد صدرت العديد من الدراسات والرسائل الجامعية والبحوث حول حياة درويش وسيرته وشعره، كما حققت نصوص درويش تآخياً مع الفنون الأخرى، وكان موهوباً في الرسم ولكن بسبب الظروف الاقتصادية وعدم تمكن والده من توفير عدة الرسم له، انتقل إلى موهبته في كتابة الشعر». وقال يوسف أبو لوز، إنه لمن من المفرح أن تختار دائرة الثقافة والسياحة الاحتفاء بشخصية محمود درويش في عام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مشيراً إلى أن درويش تمنى ذات يوم أن يكتب رواية وقد انطلق في حلمه هذا من الأمكنة والبيوت التي تنقل فيها وسكنها في البروة بفلسطين، ثم في باريس وتونس وبيروت وعمان، ثم في رام الله. وأضاف أن درويش تمتع برهافة حس وشفافية عالية، مبيناً أن تجربة درويش الشعرية مرت بعدة مراحل منها المرحلة الأولى: أوراق الزيتون بعد خروجه من فلسطين، ثم المرحلة الوسطى التي تمثلت في مجموعة «مديح الظل العالي» بعد اجتياح بيروت، والمرحلة الثالثة بدأت في باريس ضمن مجموعته الشعرية «محاولة رقم 7».
مشاركة :