تركيا تخطط لتوسيع «غصن الزيتون» إلى إدلب

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة واشنطن، عملية «غصن الزيتون» العسكرية التركية في عفرين، مؤكدا أنها شتتت الانتباه عن الحرب على «داعش» في سوريا، ولفت إلى عدم وجود تفاهم مع تركيا بشأن منبج كما أعلنت واشنطن أنها لن تسحب قواتها منها، في وقت أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن «غصن الزيتون» لن تقتصر على مدينة عفرين بل ستتبعها منبج وإدلب، قائلا إنه أبلغ الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين بأن «تركيا لن تتراجع خطوة واحدة فيما تقوم به حاليا».وقال إردوغان في خطاب أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول أمس، إن تركيا «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها واستقرارها، وستقوم بعمليات أمنية ضد العناصر الإرهابية سواء داخل البلاد أو خارجها».وبشأن اتصاله الهاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، أول من أمس، قال إردوغان: «أكدت للسيد ترمب أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب المظلومين والأبرياء من خلال عملية غصن الزيتون ولن تتراجع عن ذلك خطوة واحدة».وتابع أنه أكد ذلك للرئيس الأميركي وكذلك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن الجهات الدولية التي انتقدت عملية «غصن الزيتون» التزمت الصمت حيال المأساة الإنسانية والمجازر التي تطال المدنيين والأبرياء في المنطقة والعالم الإسلامي، ولم يتفوّهوا بكلمة حيال المجازر التي تحدث في الغوطة الشرقية. وأضاف إردوغان أن عدد من تم تحييدهم في إطار عملية غصن الزيتون التي انطلقت في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي تجاوز 3 آلاف و700 مسلح، وأن بلاده ستواصل عملياتها بكل حزم وإصرار، وستعمل على تطهير محافظة إدلب ومدينة منبج من «التنظيمات الإرهابية»، وستوفر الأمن لسكان تلك المناطق.جاء ذلك في الوقت، الذي قالت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت، إن الولايات المتحدة لا تنوي سحب قواتها من مدينة منبج بريف محافظة حلب شمال سوريا، لافتة إلى استمرار التشاور مع أنقرة فيما يخص الوضع القائم في المدينة.وأضافت ناورت أنّ المحادثات الجارية بين أنقرة وواشنطن، لم تسفر حتى الآن عن نتيجة معينة، معربة عن أملها في أن تظل الدولتان على تواصل دائم بخصوص الأوضاع في الشمال السوري.من جانبه، قال أدريان رانكين غالاوي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إنّ قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي موجودة حالياً في مدينة منبج السورية، وإن هذه القوات توجد في منبج للحفاظ على أمن المدينة والحيلولة دون عودة عناصر «داعش» إليها. وتطالب تركيا واشنطن بتنفيذ وعودها حيال إخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من منبج إلى شرق الفرات.في سياق متصل، انتقد ممثل التحالف الدولي للحرب على «داعش» ريان ديلون، الهجوم الذي شنّته تركيا على مدينة عفرين وقال إنه شغل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عن محاربة تنظيم داعش الإرهابي.وذكر ديلون أن قسد، المؤلفة من وحدات عربية وكردية، والجزء الأكبر من قيادتها هم من الأكراد، أعلنت نقل 1700 مقاتل إلى منطقة عفرين، وبالتالي تم الحد من قدرة الولايات المتحدة على القيام بعمليات ضد تنظيم داعش في سوريا، حيث ترك وادي الفرات كثير من قادة قوات سوريا الديمقراطية، و«نملك الآن قدرات محدودة على القيام بعمليات مكثفة ضد تنظيم داعش والضغط عليه».ونفى ديلون في تصريحات لوكالة «نوفوستي» الروسية وجود تفاهم مع تركيا بشأن مدينة منبج، وقال إن التحالف لا يعلم ما هو «التفاهم» الذي تزعم أنقرة أنها توصلت إليه مع واشنطن بشأن مدينة منبج السورية.وزار وفد أميركي رفيع المستوى، أول من أمس، مدينة منبج السورية في مسعى لطمأنة أهالي المدينة.وقالت إذاعة «فرات إف إم» إن هذه الزيارة جاءت للتأكيد على وجود قوات أميركية في المدينة ردا على الشائعات التي تروجها بعض وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الحرص على عدم تكرار سيناريو عفرين.في غضون ذلك، توعد القيادي الكردي، آلدار خليل، الرئيس المشارك للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية، الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر المتحالفة معه بدرس قاس، مشددا على أن «الانتصار في عفرين سيكون حليفنا خلال المرحلة القادمة».وقال خليل، في كلمة بمدينة القامشلي (شمال شرقي سوريا) نقلتها وكالة أنباء «هاوار» الكردية، إن المقاومة في عفرين السورية دخلت مرحلة جديدة، مضيفا أنه «رغم الصعوبات والأوضاع المأسوية التي يعيشها أهالي عفرين الذين نزحوا إلى شيراوا والشهباء، قرروا ألا يبتعدوا عن مدينتهم، لذلك نحييهم على مقاومتهم وصمودهم».وتابع أنه «حفاظاً على سلامة المدنيين وحرصاً على حياتهم تم نقلهم وذلك خوفاً من ارتكاب مجازر بحقهم». وذكر أن مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة يضحون منذ شهرين بأغلى ما يملكون في سبيل مقاومة الجيش التركي في عفرين.وأضاف أن الجيش التركي رفع علم بلاده فوق عفرين ليقول للعالم إن عفرين أصبحت مدينة تركية... «لكن لن نسمح لهم بالوصول إلى مآربهم».من جهته، انتقد صالح مسلم الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي روسيا لإعطائها الضوء الأخضر لتركيا لشن العملية العسكرية في عفرين، قائلا إن هذا ما كان ليحدث من دون موافقة موسكو.وقال مسلم، الملاحق من قبل تركيا بجرائم إرهابية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تركيا ما كان يمكن أن تنجح في عمليتها من دون دعم روسي. «الروس خيبوا أملنا لأن هناك بعض الواجبات التي ترتبت عليهم عند مجيئهم إلى سوريا… لقد وعدوا بأنهم سيقومون بحماية الأراضي السورية».من جانبه، شدد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي على أن جيش بلاده لم يتسبب خلال عمليتي «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، في أي خسائر بأرواح المدنيين. ولفت إلى أنه من المستحيل في بعض الأحيان تجنب وقوع خسائر مدنية، لكن القوات المسلحة التركية تتصرف بشكل حساس للغاية لتجنب إلحاق أضرار بالمدنيين، و«لولا هذه الحساسية لكنا طهرنا عفرين في غضون بضعة أسابيع مثلما يفعل الآخرون». وتطرق الوزير التركي إلى عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا، وأشار إلى أن الأرقام الرسمية للتحالف تظهر مقتل أكثر من 900 مدني في العمليات بسوريا، لافتا إلى أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك.وأضاف أن مدينة الرقة السورية لم يبق فيها حجر على حجر عقب العملية التي نفذها التحالف الدولي ضد «داعش»، وأن مئات أو ربما آلاف المدنيين قتلوا بسببها.وانتقد جانيكلي تقديم واشنطن وألمانيا، اللتين تعدان حليفتين لتركيا، الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، قائلا خلال زيارته لبعض الجنود الأتراك المصابين في مستشفى في أنقرة: «من ناحية تكون حليفا لنا، وتشارك على الأرض، ونعمل سويا، ومن ناحية أخرى تساعد تنظيما إرهابيا» يهدف إلى القضاء على وحدة تراب بلدنا واستقلالنا. الأمران لا يجتمعان. وأوضح أن التهديد الإرهابي ضد تركيا مستمر ما دامت عناصر الميليشيات الكردية موجودة في منبج وشرق الفرات، متعهدا مواصلة بلاده عملياتها حتى إزالة التهديد.

مشاركة :