الفوضى.. الطائفية الهدامة | د. عائض الردادي

  • 11/17/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دون شك وقع العرب في فخ الفوضى الهدامة الذي نُصب لهم، ونجح من خطط له في تفكيك الوحدات الوطنية بين المواطنين، وندعو الله أن تصمد الوحدات الوطنية لكل أرض عربية أمام هذا التحدث. الفوضى الهدامة اتخذت الطائفية طريقًا للوصول إلى أهدافها، وللأسف أنها وجدت نفوسًا قابلة للفوضى بسبب سيطرة الطائفية وغياب هم الوحدة الوطنية الذي هو السياج لحفظ الأمن، وإذا اختل الأمن في بلد فإن كل شيء سيختل بعده، دون مشورة أو مراعاة لما سيترتب على ذلك من قتل وتشريد وترويع. أكثر من بلد عربي دخلت في فوضى أمنية بسبب الطائفية، سواء أكانت دينية أو فكرية، صحيح أن المحرك للطائفية هم النخب، لكن الذين يحترقون بها هم المواطنون الذين استثيرت فيهم العصبية للطائفة، فصاروا وقودًا لها، وصارت دمارًا لهم ولبلادهم. تحارب اللبنانيون طائفيًا خمسة عشر عامًا وألقت الحرب أوزارها ولم يتغير شيء في الطوائف، ولكن البلاد خسرت أشياء كثيرة، من قتل لأهلها، وهدم لبيوتها وتدمير للتنمية، وكان الظن أن ذلك سيعطي درسًا للبلاد الأخرى، ولكن للأسف اتسعت الرقعة، ودخل أكثر من بلد عربي في فوضى لا يعلم نتائجها إلا الله، وهناك من ينفخ في النار لتزداد، ولا يظهر بريق أمل في وقف الحروب الدائرة. كيف اقتنع من أشعلوا الطائفية بها وهم يعلمون أنها تدمير للبلاد والعباد وقد تؤدي إلى تمزيق البلد الواحد إلى دويلات، ولكن إذا غاب العقل كل شيء ممكن، غير أن الذي لم ينتبه له هؤلاء المتحاربون أن المستفيد الأول من هذه الفوضى هو من بذرها بينهم ليصل إلى الوضع المؤسف الذي وصلت إليه هذه البلدان، أما المستفيد الآخر فهو إسرائيل، حيث اشتغل العرب بأنفسهم واتجه سلاحهم إلى نحورهم، ولم يعودوا يذكرون المسجد الأقصى الذي صار المتطرفون يدخلونه تحت حراسة الجيش الإسرائيلي. الطائفية بغيضة ويبدو أن من سعى إليها عرف أن النفوس مهيأة لها، واستغل الأسباب التي دعت للتنافر ثم التحارب، فهل يصحو العقل العربي الغائب الذي كان يدعو لوحدة عربية شاملة وصار الناس الآن يصيحون بأعلى أصواتهم خوفًا من تفكك الوحدات القطرية. استغل المتطرفون الدينيون -بخاصة- هذه الفوضى الهدامة وعاثوا في أمن البلدان، ولن ينتهي الأمر إلا إذا تنادى عقلاء كل بلد وأوقفوا هذا الدمار للأمن الوطني، فهل يصحو العقل العربي الذي دخل في فوضى هدامة؟!!. Ibn_Jammal@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :