التفحيط بالسيارات حركات متهورة يمارسها بعض الشباب ويصفق لهم الجمهور المشاهد، مما يزيدهم نزقًا ومبالغة قد تؤدي إلى الانحراف إلى الجمهور فيهلك السائق وبعض الجمهور، وتحدث كارثة مؤلمة تذهب ضحيتها أرواح، وتتمزق قلوب الآباء والأمهات على موت فلذات أكبادهم. التفحيط بطر نعمة لشاب لديه فراغ وبطالة، ولدى أهله مال فاشتروا له سيارة، لم يدفع فيها ريالاً، ولو كان لم يحصل على السيارة إلا بكد وكدح لهدّأ سرعته إذا أقبل على مطب صناعي ولتألم لو وقع فيه بشكل فجائي، والشباب والفراغ والجدة و(الغنى) مفسدة كما قال الشاعر: إن الشباب والفراغ والجِدة مفسـدة للمـرء أي مفســـدة وهل هناك أكثر إفسادًا من إزهاق الأرواح؟ وفي الحديث النبوي "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" فإذا اجتمع صحة وفراغ ومال اكتملت أركان الفساد في إتلاف المال، وإرهاق الأرواح، والآباء الذين يشترون سيارة لابنهم وهم يعلمون أنها ستكون للتفحيط ممن يسهمون في إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات. صرح مدير مرور منطقة الرياض أن نسبة التفحيط انخفضت هذا العام بنسبة 90% ومع ذلك أشار إلى أنهم يقبضون يوميًا على ما يقارب 30 بين مفحط ومتجمهر، وإذا أضيف إلى ذلك بقية مناطق المملكة يتضح أن هذه الظاهرة كبيرة، مما يتطلب من المرور حزمًا أكثر، حفاظًا على أراوح هؤلاء المتهورين، وأرواح المتجمهرين، وأرواح من يكونون مارين بالموقع. أكثر المفحطين يملكون سيارات جديدة، وقد يكون منهم من سرق سيارة، وفي كلتا الحالتين لم يدفع شيئًا، ولو اشترى سيارة من حرّ ماله لحافظ عليها كما يحافظ على نفسه، ولكنه البطر الذي ينتشي صاحبه إذا سمع ثناء وتشجيعًا على فعله القاتل، ولو أن هذا الشاب وجد عملاً يشغله لأراح نفسه وارتاح الناس من شروره، وهذا من شأن وزارة العمل، فالعمل ليس لكسب الرزق وحده فهذا مطلب الفقير، ولكنه حفاظ على صحة وحياة أولاد الأغنياء الذين يظنون أن المال سعادة، وقد يكون شقاء وهلاكًا إذا أغدق على شاب متهور ليس لديه دراية ولا مقدرة على الحفاظ على حياته وحياة الآخرين. العقوبة المعلنة من"سجن المفحط من 3 أيام إلى شهرين" غير كافية لابد من عقوبة أشد ردعا، فبطره وتهوره تعدى نفسه إلى أرواح الآخرين وممتلكاتهم، إضافة الى ضرورة إعلان اسم المفحط الذي غالبًا ما يختار لنفسه أسمًا رمزيًا، وهو الذي يعلن عند القبض عليه. التفحيط مغامرة بحياة الأبرياء لنزق شاب بسبب حياة الثراء، والمال نعمة والنزق نقمة، وبينهما شكر النعمة، فمن لم يكن شاكرًا فليكن المرور له راصدًا، حفاظًا على روحه وأرواح الأبرياء، "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى". Ibn_Jammal@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (55) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :