سوريا: مغادرة الدفعة الأولى من المقاتلين والمدنيين من جنوب الغوطة الشرقية

  • 3/25/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

خرجت الدفعة الأولى من المقاتلين والمدنيين مساء السبت من مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة جنوب الغوطة الشرقية باتجاه محافظة إدلب في الشمال السوري بموجب اتفاق مع روسيا، وفق الإعلام السوري الرسمي. وتبقى المفاوصات مستمرة بشأن دوما آخر معاقل مسلحي المعارضة في قرب دمشق التي تعرضت لحملة عسكرية عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. بدأت الدفعة الأولى من المقاتلين والمدنيين الخروج من مناطق سيطرة فيلق الرحمن جنوب الغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب (شمال) بعد اتفاق مع روسيا يمهد لسيطرة قوات النظام على المنطقة بشكل كامل. وبخروجها من الغوطة الشرقية، تكون الفصائل المعارضة خسرت أحد آخر أبرز معاقلها قرب دمشق، بعدما كانت قد احتفظت بوجودها فيه منذ العام 2012. ولا تزال المفاوضات مع روسيا مستمرة بشأن مدينة دوما، آخر مدن الغوطة تحت سيطرة فصيل "جيش الإسلام". ويشهد هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة أحد أعنف عمليات القصف الجوي والمدفعي في الحرب التي دخلت عامها الثامن. وأسفرت الحملة العسكرية هناك عن مقتل أكثر من 1600 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان الحكومة باستخدام أسلحة تقتل بشكل عشوائي، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق. وانطلقت ليل السبت قافلة تضم 17 حافلة إلى محافظة إدلب بعد خروجها من عربين. وتقل وفق ما أوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "981 شخصا من المسلحين وعائلاتهم". وتعد هذه الدفعة الأولى التي تخرج بموجب اتفاق توصل إليه فيلق الرحمن مع روسيا، وينص على إجلاء "نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما"، فضلا عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وفق الإعلام الرسمي. ومن المقرر أن تستكمل عملية الإجلاء الأحد. وتجمعت الحافلات في حرستا بعد خروجها تباعا من عربين، بحسب مراسل فرانس برس. وانتظرت القافلة لساعات عدة. وخضع الركاب لتفتيش قبل أن يستقل كل حافلة جندي روسي ملثم مع سلاحه. ومنذ ساعات الصباح، بادر الأهالي في عربين والبلدات المجاورة إلى توضيب حاجياتهم وأغراضهم تمهيدا لإجلائهم تزامنا مع نقل سيارات إسعاف لعدد من الجرحى. ومن بين المدنيين الذين انتظروا إجلاءهم لساعات الشاب محمد (20 عاما) من بلدة حمورية الذي كان يسير متكئا على شقيقيه ورأسه مضمد جراء قصف استهدف قبوا كان يحتمي فيه مع عائلته، نجا منه مع شقيقيه. "لم نتمكن من دفن والدي" وقال لفرانس برس قبل صعوده في الحافلة "ما يحرق قلبنا أننا لم نتمكن من دفن والدي، بقيا تحت الردم". وبدأت عملية الإجلاء بعد الظهر فيما كان من من المقرر أن تتحرك الحافلات عند التاسعة (07,00 ت غ) صباحا، إلا أن "أسبابا لوجستية" فرضت التأخير لساعات عدة جراء العمل على "فتح الطريق ونزع الألغام تمهيدا لدخول الباصات، عدا عن تأخر المسلحين في التجمع وتجهيز قوائم بأسمائهم"، وفق ما أوضح مصدر عسكري سوري لفرانس برس. وبدأ تنفيذ الاتفاق السبت بتسليم الفصائل "ثمانية من المختطفين" لديها إلى قوات النظام كانوا محتجزين في عربين، وفق ما نقل الإعلام الرسمي. وتجمع أهالي المخطوفين وبينهم جنود عند المعبر قبل ساعات. وقالت والدة أحد المخطوفين وتدعى صباح منذر لفرانس برس "لم أتمكن من النوم ليلا وانتظرت أن يحل الصباح كي آتي إلى حرستا" للقاء ابنها المحتجز لدى الفصائل منذ أربع سنوات. وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 شباط/فبراير لحملة عسكرية عنيفة، تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق بشدة وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاث جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى القبول بالتفاوض. وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانيا داخل الغوطة. وأورد الاعلام الرسمي السوري نقلا عن مصدر عسكري السبت، أن "أكثر من 105 آلاف مدني من المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية خرجوا من الغوطة الشرقية حتى الآن" خلال نحو أسبوعين. لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب، فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع المنصرم ما أسفر عن مقتل العشرات. كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة. وتأتي عملية الإجلاء المرتقبة السبت، بعد إجلاء أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام على دفعتين يومي الخميس والجمعة من مدينة حرستا إلى مناطق الشمال السوري بناء على اتفاق مع روسيا. من جهته، أعلن التلفزيون السوري الرسمي مساء الجمعة "حرستا خالية من الوجود الإرهابي". ومكنت عملية الإجلاء هذه قوات النظام من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل أكثر من تسعين في المئة من مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرة الفصائل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وطوال فترة سيطرتها على الغوطة الشرقية، احتفظت الفصائل المعارضة بقدرتها على تهديد أمن دمشق من خلال إطلاق القذائف التي استهدفت إحداها السبت مدينة رياضية في حي المزرعة متسببة بمقتل طفل لاعب كرة قدم عن فئة الأشبال وإصابة سبعة آخرين من رفاقه بجروح، وفق ما أوردت وكالة سانا. مفاوضات روسية حول دوما وبعد إجلاء مقاتلي أحرار الشام وفيلق الرحمن، تتوجه الأنظار إلى مدينة دوما، التي تجري مفاوضات بشأنها مع مسؤولين روس، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها. ويرجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة "مصالحة" على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي "جيش الإسلام" من دون دخول قوات النظام. وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالا، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة. ونقلت سانا عن مصدر عسكري خروج 1700 مدني السبت. وقتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنيا بينهم نحو 330 طفلا على الأقل. وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية العام 2016. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 25/03/2018

مشاركة :