بل هي نقطة بيضاء في جدارٍ أسود!

  • 8/28/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شاهدت إحدى حلقات برنامج المجلس، الذي يبث على قناة الإخبارية السعودية، ويقدمه الإعلامي المتميز خالد العقيلي، التي استضاف فيها عضو مجلس الشورى الدكتور عبد المحسن الحازمي، والدكتور حسن الخضيري نائب مدير العلاقات العامة بوزارة الصحة المشرف على الإعلام الإلكتروني. وقد لفت انتباهي ودفعني لكتابة هذا المقال المدائح التي كالها الدكتور حسن لوزارة الصحة التي يعمل بها، وذكر أن الإعلام ينتقد وزارة الصحة، ويجعل من الصغائر كبائر، متجاهلاً ما تقوم به من إنجازات، وضرب مثلاً مفاده أن الإعلام كمن يرى نقطة سوداء في جدارٍ أبيض، ويركز عليها، تاركاً كل ذلك البياض! بداية، لعل الدكتور حسن يوافقني أنه من غير المقبول أبداً أن يقوم مسؤول بالثناء على الجهة التي يعمل بها حتى وإن كان أداؤها مدعاةً للثناء عليها، فكيف به وهو يمتدح وزارة الصحة التي تفاجئنا كل يوم بطامة كبرى! كما أن ما سرده أثناء اللقاء من أعمال قامت بها وزارة الصحة، معتبراً إياها إنجازات، هي حقوقٌ تمثل الحد الأدنى من الرعاية الصحية، وليست خدمات إضافية أو رفاهية تمثل إنجازات تستوجب الشكر، وحتى لو تحقق ذلك فتردي الخدمات الصحية في مستشفيات وزارة الصحة، وكثرة الأخطاء الطبية، وغيرها من المشاكل، حتماً ستحول دون ذكر مثل هذه الإنجازات أو شكرها، بل ستدفع إلى نقدها، فما الفائدة من افتتاح مستشفيات جديدة قبل إصلاح المستشفيات القائمة، أو التركيز على مستشفيات المدن الرئيسية وترك المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في مناطق السعودية المختلفة، التي صارت بيئة خصبة للأخطاء الطبية؟.. ولست أبالغ إذا قلت إن تلك الأعمال التي سردها الدكتور حسن ليست إلا نقطة بيضاء في جدارٍ أسود! الإعلام الهادف لا يتحامل على وزارة الصحة، بل ينتقدها لتطوِّر أداءها، وتحقق التطلعات والأهداف المرجوة منها، كما أن وزارة الصحة جهة حكومية، وليست شركة أو مؤسسة خاصة، يدافع عنها أصحابها ويروجون لها، وخير مدافعٍ عنها إذا لزم الأمر أداؤها الذي لن يستطيع أحد حجبه.

مشاركة :