يعمل المحققون الفرنسيون على تحديد ظروف الهجمات التي خلفت أربعة قتلى في جنوب فرنسا الجمعة وتبناه تنظيم داعش الإرهابي. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أمس وفاة الضابط في الدرك أرنو بلترام الذي حل محل رهائن وأصيب إصابة خطرة خلال عملية احتجاز الرهائن في متجر في تريب. وأشاد الرئيس إيمانويل ماكرون بالضابط الذي «مات بطلاً». وقال في بيان إنه «يستحق أن يحظى باحترام الأمة وحبها (...) لقد برهن عن بسالة وتفان لا مثيل لهما». ونفذ المجرم الذي كان يحمل سلاحاً نارياً وسكيناً هجماته على ثلاث مراحل، بدءًا من سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطرة، ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي خارج دوام عمله وأصابه بجروح، وبعدها دخل متجراً في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث احتجز الرهائن. ومع وصول الشرطة عرض الضابط أرنو بلترام أن يأخذه رهينة مقابل الإفراج عن باقي المحتجزين وترك هاتفه مفتوحاً على طاولة فأتاح لزملائه معرفة ما يجري في داخل المتجر. وفي الساعة 14,20 فتح لقديم النار على الضابط وطعنه عدة طعنات فأصابه بجروح خطيرة. عندها تدخلت وحدة من النخبة واقتحمت المتجر وقتلت المهاجم. وأصيب عسكريان بجروح خلال المداهمة. وبوفاة الضابط ارتفع عدد قتلى الهجمات إلى أربعة، وخلفت كذلك 15 جريحاً، ونفذها رضوان لقديم وهو فرنسي من أصل مغربي في الخامسة والعشرين من عمره تصرف بمفرده في كاركاسون وتريب. وقال المهاجم إنه يريد «الموت من أجل سورية» ودعا إلى «تحرير إخوته»، وفق النائب العام فرنسوا مولانس. ومن بين هؤلاء سمي صلاح عبدالسلام الوحيد الذي لا يزال حياً من منفذ اعتداءات 13 نوفمبر والمسجون قرب باريس والتي راح ضحيتها 130 قتيلاً. وقالت أداة تنظيم داعش الإرهابي الدعائية «أعماق» إن منفذ هجوم تريب هو جندي في التنظيم. وأعلن مولانس توقيف امرأة «قريبة» من رضوان لقديم «كانت تعيش معه»، مضيفاً أن العشرات من المحققين يتابعون القضية. وأردف أنه لم يلاحظ عليه ما يشير إلى اعتناق التطرف أو أنه يمكن أن ينتقل إلى تنفيذ اعتداء. كما أشار كولومب إلى أن لقديم «انتقل بصورة مفاجئة إلى التنفيذ» الجمعة. والمهاجم حكم عليه قبل ذلك في مايو 2011 بالسجن شهراً مع وقف التنفيذ لحمل سلاح ممنوع. ثم قضى شهراً في السجن في أغسطس 2016 بعد إدانته بتعاطي المخدرات.
مشاركة :