يتابع العلماء اكتشاف أسرار الدماغ البشري للكشف عن مزيد من تفاصيله، وتوصل الآن باحثون من جامعة كاليفورنيا إلى أن دماغ الإنسان يتوقف عن تجديد خلاياه المهمة للذاكرة في مرحلة الطفولة المتأخرة على عكس مرحلة الولادة، ونشرت النتائج بمجلة «الطبيعة».درس الباحثون 59 عينة من منطقة الحصين الدماغية البشرية من عدة دول مختلفة من أشخاص متوفين أو أثناء إجراء عملية جراحية لمرضى الصرع، وهي عينات تتراوح ما بين المتحصل عليها من أجنة قبل الولادة وعينات أشخاص بالغين.وركز الباحثون على التغيرات بالخلايا العصبية الجديدة والخلايا الجذعية طوال فترة حياة أولئك الأشخاص، وذلك بمنطقة بالدماغ تشكل جزءاً لا يتجزأ من منطقة الحصين ومهمة لعملية تكون الذاكرة وجدوا أدلة كثيرة على أن تكون الخلايا العصبية يحدث قبل الميلاد وبعده مباشرة وقدروا معدل عدد الخلايا العصبية الجديدة بكل ملم مربع بأنسجة تلك المنطقة لدى المواليد بـ1,618 ولكن تتراجع تلك العملية بحدة بعد الولادة، بحيث تقل بحوالي 5 أضعاف ببلوغ الطفل عامه الأول.كما وجد أيضاً أن التراجع يستمر خلال مرحلة الطفولة بحوالي 23 ضعفاً في المرحلة العمرية ما بين 1-7 أعوام، و5 أضعاف ببلوغ عمر 13 عاماً.أما في بداية مرحــلة الحداثة فإن تراجع أنسجــة الدمــاغ يكون بمقدار 2.4 فقــط، ولم يجـــدوا دليلاً على نشــأة الخلايا العصبية بتلك المنطـــقة بعينات البالغيـــن ولخص أحد الباحـــثين النتائج قائلاً، إن ما لاحظوه هـــو الأعداد الكبيرة مــن الخلايا العصبية الجــديدة التي تتكـــون وتندمج بتلك المنطقة فــي مرحلة الطفــولة المبكـــرة، ولكن تتضاءل تمامــاً عنــد بداية ســن الحــداثة.أما فيما يتعلق بالخلايا الجذعية العصبية (الخلايا السلائف التي تولد الخلايا العصبية الجديدة) فقد اكتشف الباحثون أنها أيضاً توجد بوفرة بدماغ الإنسان قبل ميلاده، ولكنها تختفي أيضاً في مرحلة الطفولة المبكرة.يقول الباحثون، إنهم لا يستطيعون البت في أن منطقة الحصين بأدمغة البالغين لا تنتج خلايا عصبية جديدة للذاكرة، ويتساءلون هل يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في لدونة الدماغ أو في عملية الذاكرة والتعلم بتلك المنطقة وإن كانت نادرة بحيث لم يتمكنوا من اكتشافها.
مشاركة :