تريب (فرنسا) (أ ف ب) - بعد يومين على الهجوم الجهادي الجديد الذي وقع في جنوب فرنسا، رفعت الاحد الصلوات في ذكرى الاشخاص الاربعة الذين قتلوا على يد الشاب الفرنسي من اصل مغربي رضوان لقديم المنتمي الى تنظيم الدولة الاسلامية. ونشرت صحيفة "لوباريزيان" على صدر صفحتها الاولى صور الضحايا الاربع وهم متقاعد ومزارع وجزار ودركي. ولا يزال مقتل اللفتنانت كولونيل ارنو بيلترام يثير اجواء من التأثر الشديد، بعد ان تبرع بتسليم نفسه الى الجاني مقابل اطلاق سراح سيدة كان الاخير يحتجزها. وسيقام له "تكريم وطني" كما اعلنت الرئاسة الفرنسية دون تحديد موعد لذلك. وكان يفترض ان يتزوج هذا الضابط في صفوف الدرك في حزيران/يونيو زواجا دينيا و"مات بطلا" برصاص المهاجم بعد ان انقذ حياة السيدة التي حل مكانها رهينة. وبعد فترة هدوء دامت خمسة اشهر، اعادت عملية احتجاز الرهائن الدامية في تريب الى الاذهان الهجمات الارهابية التي تستهدف فرنسا منذ 2015 واوقعت 245 قتيلا. ويبلغ عدد سكان تريب ستة آلاف نسمة وهي قريبة من مدينة كاركاسون في جنوب البلاد. وقال رئيس البلدية اريك ميناسي "كنا مقتنعين جميعا بان هذه الاعمال الوحشية لن تقع في منطقتنا". واضاف "استخلصنا بان التعصب الديني قد يطال اي شخص". في مقر البلدية وضعت كميات كبيرة من الورود البيضاء مع رسالة كتبت بخط اليد جاء فيها "كفى عنفا". ورفعت الصلوات من اجل الاشخاص الاربعة الذين قتلوا والجرحى خلال قداس الاحد في تريب. وقال المونسينيور آلان بلانيه "الوقت للصلاة وللتعاطف مع الضحايا. هذه الاحداث ستشكل دافعا لنا لنجد ما يكفي من الشجاعة لاعادة تأسيس مجتمع لن تتكرر فيه" احداث من هذا النوع. وفي احد الشعانين جاء جان بيار بوردو الى بلدة كابندو المجاورة مع زوجته انرييت لحضور القداس. وقال "اود ان اصلي من اجل الدركي الذي ضحى بحياته ومن اجل كل الضحايا ومن اجل العالم باسره. نرغب في ان تتوقف دوامة العنف". - "مسار قاد الى التشدد" - وامام اخطر اعتداء وقع منذ توليه مهامه في ايار/مايو 2017 اكد الرئيس ايمانويل ماكرون "تصميمه" على مكافحة الارهاب مدعوما السبت من نظيره الاميركي دونالد ترامب ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي. الاحد عنونت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، "ماكرون امام اول اختبار صعب" مشيرة الى "رئيس يواجه تهديدات قد تقع في اي لحظة". وبعد ان اجتمع بمجلس دفاعه طلب ماكرون استدعاء كل الاجهزة المكلفة مراقبة الاشخاص المتشددين في دائرة اود حيث وقعت الهجمات. وقال وزير الداخلية جيرار كولومب "كانت اجهزة الاستخبارات رصدته وراقبته لكننا كنا نعتقد انه لم يكن متشددا". وذكرت وزارة الداخلية انه بات على المحققين الان القاء الضوء على "المسار الذي قاد الى تشدد" المهاجم. فهل كان لديه شركاء؟ ما هي صلاته المحتملة بتنظيم الدولة الاسلامية؟. وكان رضوان لقديم البالغ من العمر 25 عاما قال الجمعة خلال الاعتداء انه "احد جنود" تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن لاحقا مسؤوليته عن الهجمات. وفي منزله في كاركاسون اكتشف المحققون "ملاحظات تشير الى انتمائه الى تنظيم الدولة الاسلامية" هي بمثابة وصية بحسب مصادر متطابقة. في موازاة ذلك وضع شخصان في الحبس على ذمة التحقيق هما صديقته وشاب في ال17 قدم على انه صديق له. - "كيف انتقل الى الفعل؟" - ولم يكن رضوان لقديم يطرح تهديدا في نظر السلطات. في آب/اغسطس 2016 اودع السجن لشهر في كاركاسون لادانات بتهمة "حيازة سلاح دون ترخيص" و"ادمان المخدرات" و"رفض الانصياع لاوامر". في عامي 2016 و2017 خضع مجددا لمراقبة اجهزة الاستخبارات التي لم "تجد اي اشارة قد تنذر بانه سينفذ عملا ارهابيا". ويقول جان شارل بريزار رئيس مركز تحليل الارهاب "ان ارتكاب هجمات لم يعد بالضرورة يتبع المنطق وبات الرابط بين المنفذين المحليين والمنظمات الارهابية افتراضيا اكثر واكثر". ويضيف "لم يعد هناك نموذج محدد وباتت الاساليب المعتمدة مرتجلة والاسلحة بدائية". وبدأ رضوان لقديم هجماته مسلحا بمسدس وسكين وعبوات يدوية الصنع وسرق سيارة في كاركاسون واصاب سائقها البرتغالي بجروح بالغة وقتل راكبا. ودخل الجمعة الى سوبر ماركت في تريب صارخا "الله اكبر" ومطلقا النار ما ادى الى اصابة موظف خمسيني وزبون واصاب اللفتنانت-كولونيل ارنو بيلترام اصابة قاتلة قبل ان يقتل في الهجوم الذي شنته قوات الامن.امبر توسوناوغلو وماتيو غورس © 2018 AFP
مشاركة :