تعرَّض شاب إماراتي، صباح أمس، لاعتداء غير مفهوم الدوافع، خلال وجوده في العاصمة البريطانية لندن، إذ باغته شخص كان يحاول تدوين عبارات باللغة الانجليزية على مركبته، بالتهديد بالقتل، مستخدما اللغة العربية، من دون أن يصرِّح بدوافعه من وراء ذلك، فيما قبضت الشرطة اللندنية على المعتدي، بعدما تمكَّن المواطن من محاصرته، بمساعدة شابين لبنانيين، حضرا إلى موقع الاعتداء، ومنعا المعتدي من الهرب. وتفصيلاً، أفاد الشاب الإماراتي، عبدالله الحوسني، بأنه تعرض لاعتداء من شخص لم تعرف هويته بعد، في لندن، أمس، أسفر عن إصابته ببعض الخدوش في رأسه، مضيفاً أن المعتدي هدده بالقتل، قائلاً «أنا بذبحك»، وأنه حاول قتله فعلاً، لكنه لم يتمكن من ذلك، بسبب مقاومته الشديدة له. • الاعتداء على سيارة الحوسني سبقه اعتداء على مركبات تعود إلى خليجيين. وقال إن دوافع المعتدي غير واضحة، لكنه لم يستبعد أن تكون عنصرية، مشيراً إلى أن الشرطة البريطانية أخذت أقواله، وهي تحقق حالياً في الواقعة لمعرفة ملابساتها. وأفاد الحوسني، الذي يدرس إدارة الأعمال في إحدى جامعات لندن، عبر الهاتف لـ«الإمارات اليوم»، بأنه فوجئ برجل يرش مادة صبغية (سبريه) على مركبته المتوقفة، بينما كان يستقل مركبته الثانية على مقربة منها. وتابع: «كتب على سيارتي كلمة (war)، وتعني (الحرب)، إضافة إلى عبارات أخرى تعطي معاني ملتبسة وغامضة، فنظرت إليه باستغراب، ثم أمسكت به، وأنا جالس في مقعدي، إلا أنه انهال عليّ بضربات متتالية، مستخدماً عبوة الصبغ التي كان يحملها بيده». وأضاف الحوسني: «أبديت مقاومة شديدة له، حتى لا يتمكن مني، واستطعت تثبيته بعض الوقت، فيما كنت أحاول الاتصال بالشرطة». ولاحظ الحوسني مستغرباً أن العديد من الأشخاص الذين يتحدثون العربية، كانوا يشاهدون الاعتداء أمامهم، لكنّ أحداً منهم لم يتدخل لمساعدته. وتابع أن «المعتدي، الذي كان يرتدي قناعاً على وجهه، تحدث معي بالعربية، قائلاً: (أنا بذبحك)، فقلت له: (لن تتمكن من ذلك). وكان يضرب بعنف وقسوة، إلى أن شعر بالتعب، وعندها نزعت عنه القناع، فظهر وجهه. ويبدو أنه خشي من معرفة هويته، فتراجع، وقال متوسلا: (اتركني، عندي عائلة بعتني بيها)». ولفت الحوسني إلى حضور شابين لبنانيين، يعملان في مطعم مجاور لمكان الاعتداء، حاصرا المعتدي، إلى أن حضرت الشرطة وقبضت عليه. وقال إنه حرص على عدم ضرب المعتدي، حتى لا يتحول من ضحية إلى مدان، واكتفى بالتصدي لضرباته، مطبّقاً بذلك ما درسه في بعض المواد القانونية، ضمن مساقات إدارة الأعمال في الجامعة. وعلم الحوسني أن الاعتداء على سيارته سبقه اعتداء على مركبات عدة تعود إلى خليجيين، وكانت كلها في منطقة قريبة من «تايم سكوير»، وفي محيط لا يتعدى كيلومترين، مشيراً إلى أنه شاهد، في صباح اليوم نفسه، على سيارة «مايباخ»، تعود إلى شخص سعودي، آثار التعرض لاعتداء مشابه، تبعه اعتداء على مركبة سعودي آخر. وقال: «واضح أن المقصود مركبات الخليجيين، حتى تلك التي تحمل أرقاماً بريطانية». ولم يتمكن الحوسني من تحديد جنسية المعتدي من اللهجة التي تحدث بها، لكنه أكد أنه ليس عراقياً، كما أشيع على بعض مواقع التواصل الاجتماعي في البداية. وقال «ربما يكون من إحدى دول شمال إفريقيا». ورجّح الحوسني أن تكون دوافع المعتدي عنصرية، إما لأحقاد شخصية لديه، أو أنه مجرد شخص مستأجر لتنفيذ الاعتداء. وأشار إلى أن الشرطة البريطانية سجّلت أقواله في أربع صفحات، وسألته عما إذا كان يشك في انتماء المعتدي إلى أي منظمة إرهابية، فقال إنه لا يستطيع الجزم بذلك الأمر، لكنه بالتأكيد يعبِّر عن سلوك متطرف ومشين، وهذا من صفات المنظمات الإرهابية.
مشاركة :