تبدو المفارقة الكبرى في أزمة معتمري وحجاج قطر في إغلاق المملكة لأجوائها أمام الطيران القطري وسيطرتها على الشعائر الدينية والأماكن المقدسة وفق سياسة المنح والمنع، بينما تسمح لطائرات متجهة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بالمرور عبر أجوائها. وترفض السعودية بصورة غير مبررة دخول المعتمرين والحجاج من قطر وتشترط لدخولهم الأجواء السعودية أن يكون ذلك عن طريق خطوط طيران غير قطرية. تأكدت علاقات التطبيع المتسارعة بين الرياض وتل أبيب، بترحيب وزير المواصلات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بهبوط طائرة شركة طيران الهند في مطار بن غوريون قرب تل أبيب في رحلتها القادمة من نيودلهي عبر المجال الجوي السعودي. وقال كاتس في تغريدة على تويتر: إن أول رحلة طيران مباشرة إلى إسرائيل عبر المجال الجوي السعودي، تعكس التغيير الإيجابي الذي يحدث بشكل تدريجي في المنطقة، مشيراً إلى أنه في المستقبل غير البعيد، سيسمح لشركات الطيران الإسرائيلية مثل العال أكبر شركة طيران إسرائيلية باستخدام هذا الطريق. وتغرق هيئة الطيران السعودي في مستنقع الأكاذيب، حيث نفت الشهر الماضي إعطاء إذن بالعبور لأي طائرات متجهة إلى دولة الاحتلال عبر الأجواء السعودية وهو ما ثبت عدم صحته مع عبور الطائرة الهندية لأجواء المملكة وصولاً إلى تل أبيب.. وفيما تواصل المملكة تعنتها بإغلاق مجالها الجوي أمام قطر، لا يستبعد مراقبون إمكانية عبور الطيران الإسرائيلي مباشرة عبر سماء المملكة قريباً، وهو ما تؤكده مؤشرات التطبيع المتسارع حالياً بين الرياض وتل أبيب، لتبقى سماء المملكة حراماً على معتمري وحجاج قطر حلالاً لطائرات إسرائيل. كما يسجل تاريخ الأزمة أكاذيب الهيئة العامة للطيران المدني بالسعودية، حيث ادعت الهيئة في يوليو الماضي التزامها بتمكين الراغبين من الجنسية القطرية من أداء مناسك الحج أو العمرة في أي وقت، فيما أعلنت وزارة الحج والعمرة أن قدوم الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج سيكون عن طريق الجو فقط، وعبر شركات طيران غير الخطوط القطرية في انتهاك صارخ لحرية التنقل والسفر وأداء المناسك التي نصت عليها كافة الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وتزامنت الادعاءات السعودية بالترحيب بالمعتمرين والحجاج القطريين في وقت يتواصل فيه خطاب العنف والكراهية بحقهم في كافة وسائل الإعلام وعلى لسان شخصيات مقربة من السلطة، ما يؤكد أن دعوات الترحيب ما هي إلا وسيلة للهروب من انتقادات المنظمات الحقوقية والأممية وخطط مكشوفة وتصريحات جوفاء للاستهلاك الإعلامي فقط. الهيئة الدولية: السعودية تستغل الحج لتصفية حساباتها السياسية الدوحة - الراية : طالبت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، السلطات في المملكة بالإفراج الفوري عن المعتمرين المعتقلين وقالت الهيئة، في بيان أصدرته أمس، إن السعودية لا زالت تستخدم المشاعر المقدسة كورقة ضغط سياسية ضد الأفراد والدول الإسلامية والذي بدوره يؤدي إلى حرمان المسلمين من تأدية مناسك الحج والعمرة، وتستغل الحج لتصفية حساباتها مع الأفراد والدول التي تعارضها سياسياً ولفرض أجندتها السياسية على جميع الدول لأنها تعلم أن جميع المسلمين والدول الإسلامية بحاجة ماسة لتأدية هذه الفريضة الإسلامية .. مشيرة إلى أن الإدارة السعودية الحالية لا تستحق أن تدير الأماكن الإسلامية المقدسة وأنها فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون الحج والعمرة. وطالبت الهيئة الدولية بإشراك الحكومات والمؤسسات الإسلامية في إدارة الأماكن المقدسة في السعودية، لعدم تكرار مثل هذه الممارسات التي تنم عن جهل الإدارة السعودية بتعاليم الإسلام القائمة على العدل والمساواة بين جميع المسلمين، خاصة أن الإدارة السعودية الحالية تعمل وفق مبادئ وأساليب سياسية قذرة في إدارة أماكن العبادة الإسلامية ليس لها دخل بالإسلام لا من قريب أو بعيد. وتعتبر الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مؤسسة عالمية تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة المملكة العربية السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة، خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية في المملكة، وتستند الهيئة في عملها إلى مرجعية إسلامية، وتحرص على مصالح المسلمين من المحيط حتى الخليج وكافة مناطق التواجد الإسلامي. يذكر أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة. وتقول الهيئة إن عمقها تمثله كل الدول الإسلامية، وإنها تحرص على ضمان عدم إضرار السعودية بالأماكن المقدسة، سواء تعلق الأمر بالإدارة غير الكفؤة أو أي نوع من الإدارة المبنية على سياسات مرتبطة بأفراد أو أشخاص متنفذين. وثقتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عالمية سجل سعودي حافل من الانتهاكات وتسييس الشعائر أكدت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عالمية انتهاك السعودية للحق في حرية العبادة وتسييسها للشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية.. وفيما تحاول المملكة ترويج هذه التقارير باعتبارها محاولات قطرية لتدويل إدارة الأماكن المقدسة تؤكد الدوحة أنها ضد التدويل، وأيضاً ضد تسييس الشعائر الدينية وأن محاولة الخلط بينهما تعكس عشوائية دول الحصار ومنهجهم المعتاد في قلب الحقائق وخلطهم المتعمد للمواقف والسياسات. ويوثق تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وما يتميز به من قوة قانونية وحيادية ونزاهة، هذه الانتهاكات بالتفصيل، حيث أكد التقرير الأممي الصادر في منتصف يناير، وبشكل قاطع، أن تدابير دول الحصار أثرت على حرية العبادة لمواطني قطر والمقيمين. ووصف هذه الإجراءات بأنها تعسفية وعنصرية وترقى إلى حرب اقتصادية. وللمملكة سجل في تسييس المشاعر واعتقال المعتمرين، وهو ما أكدته الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين التي أصدرت تقريرها الأول في شهر يناير الماضي، ورصدت فيه عدة انتهاكات مثل اعتقال معتمرين وترحيلهم، منهم الملازم أول في الشرطة التابعة لحكومة الوفاق الليبية محمود بن رجب، والنقيب محمد حسين الخذراوي، وذلك بعد انتهائهما من أداء العمرة أواخر يونيو 2017. كما رصد التقرير اعتقال وترحيل معتمرين مصريين بطريقة غير قانونية من السلطات السعودية، بحيث تم توثيق اعتقال 73 معتمراً مصرياً وترحيل 66 آخرين إلى بلادهم بالقوة عام 2017.
مشاركة :