القاهرة – أحمد متبولي ونبيل عبد العظيم ومؤمن عبد الرحمن| تنطلق اليوم في مصر الانتخابات الرئاسية وتستمر 3 أيام، ويتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي للحصول على ولاية ثانية، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، الذي قدم أوراق ترشحه في الدقائق الأخيرة قبل اغلاق باب الترشح. في المقابل، تمكّنت وزارة الداخلية من جمع معلومات عن مرتكبي حادث محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر أول من أمس. وقال وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار إن «الوزارة لديها معلومات عن مرتكبي الهجوم، وإنه تم تحديدهم». في حين كشف مصدر أمني لـ القبس أن أجهزة الأمن توصلت إلى أحد المتورطين في الحادث، وهو شاب من منطقة شمال الدلتا عمره 32 عاماً، بعد أن أظهرته كاميرات المراقبة في الفندق الذي نفذ بجواره الحادث. واثق من الفوز وبالعودة إلى «رئاسية مصر»، يدخل الرئيس السيسي غمار الانتخابات واثقاً من الفوز بعد تراجع «المرشحين المحتملين» عن خوضها، وشهدت الأيام الأخيرة التي سبقت فتح باب الاقتراع، حضوراً مكثفاً له خلال افتتاح عدد من المشاريع التي بدأها في ولايته الرئاسية الأولى، وذلك تأكيداً منه على استمرارها لولاية ثانية، متمسكاً بإجراءات «الإصلاح الاقتصادي» التي يتبناها، رغم اعترافه بتأثيرها السلبي على المواطنين، باعتبارها ضريبة الإصلاح لعهود سابقة من «السياسات الخاطئة». في المقابل، تظهر مخاوف من أن يؤدي ترشح موسى مصطفى موسى، الذي قدم أوراقه في الدقائق الأخيرة بما يشبه «الاستدعاء»، إلى تحول الانتخابات الرئاسية إلى استفتاء، رغم تأكيده على امتلاك برنامج انتخابي غير واضح المعالم، باستثناء بعض الوعود التي تضمنها عن رفع مرتبات الشباب إلى أرقام فلكية. وقالت حملة موسى إنها «تسعى إلى الحصول على نسبة معقولة من الأصوات، في حين تخشى تكرار تجربة انتخابات عام 2014، حين تفوقت الأصوات الباطلة على الأصوات التي حصل عليها المرشح حمدين صباحي، رغم أنه كان المنافس الوحيد للسيسي آنذاك». استنفار إعلامي ووسط إحساس عام بأن نتيجة الانتخابات محسومة مسبقاً لمصلحة السيسي، يظهر شبح «عزوف الناخبين» عن المشاركة في التصويت، الأمر الذي استدعى استنفاراً إعلامياً وحكومياً ودينياً، لحث المواطنين على المشاركة، حيث شهدت مختلف وسائل الإعلام بث إعلانات مكثفة تدعو الناخبين للنزول إلى مراكز الاقتراع والمشاركة بكثافة، رافقتها تحذيرات ركزت على أن العزوف عن المشاركة يخدم «أعداء الوطن»، في حين تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات قالوا إنها موزعة على المعاهد الأزهرية، تدعو المعلمين إلى الحضور أيام الانتخابات والمشاركة في التصويت. خطاب ديني وبالتوازي مع ذلك، دخلت المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية على خط الاستنفار لحشد الناخبين، متراجعة «بشكل مؤقت» عن رفض شعار «خلط الدين بالسياسة»، حيث صدرت فتاوى عدة تطالب الناخبين بالمشاركة بوصفها شهادة لا يجوز كتمانها، في حين اعتبر أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر د.أحمد كريمة، عدم المشاركة بأنها مقاطعة وأثم كبير، ومن لا يشارك يعتبر من الخوارج، وهذا محرم ومجرم، حسب قوله. من جانبه، دعا رأس الكنيسة الأرثوذكسية بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقصية البابا تواضروس الثاني، المصريين للمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية قائلا: «بلاش كسل». غرفة عمليات وفي سياق متصل، تسلمت الأجهزة الأمنية، أمس، المقرات الانتخابية التي يزيد عددها على 11 ألف مركز ومقر في كل أنحاء مصر، والتي تستقبل حوالي 59 مليون ناخب. في حين، شهدت محافظات الجمهورية، استنفاراً أمنياً من مديري الأمن والقيادات الأمنية، التي تفقدت القوات والخدمات الأمنية لتأمين دور العبادة والمنشآت الحيوية والمهمة والمواقع الشرطية، اضافة الى تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الموقف الأمني خلال سير العملية الانتخابية. في غضون ذلك، قالت مصادر قضائية وعسكرية إن طائرات حربية نقلت القضاة المشرفين على الانتخابات الرئاسية ومظاريف وصناديق الاقتراع إلى المناطق النائية ومحافظة شمال سيناء والتي تشهد العملية العسكرية سيناء 2018. وقال المستشار في محكمة استئناف دمياط القاضي أحمد رفعت، الذي سافر للإشراف على الانتخابات في إحدى دوائر مدينة العريش لـ القبس، «طلبت السفر إلى شمال سيناء، ولا أخشى ما يحدث هناك من عمليات عسكرية وإرهابية»، وذكر أنه وزملاءه المسافرين إلى العريش رددوا الشهادة بمجرد دخولهم إلى المحافظة وتمنوا أن ينالوها.
مشاركة :