خرج نحو 5400 مسلح ومدني من جنوب الغوطة الشرقية أمس الاثنين، في عملية إجلاء هي الأكبر في يوم واحد من المنطقة. وبموجب اتفاق رعته روسيا، يتعاقب خروج المسلحين وأسرهم من مدن الغوطة الشرقية باستثناء دوما، إذ لم تسفر المفاوضات بين قوات نظام الأسد ومسلحي «جيش الإسلام» عن أي اتفاق. فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بهيئة الأركان العامة في روسيا قوله إن مقاتلي المعارضة في جماعة جيش الإسلام بمدينة دوما السورية قرب العاصمة دمشق، أبدوا استعدادهم لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة. وأضافت الوكالة نقلا عن ستانيسلاف جادجيماجوميدوف: ان الجماعة على اتصال بضباط روس ضالعين في المفاوضات وان مسألة رحيلهم سيجري البت فيها على الأرجح في المستقبل القريب. وضمت القافلة عسكريين ومدنيين من مدن وبلدات عربين وزملكا وحزة وبلدة عين ترما وحي جوبر، شرقي دمشق. وخرج المهجرون إلى منطقة حماة عبر 77 حافلة، ومن ثم اتجهوا نحو قلعة المضيق ثم نحو محافظة إدلب في المخيمات الحدودية شمالي سوريا. وقالت مصادر ميدانية إن الوضع الإنساني للمدنيين في الحافلات صعب للغاية، حيث إن بعضها ينتظر 18 ساعة قبل الانطلاق، مشيرة إلى أنه «لا ماء ولا طعام في الحافلات». وتوقعت المصادر وصول الحافلات للمخيمات في محافظة إدلب قرب الحدود السورية التركية. والاتفاق الذي توصل له نظام الأسد وروسيا، مع فصيل «فيلق الرحمن» تضمن البدء بإخراج الجرحى والمرضى إلى خارج الغوطة عن طريق الهلال الأحمر، وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء، وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة أو الخروج إلى الشمال السوري. كما يتضمن الاتفاق اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية، والتسهيل الفوري لدخول قوافل الإغاثة إلى المنطقة. ويشير الاتفاق إلى الخروج الآمن بإشراف ومرافقة الشرطة العسكرية الروسية حصرا، لمن يرغب من الفصائل مع عائلاتهم بأسلحتهم الخفيفة، إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، وضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه.
مشاركة :