ينعى كل رياضي «سنع» .. يقبل بالهزيمة قبوله بالفوز، فقدان المأسوف عليها بإذن واحد أحد الأخلاق الرياضية، عن عمر كانت فيه مثالاً ونموذجاً لملاعبنا ولاعبينا الذين كانوا بالأمس حزمة واحدة ويداً واحدة، رغم اختلاف أنديتهم وألعابهم الرياضية.. ونتقدم بالعزاء إلى تلك الأخلاق التي افتقدناها اليوم، بعد أن اعتدى عليها بعض من فقدوا معاني الروح الرياضية من لاعبين وإداريين. وللأسف، هم الذين كنا ننتظر منهم النصح والارشاد والتوجيه إلى استقامة الطريق ورقي التعامل مع الحكام ومع اللاعبين الآخرين! لكن، كل ذلك ما رأينا في بعضهم الذين سطوا على جدران الرياضة واستقروا في أنديتها وملاعبها فكانوا هدماً لأخلاق الرياضة والرياضيين، وهم الذين كنا نرى فيهم الأمل في تنظيف ملاعبنا من هذا الشغب الغريب الذي رأى فيه بعض اللاعبين عنواناً للبطولة ورمزاً للرياضة، ولم يكن كذلك في يوم من الأيام. ما تشهده ملاعبنا وصالاتنا الرياضية من اشتباكات بالأيدي بعد كل مباراة يخسر فيها طرف على الآخر أمر لا تقره كل الأعراف الرياضية، ولا يقبله عقل عاقل؛ فالهزيمة في أي مباراة لا تعني نهاية العالم، بل هي طريق إلى إصلاح الاعوجاج الذي قد يعاني منه الفريق، بل ولا هي سبب يؤدي إلى «خناقة» تسيل فيها الدماء ويُنقل فيها من ينقل إلى المستشفى، وكأننا في حرب داعس والغبراء، ولسنا في ملاعب رياضية يسود فيها التنافس الأخوي الرفيع وقبول الهزيمة، كما القبول بالفوز. إن دور الاتحادات الرياضية كبير في وقف هذا الشغب غير المسؤول في ملاعبنا من بعض اللاعبين وبعض الإداريين والجمهور.. نعم، على الاتحادات أن تقوم بدورها في اتخاذ العقوبات الرادعة والكفيلة بتنظيف الجسم الرياضي من هذه الشوائب الدخيلة التي جاءت إليه، فعاثت فيه دماراً بالأخلاق، ولا مانع أن نخسر أي لاعب وآخر، حتى وإن كانوا نجوماً في سبيل تنظيف هذا الجسم الذي أصبحت «الهوشات» فيه شعاراً لدى البعض. وهذا ما نخشى عليه في ملاعبنا غداً، فرحم الله الأخلاق الرياضية التي كانت رمزاً للاخوة والتعاون. أقول كانت، وبكل أسف! يوسف الشهاب
مشاركة :