افتتح يوم الخميس المعرض التشكيلي «البيت» الذي ينظمه 20 فنانا تشكيليا من البحرينيين والمقيمين في منزل المغفور له يوسف بن عبدالرحمن فخرو في المحرق وذلك ضمن مشروع احياء البيوت القديمة، والذي دعت اليه هيئة البحرين للثقافة والتراث.من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية لبنى الامين – صاحبة الفكرة- ان هذا المشروع مرتبط بثلاثة مشاريع قائمة منذ ثلاثة اعوام وهي ورشة «نزل 88» وورشة «العمارة».ولفتت الامين الى ان الهدف من هذه المشاريع هو ان يجتمع الفنانون ويعملوا في مكان واحد مما يعزز علاقات الفنانين مع بعضهم البعض.وقالت الامين «بلا شك ان منزل المغفور له يوسف بن عبدالرحمن فخرو هو بيت فخم، ويحتوي على ملامح جمالية كثيرة، ومنها الزجاج المعشق، وكذلك الخشب والابواب الجميلة، والان البيت يشهد مرحلة ترميم، وقبل ان تنتهي مرحلة الترميم اردنا ان نقيم هذه الورشة».ومن جانبها، قالت الفنانة التشكيلية البحرينية بثينة فخرو ان احياء بيوت بحرينية قديمة ارتبطت بوجدان وذاكرة البحرين يعتبر من افضل المشاريع التي دعت اليها هيئة البحرين للثقافة والتراث ودعمتها.ولفتت فخرو – التي ولدت في هذا البيت ونشأت فيه – الى ان هذا البيت يعتبر من اقدم بيوت مدينة المحرق، حيث يبدأ مشروع طريق اللؤلؤ الذي تقيمه هيئة البحرين للثقافة والتراث لنحو مسافة 3,5 كم وينتهي عند هذا البيت.وتعرض فخرو وثيقة تشير الى تحويل ملكية البيت لابنة يوسف في العام 1319 هجرياً، ما يؤكد ان البيت قد تم بناؤه قبل ذلك التاريخ بكثير.وتسرد بثينة فخرو ذاكرة الطفولة في هذا البيت بالقول «هذا بيت قديم وثمين وقد ارادت عائلة فخرو المحافظة عليه، ونحن بدورنا نشكر هيئة الثقافة على مساهمتهم في هذا الاتجاه، ونتمنى ان يتم انقاذ جميع البيوت القديمة لانها تشكل تراث البحرين، وبلا شك ان هذا العمل الفني الذي يشارك فيه عدد من الفنانين ومن بينهم الفنانة لبنى الامين التي لعبت دورا كبيراً من اجل ان نرى هذه الفكرة قائمة على الارض اليوم». من جانبها اكدت المصورة سوسن طاهر ان مشاركتها في المعرض تأتي عبر عرض صور لهذا البيت القديم لما يحمله من ذاكرة اجتماعية ترتبط بأهل المحرق.ويستعرض فخرو ذاكرته في البيت الذي ولد فيه حيث يسرد لـ «الايام» مشاهد حياتية عاشها هو واقاربه داخل البيت بالقول «كانت ارضية البيت من الرمل حيث كان البيت قريبا من البحر، وكان جميع اطفال الحي يلعبون في هذا البيت، فيما تتجمع نساء الحي لاسيما مطربة قديمة «سارة المرزوق» حيث ينشدون «المرادة» بالثياب التراثية، الامر كان اشبه كما لو انكم تزورون مسرحًا يونانيًا، فيما يتجمع الاطفال على السطوح للمشاهدة».ويستدرك عبدالحميد فخرو بالقول «بلا شك ان الكثير من بيوت المحرق قد ظلمت، في الماضي كان بعض السياح يأتون لزيارة هذا البيت، وكنت اقوم بجولة برفقتهم لاطلاعهم على البيت، كذلك كان هناك بعض الدفاتر القديمة التي تعود مليكتها لجدي، وتحتوي على معاملات تجارية ومن ابرزها «راعي الاشعرة» وهي قصة قديمة تعود الى قدوم رجل من بادية نجد استدان مبلغًا يصل الى 500 روبية وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقد رهن بدل هذا المبلغ «شعرة من ذقنه»، وبعد عامين عاد وارجع المبلغ الى جدي واسترجع الشعرة، وهذا يدل على القيم التي كان يتحلى بها رجال ذلك الزمان، ومدى الالتزام بالوعد والكلمة في المعاملات التجارية».ويسترجع عبدالحميد فخرو عمليات طهو الطعام التي كانت تجرى في هذا البيت والمناحل و«دق الحب» وباحة كان يربى فيها الحيوانات.
مشاركة :