محمد حامد (دبي) حينما فاز منتخب إسبانيا بمونديال 2010، خرجت بعض الأصوات على استحياء لتتحدث عن بصمة بيب جوارديولا، المدير الفني للبارسا في هذا الوقت، في التتويج الإسباني بكأس العالم، لم ترتفع حدة الأصوات التي تؤكد على هذا الجانب احتراماً للمدير الفني فيثينتي دل بوسكي، والذي لا يمكن تجاهل دوره الرئيسي في منح الإسبان أول ألقاب المونديال، وفي 2014 كان الكبرياء الألماني حاضراً ليمنع الكثيرين من الاعتراف بأن «بصمة بيب» كانت حاضرة في التربع الألماني على عرش المونديال، بالنظر إلى تأثير عناصر البايرن على أداء المنتخب. وفي ظل ارتفاع موجة الآراء الحرة، وقوة الطرح في القضايا الكروية في السنوات الأخيرة بفضل تأثير السوشيال ميديا، والنقلة النوعية في الصحافة العالمية، فقد حظي جوارديولا باعتراف لا يقبل الشك بأنه كان حاضراً، بل مؤثراً بقوة في حصول منتخب «لافوريا روخا» الإسباني على مونديال 2010، بوجود 7 نجوم من البارسا، كما بصم بيب على حصد الألمان لمونديال 2014 بتأثير 7 نجوم من البايرن في صفوف المانشافت، وهذا الأمر لا ينتقص من تأثير دل بوسكي مع الإسبان، ويواكيم لوف في قيادة الألمان. «بصمة بيب» لا تقتصر على وجود عدد كبير من اللاعبين الذين يتولى تدريبهم في صفوف النادي الأكثر تأثيراً في المنتخب فحسب، بل إن فلسفته الكروية التي تعتمد على الاستحواذ، والسيطرة، والتعامل الهادئ مع مجريات أي مباراة تفرض نفسها على دوري المنتخب الذي يفوز بكأس العالم، وعلى كرة القدم في هذا البلد بشكل عام، أي أن الأمر يتجاوز التأثير الذي يشارك به نجوم الفريق الذي يتولى جوارديولا قيادته. 14 لاعباً تشبعوا بفلسفة جوارديولا فازوا بكأسي العالم 2010 و2014 مع إسبانيا وألمانيا، واللافت في الأمر أنهم جميعاً من العناصر الأساسية المؤثرة، فقد وضعوا بصمتهم على الأداء بداية من حراسة المرمى، والدفاع، مروراً بوسط الميدان بشقيه الدفاعي والهجومي، وصولاً إلى بصمة المهاجمين، فضلاً عن جماعية الأداء بين هؤلاء اللاعبين، والتناغم الكبير، والاستفادة القصوى من الكرات الثابتة، وغيرها من الجمل التكتيكية، وهو عمل مدرب النادي وليس المنتخب. وبعيداً عن التاريخ الذي أنصف جوارديولا «نسبياً» حتى الآن، وسوف ينصفه بصورة مباشرة في المستقبل، فإن ملامح «البصمة الثالثة» تتشكل الآن، حيث يسعى منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي لتحقيق المفاجأة بالمنافسة على لقب مونديال روسيا 2018، صحيح أن الترشيحات لا تضع الإنجليز في الصدارة، فهناك منتخبات مثل ألمانيا والبرازيل وإسبانيا والأرجنتين وكذلك فرنسا تسبق إنجلترا في الترشيحات للفوز باللقب، إلا أن سقف الطموح الإنجليزي يرتفع إلى حدود لم يعرفها منذ مونديال 1966 الذي ظفر به المنتخب الإنجليزي. ... المزيد
مشاركة :