كريستوفر مارلو.. شكسبير إنجلترا الثاني

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» كان «كريستوفر مارلو» (1564 - 1593) أبرز معاصري شكسبير عبقرية نارية لامعة، اقتلعها الموت، قبل أن يكتمل عطاؤها، شأنه في ذلك شأن كيتس وبيرون وشللي، وكان ابن «إسكافي» من مدينة كانتربري، درس بجامعة كمبردج، وكان ضمن مجموعة من شعراء الجامعة الذين عاش أغلبهم حياة عاصفة، ومزجوا بين الدراما الأكاديمية والدراما الشعبية، وانجذبوا إلى الخيوط البطولية (مثل سيرة تيمور لنك التي عالجها مارلو في أول مسرحياته) واتسمت أعمالهم بعنف الانفعالات وصخب الأحداث، واستخدام الشعر المرسل، بما يتيحه من مرونة في التنقل بين مختلف طبقات الانفعال، وكانوا بعامة أميل إلى التراجيديا، منهم إلى الكوميديا.ولد مارلو في 26 فبراير 156، وقتل عن 29 عاما، في إحدى الحانات، ففي 30 مايو 1593 طعنه رفيقه في مشاجرة، إذ اختلفا على دفع فاتورة الطعام والشراب، لكن هناك من يقول إن وراء مصرعه دوافع سياسية.يرى النقاد أن قصيدة كريستوفر مارلو «هيرو وليندر» مثل غيرها من قصائد مارلو لم تنشر أثناء حياته، لكن هذه القصيدة بنشيديها الأول والثاني نشرت أولا، لأنها تستحق مرتبة الشرف، وقد تبعتها الأناشيد الأربع، ويعتقد الكثيرون أنها آخر أعمال مارلو التي كتبها في أوقات الفراغ، عندما انتشر الطاعون في لندن، وتوقف نشاط المسرح.يقول البعض إن مارلو كتبها قبل أن يصبح كاتبا مسرحيا حينما كان لا يزال في كامبردج، وأنه تركها بعد أن اندمج في النشاط المسرحي، وذلك بعد أن ترجم «مراثي أوفيد»، بحيث تأثرت «هيرو وليندر» كثيرا بأعمال أوفيد في الفكر وبناء الجمل الموازية للترجمة.يبدو التقدير العميق من معاصري مارلو لهذا العمل مبررا بعدد الطبعات التي صدرت لهذه القصيدة منذ طباعتها في عام 1598 حتى 1640 وبعدد الاقتباسات التي اقتبسها منها كل من شكسبير. وتأثير مارلو على من جاؤوا بعده من شعراء الملاحم الروائية واضح عند شعراء مثل «دوجلاس بوش» و«ميلتون» و«إدوارد فيليبس» الذي قال فيه: يعتبر كريستوفر مارلو شكسبير إنجلترا الثاني.

مشاركة :