أكد اقتصاديون لـ«اليوم» أن لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد برؤساء عدد من الشركات الكبرى في أمريكا يشير الى توجه قوي نحو زيادة نسبة الاستثمارات الأجنبية وتنويع مصادر الدخل الوطني وتوطين التقنية، وتحفيز نمو القطاع الخاص وتوطين الوظائف وزيادة فرص العمل للمواطنين، مشيرين إلى أن سياسة واتجاه المملكة الاقتصادية تسعى لتقوية الاقتصاد وترسيخه بشكل واضح من خلال توطين الصناعات في القطاعات المختلفة ومن ضمنها الصناعات العسكرية والصناعات الثقيلة. وقال عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية حمد الحماد: لا شك أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية تأتي ضمن العلاقة التاريخية التي تربط البلدين والتي أسس لها -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز. كما أن لقاء سموه مع رؤساء الشركات الأمريكية الكبرى مثل بوينج، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجينرال داينامكس يأتي في سياق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل والرقي بالاقتصاد الكلي للمملكة. وأضاف الحماد: إن هذه الخطوات المباركة التي يقودها سمو ولي العهد، وهذا الحضور المبهر يشجع الشركات الكبرى على دخول سوق المملكة ويعيد ترتيب الأولويات التي تصب في مصلحة الوطن، مشيرا إلى اننا نلاحظ أن الخطوات المميزة التي يسير عليها صندوق الاستثمارات العامة وسعيه لتنويع الاستثمار يرفع حالة التفاؤل بمستقبل مشرق بإذن الله للاقتصاد الوطني بما يخدم الأجيال القادمة ويرفع مستوى الحداثة والتنوع في الاقتصاد. وأكد عضو مجلس ادارة غرفة الشرقية بدر العبدالكريم أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لواشنطن لها فوائد كبيرة، وما استقباله لرؤساء شركات بوينج، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجينرال داينامكس الا تأكيد لهذه الفائدة. وأضاف: إن شركة مثل بوينج تعتبر من اكبر شركات صناعة الطائرات في العالم وهي سلعة استرتيجية، وكذلك شركة لوكهيد مارتن هي اكبر شركة للصناعات العسكرية في العالم من حيث الدخل، بالإضافة إلى شركة جنرال ديامكس من اكبر شركات الانظمة الدفاعية، وهذا دليل على حرص سمو ولي العهد وزير الدفاع على تطوير اوجه التعاون وبحث سبل وطرق نقل التقنية من امريكا الى المملكة، وما اختيار سموه لهذه الشركات الا دلالة واضحة ان المملكة لا تقبل الا بالافضل في مجاله دائما وابدا. وذكر عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ناصر الأنصاري أن توقيع سمو ولي العهد عدة اتفاقيات مع عدة شركات كبرى خلال زيارة سموه للولايات المتحدة الامريكية تعزيز للشراكة الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة الامريكية في مجالات عدة، وتحول المملكة الى قوة استثمارية رائدة ليس في مجال النفط فقط بل في مجالات اخرى مختلفة. وأضاف الأنصاري: إن هذه الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية الرائدة تهدف الى نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجالات مختلفة وذلك بما يدعم رؤية المملكة ٢٠٣٠. وقال الخبير في الاقتصاد والاستثمار م. محمد فهد السعود: «سياسة واتجاه المملكة الاقتصادية تسعى لتقوية الاقتصاد وترسيخه بشكل واضح من خلال توطين الصناعات في القطاعات المختلفة من ضمنها الصناعات العسكرية والصناعات الثقيلة، فالإمكانات لدى المملكة من الناحية الجغرافية والموارد الطبيعية تظهر انه من المنطقي أن تسود المملكة اقتصاديا وتتفوق عسكريا وصناعيا، وهذه الشركات تعتبر من اقوى الشركات العالمية في مجالها، كما نلاحظ تنوع نشاط هذه الشركات في قطاعات مختلفة مما يعزز نقل مستوى القطاعات في الاقتصاد السعودي التي تمثلها هذه الشركات إلى مرحلة مختلفة وجديدة بمستوى اعلى ورفع القدرات الصناعية والصناعات الثقيلة في حال تم الاتفاق معهم، حيث تعتبر المملكة مصدرا رئيسيا للمواد الخام المستخدمة في صناعات كثيرة، وبذلك سيتم تقديم تسهيلات لهذه الشركات مقابل نقل الخبرات وتشغيل وتعليم الشباب، كما أن عمل شراكات مع شركات كبرى وعالمية بحجم هذه الشركات يزيد من قوة واستمرارية دعم تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد حسب التوجهات في رؤية ٢٠٣٠. وقالت الأستاذ المساعد في المالية بجامعة الملك عبدالعزيز د. سهى علاوي: رغبة من المملكة في جذب الاستثمار وانطلاقا من رؤية ٢٠٣٠ تضمنت جداول أعمال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لقاءات مكثفة أجراها في الولايات المتحدة الأمريكية مع العديد من الشركات الكبرى، وكان احد اهم المواضيع التي نوقشت الاستثمار، ويمكن اعتبار رغبة المملكة تنطوي على إرادة جادة لجذب الاستثمار الأجنبي خاصة في مجال الصناعات الثقيلة، تلك التي تفتقدها المملكة على مدى تاريخها والتي تعتمد فيها على الوارد الأجنبي، لذلك حرص ولي العهد، على لقاء رؤساء عدد من الشركات الكبرى، على رأسها بوينج، وريثيون، ولوكهيد مارتن، وجينرال داينامكس، ومن المتوقع أن تخلق هذه الاستثمارات توطينا للتكنولوجيا وخلق وظائف جديدة وتدريب العمالة الوطنية ورفع الكفاءة الإنتاجية والتأثير الإيجابي على ميزان المدفوعات والميزان التجاري بحسب نوع الاستثمار اذا كان استثمارا اجنبيا مباشرا أم غير مباشر. وقال الاقتصادي عبدالعزيز بن سليمان ال حسين: «اهم ما يميز هذه الزيارة التاريخية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- هو البعد الاقتصادي، والذي سوف يكون -بإذن الله- تعزيزا للتعاون الاستراتيجي بين قوتين اقتصاديتين في العالم، وان ولي العهد يبحث عن تطوير العلاقات الاقتصادية والتنموية مع الدول الصديقة، والعمل على تعزيز التعاون المشترك والمستمر خاصة في المجالات الاستثمارية المتبادلة بين الدولتين في ظل (رؤية السعودية 2030) وبرامجها الطموحة. والحرص على جذب كبرى الشركات العالمية الرائدة للسوق السعودي». حمد الحماد ناصر الأنصاري محمد فهد السعود عبدالعزيز ال حسين د. سهى علاوي
مشاركة :