انطلقت فجر اليوم (الثلثاء)، قافلة مكونة من أكثر من مئة حافلة وسيارة إسعاف تنقل ستة آلاف و 749 شخصاً، ربعهم من المقاتلين، ومن المتوقع وصولها خلال ساعات قليلة إلى إدلب، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة «أحرار الشام» في مدينة حرستا، ثم «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية، الى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الى منطقة إدلب (شمال غرب)، في عملية تمهد لاستكمال قوات النظام انتشارها في الغوطة. وبعدما انتهت عملية حرستا خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، يستمر منذ السبت الماضي إجلاء مقاتلي فصيل «فيلق الرحمن» من بلدات بينها عربين، وزملكا، اضافة إلى حي جوبر الدمشقي المحاذي. وارتفع بذلك عدد الأشخاص الذين غادروا البلدات الجنوبية منذ السبت الماضي إلى 13 ألفاً و 165 شخصاً. واستؤنفت عملية الإجلاء ظهر اليوم، بدخول حافلات إلى مدينة عربين على أن تتوجه تباعاً محملة بالمقاتلين المعارضين والمدنيين إلى نقطة تجمع قريبة تنتظر فيها اكتمال القافلة قبل الانطلاق. ورجح الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان أن يصل عدد الأشخاص الذين سيخرجون من المناطق الجنوبية، إلى حوالى 30 ألفاً. وكان خرج من مدينة حرستا أكثر من أربعة آلاف و 500 شخص من مقاتلي حركة «أحرار الشام» وأفراد من عائلتهم ومدنيين آخرين، لتعلنها دمشق مساء الجمعة الماضية «خالية» من المسلحين. وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الإجلاء، إذ ينتشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية عند ممرات الخروج، يسجلون الأسماء، ويشرفون على تفتيش الركاب ويرافقونهم في رحلتهم الطويلة الى الشمال. وتمكنت قوات النظام من تضييق الخناق بشكل تدريجي على الفصائل، وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة الى القبول بالتفاوض مع روسيا. وأدى القصف الجوي والمدفعي في الغوطة إلى مقتل أكثر من 1630 مدنياً منذ بدء الهجوم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقبل التوصل الى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين الى مناطق سيطرة قوات النظام، مع تقدم القوات ميدانياً داخل مناطق سيطرة الفصائل عبر ممرات فتحتها هذه القوات التي تحاصر الغوطة الشرقية منذ خمس سنوات، ما تسبب بأزمة إنسانية. وقدرت دمشق عدد الذين غادروا من بلدات ومدن الغوطة الشرقية منذ حوالى أسبوعين بـ 110 آلاف مدني عبر «الممرات الآمنة» التي حددتها الحكومة السورية، لينقلوا الى مراكز إيواء برعاية الحكومة يتواجد فيها وفق الأمم المتحدة حوالى 55 ألف شخص. وأعرب كثيرون في وقت سابق عن خشيتهم من تعرضهم للاعتقال أو الاحتجاز للتجنيد الإلزامي بالنسبة الى الشبان، لكنهم لم يجدوا خيارات أخرى أمامهم مع كثافة القصف والمعارك. وأفاد المرصد السوري بأنه وثق اعتقال قوات النظام أكثر من 40 رجلاً وشاباً في بلدات سيطرت عليها أخيراً. وإلى جانب عملية الإجلاء، أفرجت الفصائل المعارضة عن معتقلين مدنيين وعسكريين لديها. وأوردت «سانا» أنه جرى ليلة أمس «تحرير 28 من المختطفين كانت تحتجزهم المجموعات الإرهابية في بلدة عربين». وكان تم الإفراج عن ثمانية آخرين السبت الماضي. وأطلقت «أحرار الشام» قبل خروجها من حرستا سراح 13 عسكرياً ومدنياً. وبعد انتهاء عملية الإجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، ستصبح دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية، المعقل الأخير للفصائل قرب دمشق، وتحديداً لجيش الإسلام الذي يجري مفاوضات مع روسيا لم تعلن نتائجها بعد
مشاركة :