مع تطور قنوات وشبكات التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» التي أصبحت اليوم تضم على منصاتها السوشيالية المتنوعة 3 مليارات مستخدم من مختلف مجتمعات دول العالم الشرقية والغربية، حيث أًصبح الهدف المشترك بين تلك المليارات من الأشخاص عبر شبكات الإعلام الاجتماعي هو إما تحقيق «التميز» و«الشهرة» وإما البحث عن «الحسابات الهادفة» ذات «محتوى» إلكتروني جاذب، والذي من شأنه أن يغير من حياتهم أو تفكيرهم نحو الأفضل أو ربما يوفر لهم معلومة هم بحاجة إلى معرفتها. وبناء على تلك الأهداف باتت الحسابات السوشيالية في تزايد مستمر وغير محدود على المواقع الأكثر شعبية في العالم، «الانستغرام» و«الفيسبوك» و«تويتر». ومع هذا التزايد أصبح التساؤل الأكثر تكرارا «هو كيف نتميز ونصنع اسما» مشهورا «على مواقع التواصل؟ وما هي الحسابات المتميزة فعليا» عبر الشبكة الاجتماعية؟ وفي إطار توعية وتوجيه مستخدمي قنوات الاعلام والتواصل الاجتماعي نحو الاستخدام الأمثل، من قبل الجهات المتخصصة كالنادي العالمي للاعلام الاجتماعي في مملكة البحرين وبعض مواقع الاعلام الاجتماعي والرقمي المتخصصة في نشر مقالات توضيحية في هذا المجال ومن خلال الدورات التدريبية التي يقدمها المدربون المتخصصون في المجال الاعلامي – الرقمي، يتضح لنا أن أبرز وأهم ما يصنع من مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعية «أبطالا» هو تحديدهم مجموعة من «الأهداف» لتواجدهم عبر المنصة السوشيالية، ومن ثم اختيارهم للموقع التواصلي المناسب لهدف تواجدهم. وفي سياق «التميز» والشهرة أو ربما تحقيق البطولة السوشيالية عبر منصات وشبكات التواصل الاجتماعي تؤكد مصادر «الإعلام الاجتماعي» كما يسلط الضوء خبراء المجال السوشيالي على التأسيس الصحيح للحسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والذي يبدأ من عند كتابة «البايو» – «الملف التعريفي» الخاص بصاحب الحساب السوشيالي والذي يختصر فيما يقرب من 160 حرفا «السيرة الذاتية للمستخدم» كذكره مجاله المهني أو العملي ودراساته الأكاديمية وهواياته واهتماماته، وقد يرفق في الملف التعريفي أيضا»، «رابطا» يرمز أو يهدف محتواه إلى التعريف به بصورة أوضح وأكبر. فلا يمكن لأي مستخدم لمواقع التواصل أن يصبح مؤثرا بالمجتمع أو على المنصة الافتراضية من دون ملف تعريفي «بايو» يرسم صورة واضحة عنه في عقول الجمهور عبر المجتمع الافتراضي. واستكمالا للدور المهم الذي يلعبه الملف التعريفي في جذب المتابعين لمتابعة الحساب يجب الابتعاد عن استخدام أو استبدال الأسماء الحقيقية بأسماء مستعارة أو رموز أو حروف، وكذلك لا بد من وضع صورة مناسبة لصاحب الحساب التواصلي على المواقع السوشيالية أو أن تكون صورة «بروفايل» الحساب ملائمة لأهدافه المراد تحقيقها في المجتمع الافتراضي. ولصناعة «الشخصية الالكترونية المؤثرة» ولعب دور «البطولة السوشيالية» عبر منصات الاعلام الاجتماعي «السوشيال ميديا» يجب دراسة «الجمهور المستهدف» لنا في الزمن «الميدياتيكي» أي الزمن الذي يربطنا ونحقق خلاله التواصل و«الاتصال الجماهيري»، لا بد من دراسة احتياجاتهم وأهدافهم المراد تحقيقها من خلال متابعتنا والتواصل معنا وبالتالي صياغة «محتوى إلكتروني» يشبع تلك الاحتياجات ويحقق لنا «التفاعل» الحقيقي من خلال الاعجاب بمنشوراتنا أو تبادل التعليقات وإعادة نشر ما ننشره عبر حساباتنا. ولصناعة «محتوى» متميز يساعدنا على الاشتهار والتألق وتحقيق النجومية عبر شبكات الاعلام الاجتماعي، لا يجب علينا فقط احتكار جهودنا السوشيالية في صياغة «محتوى» يخدم أهداف تواجدنا السوشيالي، بل يجب تخصيص ما يعادل 25% من «المحتوى» ليكون عاما ومفيدا، كمشاركة الجمهور للنصائح والمعلومات العامة وتناول الحديث عن المواضيع الأكثر انتشارا والتي تكون حديث الساعة. وكما يؤكد خبراء «الاعلام الاجتماعي» على أنه يجب تخصيص نسبة 25% من المحتوى ليكون «محتوى تفاعليا» أي يهتم بتوجيه الأسئلة المباشرة للجمهور عبر المنصة السوشيالية أو نشر أسئلة تفاعلية، كمناقشة موضوع مهم يتم التصويت عليه. وبجانب «المحتوى الإلكتروني» و«الملف التعريفي» وتحديد «الأهداف» الخاصة بنا من تواجدنا عبر المنصة السوشيالية، يجب أن نسوق حساباتنا ليتسنى للجمهور عبر الشبكات الاجتماعية التعرف علينا، وذلك يتم اما من خلال متابعة الحسابات المهمة والجاذبة لعدد كبير من الجمهور الافتراضي أو من خلال مشاركة الناس تعليقاتهم عبر الحسابات الأخرى الأكثر شهرة. وهنا، يوضح الاعلاميون الرقميون والمتخصصون في شبكات الاعلام الاجتماعي بأن «الشهرة والتأثير» أو تحقيق «البطولة السوشيالية» لا يتمثل في تجميع أكبر عدد من المتابعين لحساباتنا السوشيالية أو الحصول على عدد كبير من «الاعجاب» يتجاوز الالاف، وانما تقاس نسبة التأثير والتميز بنوعية الحساب عبر المنصة السوشيالية وبنوع «المحتوى» الذي يهدف إليه. فلا يمكن قياس عدد متابعي حساب الاكاديميين بعدد متابعي حسابات الموضة أو الفن أو الرياضة أو مقارنة حسابات العلوم أو الأدب بحسابات المشاهير والفنانين، فقد تتفاوت نسب اهتمامات الناس بالمواضيع والمجالات المطروحة على المنصة السوشيالة بحسب رغباتهم وأهداف تواجدهم في المجتمع الافتراضي. فإن شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع «السوشيال ميديا» تصنع أبطالا وشخصيات مؤثرة بمختلف مجالات الحياة ولكل مجال سوقه وجمهوره الخاص به، فهنا كثرة أعداد المتابعة أو الاعجاب أو قلتها لا تعني النجاح من الفشل بينما المقياس الحقيقي هو مدى التأثير والتميز من خلال سيطرة «المحتوى» على عقولنا وتغيير حياتنا نحو الأفضل.
مشاركة :