فيديو| الجاسوس يشعل حرب «طرد الدبلوماسيين» بين أوروبا وروسيا

  • 3/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مازالت هوة الخلاف تتسع بين أوروبا وروسيا، إثر تسميم عميل روسي مزدوج سابق في سالزبري بإنجلترا، واتهام بريطانيا لموسكو بالوقوف وراء الحادث، حيث أعلنت أكثر من 14 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس، بينما هددت روسيا بالرد بالمثل، فيما أشادت بريطانيا بموقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. انضمت الولايات المتحدة إلى حلفاء بريطانيا في أوروبا والعالم، الإثنين، بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس في خطوة غير مسبوقة، ردا على تسميم جاسوس روسي سابق بغاز أعصاب على الأراضي البريطانية. وأمرت 21 حكومة بطرد 113 دبلوماسيا، على الأقل، في إجراء اعتبر انتصارا للدبلوماسية البريطانية. وأمرت واشنطن بطرد 60  “جاسوسا روسيا”، في ضربة جديدة للعلاقات الأمريكية الروسية، بعد أقل من أسبوع من تهنئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين لفوزه في الانتخابات. كما أقدمت كل من كندا وأوكرانيا وألبانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي على طرد دبلوماسيين روس، ولكن بأعداد أقل، وبلغ عدد الدبلوماسيين الروس المطرودين 107. وردت موسكو منددة بـ”تصرف مستفز” يؤشر إلى “تصعيد في المواجهة يهدف الى زيادة الوضع خطورة”. وتوعدت بالرد. وكانت بريطانيا دعت حلفاءها للرد على تسميم العميل المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا، الذي اتهمت موسكو بالوقوف وراءه. ونفت روسيا أي علاقة لها بمحاولة الاغتيال، التي أدخلت سكريبال وابنته في حالة حرجة، في هجوم ربما يكون الأول من نوعه باستخدام غاز أعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، “نحن نأسف بشدة لهذه القرارات، السبب الذي تم تقديمه لنا هو ما يسمى بقضية سكريبال، لقد قلنا ونكرر مرة أخرى: روسيا لم يكن لها وليس لها أي علاقة بهذه القضية”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “تاس”. وحذر من الرد بالمثل على هذه الدول التي “تتملق السلطات البريطانية” من دون أن تفهم تماما ما حدث. غير أن مسؤولين غربيين أوضحوا في إعلانهم عن طرد الدبلوماسيين، أنهم يوافقون على الخلاصة التي توصلت إليها بريطانيا بأن الكرملين هو الوحيد الذي يمكن أن يكون وراء الاعتداء الذي وقع في الرابع من مارس /آذار في مدينة سالزبري في إنجلترا. وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، بأن واشنطن وحلفاءها يتصرفون “ردا على استخدام روسيا لسلاح كيميائي عسكري على أراضي المملكة المتحدة”. وتتناقض هذه اللهجة الحادة مع الكلمات الدافئة التي توجه بها ترامب إلى بوتين الأسبوع الماضي عندما قدم له التهنئة بالفوز في الانتخابات، على الرغم من نصائح مستشاريه بعدم الاتصال به.  وقالت ساندرز، إن “الولايات المتحدة مستعدة للتعاون لأجل إقامة علاقات أفضل مع روسيا، لكن هذا غير ممكن إلا إذا غيرت الحكومة الروسية سلوكها”. إغلاق قنصلية قال مسؤولون أمريكيون، إن 48 “مسؤول استخبارات” يعملون في البعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة سيطردون، إضافة إلى 12 يعملون في الأمم المتحدة في نيويورك. ورحبت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بهذه الخطوة، وقالت “هنا في نيويورك تستخدم روسيا الأمم المتحدة كملاذ آمن لنشاطات خطيرة داخل حدودنا”. ودان متحدثان باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية، إضافة إلى هايلي والسفير الأمريكي في موسكو جون هانتسمان، الهجوم الروسي المفترض. إلا أن ترامب نفسه لزم الصمت، علما أنه دائما ما يطلق التغريدات أو يعقد مؤتمرا صحفيا للإعلانات المهمة. وذكر مسؤولون في البيت الأبيض، أنه سيتم إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، بسبب قربها من قواعد غواصات أمريكية ومصنع تديره شركة بوينج العملاقة. وتمثل هذه أكبر عملية طرد جماعية لعملاء روس أو سوفيات في الولايات المتحدة، وتأتي بعد أن طرد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما 35 دبلوماسيا في 2016 بسبب مزاعم بتدخل موسكو في الانتخابات. وحذرت وزارة الخارجية الروسية بأن “هذه الخطوة غير الودية لن تمر دون أثر، وسنرد عليها”. وألمحت السفارة الروسية في واشنطن إلى ما يمكن أن يكون عليه هذا الرد. ففي تغريدة طلبت البعثة الروسية من متابعيها التصويت على أي قنصلية أمريكية يجب إغلاقها، مدرجة القنصليات في فلاديفوستوك وبطرسبرج ويكاتيرينبرج. من جانبها، دانت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا ما وصفته بأنه “مؤامرة التضامن ضد روسيا التي فرضها البريطانيون” على الدول الأوروبية، قائلة إن بريطانيا “تستغل عامل التضامن” الأوروبي وتسيء إلى علاقات هذه الدول مع دول أخرى. ودان السفير الروسي في الولايات المتحدة القرار، وصرح لموقع سبوتنيك نيوز الإخباري، بأن هذه الخطوة هي “ضربة خطيرة كما ونوعا لطاقم السفارة الروسية في واشنطن العاصمة”. ولم يتضح على الفور كم عدد الروس الذين يعملون في مختلف البعثات في الولايات المتحدة، إلا أنه في 2016 أمر بوتين الولايات المتحدة بخفض عدد موظفيها في موسكو إلى 455 لكي تكون الأعداد متساوية في البلدين. وقبل الإعلان عن إجراءات الطرد، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بريطانيا بـ”المحاولة الحثيثة لإجبار الحلفاء على اتخاذ خطوات مواجهة”. وأكدت كندا أنها ستطرد 4 دبلوماسيين من روسيا، بينما قالت أوكرانيا إنها ستطرد 13، وألبانيا دبلوماسيين اثنين، والنروج دبلوماسيين اثنين. وقامت 16 دولة في الاتحاد على الأقل بطرد دبلوماسيين. وسيغادر الدبلوماسيون المطرودون الدول التي هم فيها خلال أيام أو أسابيع. ورحبت بريطانيا بقرار حليفاتها، ووصفته بأنه نصر أخلاقي ودبلوماسي، بعد مخاوف تحدثت عن احتمال تفضيل بعض تلك الدول عدم إغضاب موسكو رغم الاستياء الدولي بشأن الاعتداء على سكريبال. رد استثنائي وقالت ماي أمام البرلمان، الإثنين، “معا بعثنا رسالة بأنا لن نتهاون مع محاولات روسيا المستمرة لانتهاك القانون الدولي وتقويض قيمنا”. وأضافت “بوصفها ديمقراطية أوروبية ذات سيادة، ستقف بريطانيا جنبا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي وحلف شملا الأطلسي لمواجهة هذه التهديدات معا”. وبعد أكثر من 3 أسابيع على الهجوم الذي تقول لندن، إنه تم تنفيذه بغاز أعصاب طورته روسيا بشكل حصري، لا يزال سكريبال وابنته في حالة حرجة. وقد تعرضت شرطية بريطانية لغاز الأعصاب عندما توجهت إلى موقع الحادث، إلا أنها عولجت وخرجت من المستشفى. وقال قاض بريطاني الأسبوع الماضي، إن عينات دم أخذت من الجاسوس السابق وابنته يمكن أن ترسل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء اختبارات عليها.

مشاركة :