دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد، شباب العالم أجمع إلى التصدي لرغبة كبارهم في «إسكاتهم»، وذلك غداة تظاهرات كثيفة للشبان ضد الأسلحة النارية في الولايات المتحدة. وقد وجه البابا هذا النداء أمام 50 ألف مصل من ساحة القديس بطرس خلال قداس أحد الشعانين، في اليوم العالمي للشبيبة، لكنه لم يشر مباشرة إلى التظاهرات الأمريكية. وأكد البابا الأرجنتيني، أن «إسكات الشباب محاولة قائمة على الدوام». وأضاف، «ثمة طرق عديدة لجعل الشبان صامتين وغير مرئيين. طرق عديدة لتخديرهم وتنويمهم حتى لا يحدثوا ضجيجا، حتى لا يطرحوا تساؤلات». وشدد البابا على القول، «ثمة أساليب كثيرة لإبقائهم مستكينين حتى تصبح أحلامهم أضغاث أحلام، تافهة وحزينة». وذكر البابا بكلمة ليسوع المسيح في شأن التلامذة الذين يعتبرون صاخبين، «إذا ما صمتوا هم فإن الحجارة ستصرخ». وقال البابا، «أعزائي الشبان، عليكم أنتم أن تقرروا». وأضاف، «إذا سكت الآخرون، إذا كنا نحن الكبار الذين غالبا ما نكون فاسدين، صامتين، وإذا صمت العالم وفقد البهجة، أسألكم أنتم أن تصرخوا !هل ستصرخون؟ أرجو منكم ذلك، أرجو أن تفعلوا ذلك قبل أن تصرخ الأحجار». وفي ختام القداس، سلم شبان البابا وثيقة أعدها 300 مندوب من العالم أجمع، التقوا طوال الأسبوع في الفاتيكان لرفع توصياتهم قبل انعقاد سينودوس الأساقفة الذي سيخصص لهم في أكتوبر/ تشرين الأول. وفي هذه الوثيقة المؤلفة من اثنتي عشرة صفحة، عبر الشبان عن حاجتهم إلى «نماذج جذابة، متماسكة وأصلية»، وعن حاجتهم إلى «الترحيب والرحمة والحنان من جانب الكنيسة». وتطرقوا إلى خلافاتهم حول تعاليم الكنيسة المتعلقة بمنع الحمل والإجهاض أو المثلية الجنسية، بين الذين ينتظرون أن تتمسك برسالتها المخالفة للآراء المطروحة أحيانا، وبين الذين يشعرون بالاستبعاد. ويعتبر الشبان أن على الكنيسة ألا تخاف من «ضعفها»، وأن تعترف «بأخطائها الماضية والحاضرة»، وخصوصا حول التجاوزات الجنسية والاستخدام غير الملائم للسلطة والثروات. وتساءلوا أيضا حول الآفاق المتاحة للنساء في مؤسسة يتولى الرجال جميع مسؤولياتها. وطلبوا من الكنيسة أن توافيهن حيث هن، في الشارع والحانات الليلية والمقاهي والمنتزهات وقاعات الرياضة.
مشاركة :