يحيى ياسين يكتب: صديقي المؤمن‎

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

"المصرى مؤمن بطبعه" ، مقولة لطالما علُقت في آذاننا من الآباء والمجتمع فصدقناها، لكنى لا أحسبها قيلت إلا من باطل أراد بها باطلا فوالله لا يغلب الإيمان على الطبع سوى للأولياء والأنبياء ولا يختلطا إلا في الملائكة."وطى القرآن ياسطا مش عارف أسمع الأغانى" ، ترى الجمع من حولك يحدقون لبرهة قد يتوقف الزمن خلالها بعد سماع تلك الجملة كأن صاعقة من السماء حلت فشُلت الألسن وازبهلت الأعين!، ويكأن أحدهم يقول "الملاحدة كثروا جدا" أعاذنا الله.حسبك يا عزيزى فلم يسب أو ينتهك حرمات العقيدة، بلى والله، بل هو من اعتدى على حقه في الصمت فأصابوا فى الأولى أذنه فانجرحت عاطفته فخجل أن يطلب حقه حتى لا يُساء فهمه، وأما الثانية فقد وقع التحديق على نفسه كأنه قد كفر بما جاء محمد "ص"!!.ما بالكم أيها القوم قد انتزعتم أقل حريات الإنسانية التى تطلبونها!؟ فما يضيرك يا عزيزى لو وضعت هاتفك على أذنك فسمعت ما يطيب لك وتركت للآخرين مساحة من الحرية فى الصمت أو السماع في صمت!؟ فما هى الا دقائق ويزيد النبض ف القلوب من هول وعلو الموسيقي التى حلت موضع الروحانيات القرآنية!! فانقلب إيمان الفجر إلى فجور الصباح!.أصبح الإيمان الظاهرى يقوى على الباطنى الحقيقي، فباتت مظاهره أسس المبادئ التى نربي الأبناء عليها " وطى الصوت الآذان " ، فلا ترفع صوتك إذا رُفع الأذان حتى تنتهى الصلاة ! فاهتم الطالب بخفض الصوت واحترام الصلاة ولم يقم لأدائها بل لا يلتفت ويعود لما كان عليه إذا فرغت وفرغوا منها!.حدثنى صديقي المؤمن عن جمال الآذان فحل المؤذن به فصمتنا والجميع فى حشدهم هائمين غير مبالين، حتى فرغ فسألته "لم يعل صوته رغم قباحته! أليس لو كنت نائما لفزعت منه!؟" فما وجدت من صديقي سوى أن ترك حلاوة وروحانية الآذان إلى عقيدتى وكيف لى أن أتلفظ بمثل هذا! أليس لى مساحة من الحرية أن أفعل ما أشاء والحساب لرب العباد!؟ما بالكم تُزيدون الناس من جهل قناعاتكم فيزدادوا رغبة فى البعد عن الدين!؟ فوالله لا يزيد علو صوتك من عدد المصلين وبالله ما هكذا علمنا رسولنا الكريم!؛ هل حسب المؤمنون أن الدين قد اقتصر على لحاهم وجلابيبهم فباتوا دعاة لله فى من آمن بالله! أفلا تعقلون!؟مَن الذي ألبسكم عباءة الرب فبتم تصنفون هذا فاسق وتلك فاجر وهؤلاء ملحدين!؟ بلى والله إن الترغيب عن الدين لهو فجوة الإلحاد ومسلك يَشُقونه للمسلمين وان كانوا غير قاصدين!.فإذ بي أجد زميلا لى يقف في الناس خطيبا بعد الصلاة وقد ساء قوله فتحدث في زواج المسلم بالكافرة ونسخ الآيات وتهويل عذاب القبر فاقتطع من كل موضع هوى إليه عقله جزءا والحضور له مستمعين! فإذا ما قاطعته ورددت عليه خطأه في أن هذا ليس موضعا لهذا الفقه فهلا تحدثت مع عامة المسلمين فيما يشغل أمور يومهم ويزيد الألفة بين قلوبهم!؟وجدتنى أصد نظرات منه محدقا بعد أن ابتلت أصابعه عرقا ولم يسطع الرد گأن على رأسه الطير، حسبكم أعزائى من ادعيتم الإيمان! منذ متى كان الترهيب ترغيبا فى الدين!؟ من سيصلى مرة أخرى إن أخبرته أن الموسيقي حرام وهو يفعل الفواحش!؟ فوالله ما زاده نصحك إلا رهبة فقارن تلك الصغرى بالكبرى التى يفعلها فتزيده كرها وبعدها عن الدين!؟متى تُترك دعوة الله لله!؟

مشاركة :