أفاد مسؤولو مراكز تسوّق في دبي، بأن النمو الملحوظ لتنافسية مواقع التجارة الإلكترونية أخيراً، يُعد بمثابة تحدٍ جديد يهدد مراكز التسوق وقد يؤثر في توسعات بعضها مستقبلاً، مطالبة بضرورة استعداد مراكز التسوق لمواجهة ذلك عبر تطويرها لخدمات ذكية جديدة، وتعزيز عروض خدمات القيمة المضافة لديها. وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن مراكز التسوق، تواكب نمو تنافسية التجارة الإلكترونية، عبر آليات أبرزها إمكانية دمج الخدمات بالمراكز وقنوات المنصات الإلكترونية، وتطوير الخدمات وفق أنماط الأنظمة الذكية، لافتين إلى أن المراكز لاتزل تمتلك مميزات كاعتماد المستهلكين عليها كأسلوب حياة للترفيه، واستمرار تفضيل شراء بعض السلع كالملابس من المراكز. التجارة الإلكترونية منافذ البيع أكد مدير العلاقات العامة في مركز «أربيان سنتر» التجاري، أحمد يوسف، أن «هناك عدداً كبيراً من المستهلكين لايزالون يفضلون شراء السلع مثل الملابس من منافذ البيع، وليس من مواقع التجارة الإلكترونية، وذلك لرؤية مدى ملاءمة ألوانها وخاماتها قبل الشراء، إضافة إلى أن الشراء من المراكز التجارية يتم بشكل فوري، مقارنة بمواقع التجارة الإلكترونية التي تستغرق وقتاً لتسليم المنتجات، وهو ما قد لا يتلاءم مع المستهلكين الذين يفضلون الحصول على الملابس بشكل سريع، خصوصاً إذا كانت هناك مناسبات معينة تستلزم ذلك». وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة مراكز التسوق في دبي، ماجد الغرير، إن «النمو الملحوظ أخيراً لتنافسية مواقع التجارة الإلكترونية، بمثابة تحدٍ جديد يهدّد مراكز التسوق وقد يؤثر في توسعات بعضها مستقبلاً»، لافتاً إلى أن «المنصات الإلكترونية لشركات عالمية، استطاعت استقطاب عدد كبير من شرائح المستهلكين أخيراً في قطاعات مختلفة، إذ أصبح بعضهم يلجأ لمحال بعض المنافذ لمعاينة البضائع فقط قبل إتمام شرائها من مواقع للتجارة الإلكترونية». وأضاف أن «ما يدعم التنافسية وزيادة الإقبال أخيراً على تلك المواقع الإلكترونية، عمليات التطوير المستمرة التي تشهدها، وتقديم خيارات سعرية منخفضة، مع تراجع كلفة تشغيلها، مقارنة بمنافذ البيع، بجانب تقديم خيارات ميسرة ومختلفة للسداد، ومنها السداد عند تسلّم البضائع وإمكانية إرجاعها»، لافتاً إلى أن «نمو تلك المواقع أسهم في استقطاب تجار لعرض بضائعهم من خلالها». وأوضح الغرير أن «مراكز التسوّق عليها مواجهة تلك التحديات عبر تطوير خدماتها بشكل أكبر، لاسيما عبر تقديم خدمات ذكية تزيد من سهولة عمليات التسوق للمستهلكين، كأن يتمكن المستهلك على سبيل المثال، خلال جلوسه بمطعم أو كافيه بالمركز من طلب بعض المنتجات بمنافذ للبيع عبر تطبيق ذكي ليتم ايصالها إليه في موقعه، وغير ذلك من الخدمات الذكية، إضافة إلى التركيز بشكل أكبر على مميزات المراكز عبر تقديم خدمات أكبر لما بعد البيع وفي قطاع برامج الولاء، وبحث تقديم تجارب تسوق متطورة للمستهلكين، والتوسع في تقديم عروض القيمة المضافة مع عروض تنزيلاتها، لدعم تنافسيتها في مواكبة المتغيرات السوقية». حركة البيع من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمراكز التسوق لدى «ماجد الفطيم العقارية»، غيث شقير، إننا «في (الشركة) نواصل متابعة حركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت ضمن أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن كثب، وذلك لمعرفة الفرص المتاحة في هذا المجال، كما أننا نواصل مسيرة بحثنا عن الفرص الغنية التي من شأنها تلبية توقعات المستهلكين المتنامية، كي نتمكن من التصفح والشراء والتفاعل مع العلامات التجارية عبر العديد من القنوات، وذلك من خلال دمج حضورنا على أرض الواقع، مع حضورنا على شبكة الإنترنت». وأضاف أن «هناك متابعة للمزيد من البيانات عبر الإنترنت لمعرفة احتياجات المتعاملين على نحو أفضل»، لافتاً إلى أن «التجارة الإلكترونية ستبقى عنصراً أساسياً نأخذه بعين الاعتبار ضمن خطط أعمالنا المستقبلية». مراكز التسوق بدوره، أكد متحدث باسم شركة «إعمار»، فضل عدم ذكر اسمه، أن قطاع مراكز التسوق يحافظ على زخمه رغم النمو الذي تشهده التجارة الإلكترونية، وهو ما يبدو جلياً في النمو الذي حققته «إعمار مولز» خلال العام الماضي، حيث استقبلت مراكز التسوق والمراكز التجارية التابعة للشركة 130 مليون زائر خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن «(دبي مول)، استقطب أكثر من 80 مليون زائر خلال العام الماضي». وأشار إلى أن «إعمار مولز» تحرص على الاستفادة من الفرص الرقمية الحالية في السوق عبر عدد من المبادرات التي تثري تجربة المتعاملين. من جهته، قال المدير التنفيذي في شركة «أسواق» لتجارة التجزئة، يوسف شرف، إن «(الشركة) تسعى عبر مراكزها التجارية إلى مواكبة نمو تنافسية التجارة الإلكترونية عبر آليات مختلفة من أبرزها تطوير منصات إلكترونية، تتيح الدمج بين المنتجات المعروضة بمنافذ التجزئة وشبكة الإنترنت». وأضاف أن «التجارة الإلكترونية تعد بمثابة مكمل لأهداف مراكز التسوق، ونعمل على الاستفادة منها». واعتبر أن «المراكز لاتزال لديها نقاط تميزها عن مواقع التجارة الإلكترونية، مثل توفيرها لتجربة التسوق الحية، وإمكانية شراء منتجات يصعب شراؤها عبر الإنترنت مثل الخضراوات والفاكهة الطازجة واللحوم والأسماك، إضافة لخدمات السينما أو الكافيهات بالمراكز، التي تجعل منها وجهات ترفيهية». برامج الولاء بدوره، أشار مدير العلاقات العامة في مركز «أربيان سنتر» التجاري، أحمد يوسف، إلى أن «المراكز يمكنها المنافسة عبر توفيرها مزايا مختلفة، منها خدمات ما بعد البيع وبرامج الولاء، وعروض القيمة المضافة وتطوير خدمات وأنظمة حديثة وذكية»، لافتاً إلى أن «مراكز التسوق سيظل لديها شرائح مختلفة من المستهلكين، وذلك لكونها بمثابة أسلوب حياة للترفيه في الدولة، كما أن هناك مستهلكين يفضلون التسوق والترفيه وارتياد المطاعم والكافيهات في الوقت نفسه وهو ما لا توفره المواقع التجارية».
مشاركة :