علاء الدين محمود وجدت شخصية المسرحي والشاعر الإنجليزي كريستوفر مالو (1564 1593م)، الكثير من الجدل خاصة لارتباطه باسم المسرحي الإنجليزي العظيم وليم شكسبير، حيث اشتبه منذ القرن الثامن عشر، في أنه قد شارك في كتابة بعض أعمال شكسبير المسرحية، وهو الجدل الذي سيتجدد مرة أخرى بعد أن تحول ذلك الاشتباه والشك؛ إلى يقين عند بعض الباحثين من جامعة فلوريدا، ومعهد شكسبير في جامعة بيرمنجهام، وجامعة إنديانا، وجامعة دو مونتفورت، إذ أعلنوا توصلهم إلى ما يرتقي إلى الإثبات المؤكد حول مساهمة مارلو في مسرحيات شكسبير، وبناء على ذلك فإن اسم مارلو برز بجانب اسم وليم شكسبير كمؤلف مشارك في إصدار جديد من جامعة أكسفورد لثلاثية «هنري السادس».وقد سطر مارلو اسمه بحروف بارزة في تاريخ المسرح العالمي، فإلى جانب أنه من رواد المسرح، فهو يعد من أهم الكتاب المسرحيين لفترة عصر النهضة، وصاحب فتوحات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالشعر المستخدم في المسرح عندما أطلق سراحه من معتقل القافية.وهو صاحب العمل المسرحي العظيم «مأساة الدكتور فاوست» المقتبسة من أسطورة العالم الألماني فاوست، والملاحظ أن أغلب أعمال مارلو قد نُشرت بعد وفاته، فقد عاش حياة شديدة الغموض خاصة في شقها السياسي، حيث قام بتأسيس حلقة معارضة إلى جانب عدد من الأدباء والمثقفين، أطلق عليها اسم «رولي»، وكانت تعارض الدولة وتتبنى الأفكار التقدمية.ولد مارلو في نفس عام ولادة شكسبير في ضاحية كانتربري البريطانية، وكان والده يعمل إسكافياً، وتعلم منه أول دروس الحياة، التي ستنعكس في أعماله المسرحية لاحقاً، وهو درس القوة، حيث كان والده يعلمه أن القوة رمز الوجود، وانعكست تلك القوة أيضاً على حياته، حيث كان عنيفاً ومات مقتولاً. وتلقى مارلو تعليمه في مدرسة كنج، والتحق بكلية كوربس كريستي في كامبردج، واختير باحثاً في بلاط الملكة إليزابيث الأولى، وانتقل مارلو بعد إنهاء دراسته إلى العاصمة لندن، حيث كتب الشعر والمسرح، منتجاً الكثير من الأعمال الخالدة مثل «ملكة قرطاج»، و«تيمورلنك»، و«مأساة الدكتور فاوست»، و«يهودي مالطا»، و«مأساة الملك إدوارد الثاني»، و«مذبحة في باريس».
مشاركة :