مشروع «نقطة بيضاء» (البحث عن نقطة بيضاء في القماش الأسود)

  • 3/23/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الدنيا بكل أحداثها ومشاهدها وأزمانها وأماكنها تحمل وجهين. ولكل وجه عين تركز عليه وقد تتغاضى أو تلهو أو تعجز عن رؤية الوجه الآخر. هناك كثيرون يركزون على الجوانب السلبية بمواقف الحياة ومعاشها وظروفها، وهم قد يكونون محقين في رصد واقع سلبي يدعو ربما للتذمر والشكوى، على أن هذا أكبر مأزق يقع فيه الفرد أو يتعثر به المجتمع، فالتركيز على الجانب المظلم طويلا -وهذا مثبت بفسيولوجيا النظر- يقود لعمى مؤقت. فأصحاب الرؤية السلبية وإن كانت واقعية إلا أنها في حالة الشكوى والتذمر تزيد من الطين بلة، فتتعاظم المشكلة كالنسب الرياضية المركبة في الاتجاه الخاطئ. وجاءت فكرة هذه الزاوية الأسبوعية (نقطة بيضاء..) لقوة إيماننا بالسطر الأبيض الرقيق في الصفحة السوداء، بالنقطة البيضاء في القماش الأسود، بقوة شعلة شمعة صغيرة وسط بحر من موج الظلام. إيمانا منا أنه مهما بدا العالم شاحبا محبطا إلا أن الفوز في النهاية -مهما امتد زمن هذه النهاية- إنما للبياض، للنور.. لنسائم الأمل أمام رياح التشاؤم. وفي النقطة البيضاء نركز على المشاريع المنجزة حقا وفيها نفع للناس، ونقول منجزة لا الموعودة حتى لا يفوز علينا منتقد لأن الواقع المثبت للإنجاز يغطي عين الانتقاد وغرام البحث عن الأخطاء، والاحتفاء والاحتفال بالخلل. ولما نسميها النقطة البيضاء فهذا اعتراف ضمني منا بأن الأعمال الحميدة إنما هي قليلة أو نادرة.. ونقول لا بأس. لن ننكر ولن نجحد أن هناك تقصيرا وإهمالا وكثيرا من الفساد، لكننا لا نخاف على هؤلاء فآباؤهم كثيرون. يبقى أن الحقائق الحميدة والوقائع الفعلية أو الإيجابية لا آباء لها، أو أنهم قليلون، لأن الأحداث الواقعية الإيجابية لا تعطي شهرة ولا تمنح شعبوية كأختها السالبة المرغوبة. فقررنا في النقطة البيضاء أن نتبنى الإيجابية مهما ضاقت، والشعلة الشمعية مهما هفتت، والضوء مهما خفت. سيقوم فريق النقطة البيضاء المنتدب من جريدة اليوم الغراء بزيارات ومقابلات غير تقليدية، ننبش معهم فقط عن برامج وأعمال وخدمات منجزة ومنتهية بالفعل، وثبت نفعها للمواطنين، التي تكون شفافة أمامنا بمدخلاتها ومخرجاتها، تلك الزيارات موجهة للمسؤول الأول في الجهة الرسمية مع الدلائل الميدانية المثبتة، لنقدمها لكم أسبوعيا مع حوارات مقتضبة مع المسؤولين. ستحاول الجريدة إيصال هذا الشرح لكل مسؤول كبير بالمنطقة الشرقية قدر الإمكان؛ ليعرف برنامج الصفحة ويتعاون معها، فهذا سينفع الناس، أن يعرفوا المشاريع العاملة الناجحة المثبتة النجاح. وسينفع المسؤول وطواقم مساعديه ليعطيهم نفسا إيجابيا وسط هذا السيل الذي يغرقهم من النقد والتجريح.. لأننا نؤمن أن أقل مسؤول مهما كبرت أخطاؤه فلا يمكن ألا يكون له ولو عمل حسن نافع أتمه وفعله إبان سنوات عمله.. وهذا بالضبط هو عملنا. إننا ندعو ونطلب ونرجو كل مسؤول أن يتعاون معنا سريعا بتحديد مشروع أو مشاريع يعتز بها.. ونحن سنكون القاطرة المحايدة لنقل البضائع البيضاء الصريحة للضفاف الآخر.. ضفاف الناس. ساعدونا في رحلة الخروج من الظلام.

مشاركة :