صاحب السمو يبدأ زيارة تاريخية إلى روسيا

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - الدوحة - قنا: وصل حضرة صــــاحب السمـــــو الشـــــيخ تميــــــم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، العاصمة موسكو مساء أمس، في زيارة عمل لروسيا الاتحادية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله والوفد المرافق مطار فنوكوفو الدولي، سعادة السيد مخائيل بوغدانوف مبعوث فخامة الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين الروس، وسعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير الدولة لدى روسيا، وسعادة السيد نور محمد خولوف السفير الروسي لدى الدولة، والسادة أعضاء السفارة القطرية في روسيا. كان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد غادر ظهر أمس، أرض الوطن متوجهاً بحفظ الله ورعايته إلى روسيا الاتحادية في زيارة عمل. يرافق سمو الأمير وفد رسمي. وتكتسب زيارة العمل التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى روسيا الاتحادية وتستمر يومين بدعوة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين أهمية سواء من حيث التوقيت أو من جهة القضايا والموضوعات المطروحة أمامها كونها تأتي في ظل سلسلة متغيّرات ومستجدات إقليمية ودولية بارزة حيال عدد من القضايا العربية والدولية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات والأوضاع الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم. ومن المنتظر أن تعطي الزيارة دفعةً قويةً للتعاون الثنائي بين قطر وروسيا الاتحادية، وأن تدفع بعلاقات البلدين نحو آفاق أكثر رحابة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكات بين البلدين بما يعود بالنفع على شعبيهما الصديقين وتحقيق المزيد من التعاون المشترك بينهما وكل ما من شأنه تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وسيجري سمو الأمير المفدى خلال الزيارة مباحثات مع فخامة الرئيس الروسي، تتناول سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في الطاقة والاقتصاد والتجارة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. مسيرة العلاقات وتعد زيارة سمو الأمير المفدى لروسيا الاتحادية الرحلة الثانية لسموه للخارج خلال شهر مارس الجاري، فقد سبق وأن زار سموه كلاً من مملكة بلجيكا وجمهورية بلغاريا أوائل مارس الجاري، وذلك في إطار زيارات وجولات سموه الخارجية والتي ترمي لتوطيد علاقات دولة قطر وتعاونها مع مختلف دول العالم، والتنسيق والتشاور معها بشأن مختلف القضايا الراهنة. وتندرج هذه الزيارة في إطار مسيرة العلاقات المتنامية بين دولة قطر والاتحاد الروسي والتي انطلقت بعد قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1988، وظلت منذ ذلك الوقت في نمو وازدهار، استناداً على مبادئ القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وشملت العديد من المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية والإنسانية وغيرها من المجالات. وتشهد العلاقات القطرية - الروسية تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الروسي الذي زار الدوحة في فبراير عام 2007، كما قام سمو الأمير بزيارة روسيا في يناير عام 2016. الشراكات الاستراتيجية وتقدّم زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية تأكيداً جديداً على حرص قيادتنا الرشيدة على التواصل وبناء الشراكات الاستراتيجية ومد جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، كما تشكّل الزيارة مؤشراً واضحاً على حرص دولة قطر على الاستفادة من دور روسيا المحوري والمهم للاستقرار في العالم، وتوظيف علاقات قطر بعواصم القرار الدولي لصالح قضاياها الوطنية وقضايا أمتها العربية والإسلامية، كما تظهر بجلاء تعاظم الدور الدبلوماسي القطري في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية. القضايا الملحة وانطلاقاً من إدراك القيادتين القطرية والروسية للمصالح المشتركة للبلدين فإن من المنتظر أن تتطرّق مباحثات سمو الأمير المفدى مع القيادة الروسية إلى التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وأن تشهد تبادلاً بنّاءً وصريحاً للآراء حول القضايا الملحة على الأجندة الإقليمية والدولية، بما يدعم الاستقرار الإقليمي والدولي ويساعد في التوصل إلى تسويات لعددٍ من الملفات الساخنة، ونزع فتيل التوتر بالنسبة لعدد من الأزمات الراهنة. احترام العالم لقد اكتسبت قطر بمواقفها الإيجابية ونهجها السياسي الواضح ودبلوماسيتها المرنة احترام العالم أجمع، خصوصاً في مواجهتها وتصديها للحصار الجائر المفروض عليها، ودحضها للأكاذيب والافتراءات التي تروجها دول الحصار، ومن المؤكد أن زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية تعكس عزم دولة قطر على رسم وتشكيل منظومة علاقاتها الدولية وفق مصالحها ورؤيتها الوطنية التي تحفظ أمن الوطن وسيادته واستقراره وازدهاره وكذلك أمن ومصالح مواطنيها حاضراً ومستقبلاً وفي كل المجالات. حضور قطري كما تؤكد زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية حضور قطر القوي وتفاعلها المميز على الساحة الدولية، وأن قطر انتصرت على الحصار وباتت أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحصار، بعد أن نجحت في إيجاد خطوط بحرية وجوية وبدائل اقتصادية وتجارية أكثر استقراراً، عبر تحرّكات دبلوماسية نشطة، وتخطيط اقتصادي استراتيجي، للمحافظة على مصالحها واستقلالها وسيادتها، ومصالح مواطنيها وكل المقيمين على أرضها. سلسلة محطات وتأتي زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية تتويجاً لسلسلة من المحطات البارزة في مسيرة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، ففي تواصل للزيارات والاتصالات المتبادلة بين البلدين قام سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، بزيارتين إلى روسيا خلال العام الماضي التقى خلالهما نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، وقام الوزير الروسي بزيارة للدوحة في أغسطس من العام الماضي. دفاعي وعسكري وفي أكتوبر الماضي، زار سعادة الجنرال سيرجي شويغو وزير الدفاع الروسي، الدوحة، حيث التقى بسعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيز التعاون بينهما في المجالات الدفاعية والعسكرية، وتم خلال اللقاء التوقيع على اتفاقية للتعاون العسكري التقني بالإضافة إلى مذكرة تفاهم متعلقة بالدفاع الجوي وعقد قانوني يتعلق بالشروط العامة للتوريدات العسكرية. وكان الوزيران شويغو والعطية قد التقيا في موسكو في أغسطس الماضي على هامش معرض عسكري، وناقشا العلاقات الثنائية في مجال الدفاع وتطوير القدرات في جميع المجالات.. كما ترتبط قطر وروسيا بعلاقات مشتركة في مجال الطاقة والغاز، حيث إن البلدين عضوان في منتدى الدول المصدّرة للغاز، وهنالك علاقات في المجال الاستثماري بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق الاستثمار الروسي، وتتعاون روسيا وقطر في المجال الرياضي عن طريق اتحادي كرة القدم في البلدين، خاصة أنهما ستستضيفان كأس العالم 2018 و 2022 على التوالي، وتتبادلان الخبرات في مجال أمن المناسبات الرياضية، وتدريب الرياضيين والطب الرياضي. علاقات ثقافية وترتبط الدولتان بعلاقات ثقافية تمد جسور التواصل بين الشعبين الصديقين، وقد نتج عنها في فبراير الماضي انطلاق فعاليات العام الثقافي (قطر - روسيا 2018)، وتشمل هذه الفعاليات باقة متنوعة من الأنشطة الرامية إلى التعريف بالفن والتراث القطري في روسيا، وتعريف أفراد المجتمع القطري بالتراث الثقافي المتنوع لروسيا. التبادل التجاري وعلى الرغم من أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نمواً متصاعداً ومتواصلاً في الكثير من المجالات إلا أن طموحات القطاعات والجهات الاقتصادية القطرية والروسية تتطلع لما هو أكبر مما تحقق بكثير، وتعمل على تعزيز علاقات التعاون الثنائي إلى مستويات أعلى، واستغلال الإمكانات الهائلة المتاحة في كلا البلدين، ومن المأمول أن تسهم زيارة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لروسيا الاتحادية والمباحثات التي ستجري خلالها في فتح آفاق جديدة للتعاون بين الدولتين وخلق شراكات اقتصادية طموحة وصفقات تجارية بينهما في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والزراعة والبتروكيماويات والأمن الغذائي والسياحة وغيرها من المجالات.     توجه للانتقال بالشراكة إلى آفاق أرحب.. السفير نور محمد خولوف: دفعة قوية لتطوير العلاقات القطرية الروسية تعزيز مستوى العلاقات الثنائية.. ونقلة نوعية في مجالات التعاون تفاعل وثيق بين اللجان المنظمة لمونديال روسيا 2018 وقطر 2022 لجنة حكومية مشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني روسيا شريك موثوق للدوحة على صعيد التعاون الثنائي والدولي عام الثقافة بين قطر وروسيا فرصة كبرى لتكثيف التعاون الإنساني   الدوحة - قنا: أكد سعادة السيد نور محمد خولوف، سفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى دولة قطر أن بلاده شريك موثوق للدوحة سواء على صعيد التعاون الثنائي أو التعاون الدولي وأن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً ملحوظاً ومتسارعاً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وصولاً إلى النواحي الإنسانية والعلمية. وقال سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية «‏قنا»‏ بمناسبة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الحالية إلى روسيا إن السنوات الأخيرة شهدت ارتقاءً كبيراً في مستوى العلاقات الثنائية ونقلة نوعية في مجالات التعاون، مؤكداً حرص الطرفين على الانتقال بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب على المستويات كافة. وأوضح سعادة السفير الروسي أن هناك تفاعلاً وثيقاً بين اللجان المنظمة لمونديال «روسيا -2018» ونظيرتها القطرية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم «قطر -2022»، وتعاوناً مثمراً بين اتحادي الكرة في البلدين، وتبادلاً للخبرات والأفكار في مجالات ضمان سلامة الأحداث الرياضية، وتدريب وتأهيل الرياضيين وتطوير الطب الرياضي وغيرها من المجالات ذات العلاقة. وأضاف أن هناك اتصالات مستمرة لقادة البلدين، ووزراء الخارجية والدفاع، وكذلك عمل اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني بما يعكس تطور العلاقات في مختلف المجالات وأن الشراكة القائمة بين الجانبين تسير في الاتجاه المخطط لها. وأشار سعادة السيد نور محمد خولوف إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى روسيا عام 2016 ولقاءه فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعطت دفعة قوية لتطوير العلاقات الثنائية وأوجدت تواصلاً منتظماً بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسعادة السيد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، للتنسيق في القضايا الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في العالم وبما يعكس الاتفاق في الرؤية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ولفت إلى أن المسؤولين في البلدين يكثفون اللقاءات المتبادلة منها الزيارتان اللتان قام بهما سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى روسيا بدعوة من نظيره الروسي، إضافة إلى مشاركة دولة قطر في المعرض العسكري التقني «الجيش» الذي أقيم في روسيا أكتوبر الماضي، وكذلك زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو الرسمية لقطر والتي أسفرت عن توقيع اتفاقية للتعاون العسكري التقني. وبيّن السفير الروسي أن العام الجاري يشهد حدثاً رمزياً مهماً وهو عام الثقافة بين روسيا وقطر وهو الأول في تاريخ العلاقات بين البلدين، والذي يوفر فرصة كبرى لتكثيف التعاون الإنساني، وزيادة التدفق السياحي بين البلدين الصديقين، بما يعزز الروابط الاقتصادية، ويفتح فرصاً جديدة للتعاون في مجالات أكثر تنوعاً، مشيداً بتجربة دولة قطر في تنظيم الأعوام الثقافية، وخبرتها في هذا المجال وبما يصب في نجاح هذا الحدث وتميزه حتى الآن.     فهد العطية سفيرنا لدى موسكو: صـاحــب الســمـو وبـوتـيـن يبحـثـان تـعـزيـز التـعـاون والملـفـات الإقـليـمـيـة الزعيمان يستعرضان تطورات الأوضاع في سوريا واليمن وفلسطين   موسكو- وكالات: أكد سعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير دولة قطر لدى روسيا أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى موسكو ستشهد تبادل وجهات النظر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مجالات التعاون المشتركة والملفات الإقليمية مثل الملف السوري والملف اليمني وملفات أخرى على رأسها الملف الفلسطيني». وقال في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»: تعد هذه الزيارة الثانية لصاحب السمو كزيارة عمل إلى موسكو منذ 2016 وستتناول المباحثات الرسمية تطوير أفق التعاون الاقتصادي والسياحي والتنسيق في مجالات الطاقة، وأيضاً دعم السنة الثقافية الروسية القطرية 2018». وأضاف: «من الطبيعي أن يبحث الزعيمان المجال العسكري، فكل المجالات ضمن قائمة البحث بين الزعيمين». ونوّه بأن الوفد المرافق لصاحب السمو يضم « نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزراء الطاقة، والثقافة، والمالية، ورئيس جهاز قطر للاستثمار ونخبة من المسؤولين».

مشاركة :