نظمت مكتبة جامعة قطر ندوة بعنوان "كيفية التحقق من الأخبار المضللة في شبكات وسائل التواصل الاجتماعي"، وذلك بمشاركة كُلٍ من: الدكتور جمال الرزن والدكتور ليون برخو من قسم الإعلام، والدكتور محمد الراجي، باحث بمركز الجزيرة للدراسات، والدكتور حسين غلوم من قسم المكتبات وعلم المعلومات بالهيئة العامة للتعليم لتطبيقي بالكويت. أدار الجلسة الأستاذ الدكتور محمد قيراط، أستاذ الاتصال الاستراتيجي بقسم الإعلام. وهدفت الندوة مناقشة عدد من الإشكاليات المتعلقة بالتحقق من صحّة الأخبار الواردة في منصات التواصل الاجتماعي، والتعرُّف على الحلول لكشف الأخبار المزيفة وكيفية محاربتها في وقتٍ أصبح فيه الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ الوسيلة الأساسية للوصول إلى المعلومات. وسلّطت الندوة الضوء على المحاور التالية: الإعلام بين الماضي والحاضر، التغيّرات وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على وسائل الإعلام التقليدية، كيفية تفسير الأخبار الكاذبة، محاربة الإشاعات الإلكترونية والأخبار المضللة، تأثير الأخبار المزيّفَة وطريقة كشفها. وفي كلمتها الافتتاحية، قالت الأستاذة سامية الشيبة مدير مكتبة جامعة قطر: "جميعُنا يعلم أنَّ الحصار الجائر على دولة قطر بدأ بنشر أخبار مزيفة عبر وسائل الإعلام وكانت لوسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك وسناب شات وغيرها من البرامج دورٌ كبير في سرعة انتشار هذه الاخبار، ولذلك أصبح تأثير مثل هذه الوسائل أبلغ الأثر في تحديد قرارات ربما تكون مصيرية وأخرى ربما تلعب دورًا في اقتصاد بلد بأكمله أو تساهم بتحديد رئيس منتخب لدولة كما هو الوضع بالولايات المتحدة الأمريكية. وبحمد الله وبفضل التوعية الحاصلة في بلدنا ومن خلال التعليم استطاعت دولة قطر التصدي لمثل هذه الأخبار المزيفة". وأضافت: "إنَّهُ لما للمكتبة من دورٍ أساسيٍ في توجيه المستفيدين للمعلومات والمصادر الموثوقة وتوعية الباحثين في التفكير النقدي؛ فقد قام الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات بتصميم إنفوجرافيك بعنوان "كيف تكشف الأخبار المزيفة" والذي يتضمّن ثماني أهم طرق يمكن اتباعها لكشف الاخبار المضللة ومنها: البحث عن مصدر المعلومة ومعرفة الموقع الناشر، القراءة أكثر والتعرف على القصة كاملة، معرفة المؤلف والكاتب لهذه المعلومة وهل هو محل ثقة؟، النظر في المراجع الإضافية والتأكد من أن المعلومات الموجودة تدعم الخبر، التأكد من تاريخ الخبر، في حال كانت المعلومات غريبة فهي ربما تكون ساخرة ولذلك يجب التأكد من نوع الموقع والكاتب وهل المعلومة عبارة عن دعابة؟، كذلك عدم الانحياز عند قراءة المعلومة والتأكد من أن معتقداتك لا تؤثر على حكمك، اسأل الخبراء وأخصائي المكتبات أو ارجع للمواقع التي تعرض الحقائق والمعلومات الموثوقة". وتابعت: "إننا حريصون في مكتبة جامعة قطر وبالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة؛ تقديم المزيد من التوعية في هذا الموضوع ضمن حصص التوعية المعلوماتية التي تقدمها المكتبة بشكلٍ دائم ومستمر للطلبة، كما أنَّ المكتبة قامت بإنشاء قاعدة بيانات باسم "حصار قطر" تشمل على غالبية الأعمال المنشورة لمنتسبي الجامعة عن الأزمة الخليجية والحصار، حيثُ تسعى المكتبة بشكلٍ دائم ومستمر نحو تزويد المستفيدين بالمصادر المتعلقة بذات الموضوع سواء بالصيغة الالكترونية أو المطبوعة". وفي تصريحٍ لهُ، قال الدكتور جمال الرزن: "تعتبر الأخبار الكاذبة أو المزيّفة قديمة قدم الإنسانية، فمن الإشاعة التي لا تتصل مباشرة بوسائل الإعلام إلى الأخبار الكاذبة التي التصقت بوسائل الإعلام وتحديدًا شبكات التواصل الاجتماعي؛ كانت سيرورة النشر في علاقتها بقضايا الشأن العام". وأضاف: "لقد كانت الإشاعة تتميز بكونها لا تنشر وأنها تحيا أكثر في الوسط الذي نشأت فيه: قطاع الأعمال، السياسة، المال، وعامة الناس. كما كان دور وسائل الإعلام التقليدية هو التصدِّي إلى الإشاعة فمن بإمكانه التصدي للأخبار الزائفة اليوم يا ترى؟ ومع بروز شبكات الإعلام الاجتماعي أصبحت الأخبار الكاذبة سهلة التسرُّب بحُكم تضاعف عملية النشر التي تعود إلى حرية النشر والتعبير وذلك بفضل تملك وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدًا الهواتف الذكية من قبل عامة الناس في حين كانت وسائل الإعلام التقليدية تخضع إلى تدخل الصحفي بوصفه حارس بوابة. إن الأخبار الكاذب تنتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي أكثر من الأخبار الصحيحة وتحديدًا من قبل مستخدمي شبكة الإنترنت". وبدوره أك\ الدكتور ليون برخو: "نواجه عالمًا مليئًا بالأخبار المضللة والمزيفة، والظاهرة لا تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها ظاهرة أخذت تكتسح الإعلام التقليدي والرئيسي، والسبب في هذا يكمن في أن الإعلام الرئيسي منح قيادة دفة جمع المعلومات – وهي من أهم مراحل الكتابة الصحافية الرزينة والمهنية والنزيهة – إلى النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي. إنَّ الأكاذيب والمعلومات المزيفة والمضللة رافقت البشرية منذ نشأتها. وما نحتاجه اليوم هو مجموعة أدوات ومناهج تدريس تحتوي على النظريات والفرضيات تساعدنا في كشف الزيف والكذب في عالم الأخبار والمعلومات". وأوضح برخو: "إنَّهُ أمام وضعٍ كهذا، صار أمر وضع أُطُر نظرية وفرضيات جرى التحقق منها تجريبيًا من الأهمية بمكان كي يكون بمستطاع الناس استخدامها لقياس مدى مصداقية وصحة المعلومات والأخبار". وبيّن الدكتور حسين غلوم: "إنَّ الإشاعة الإلكترونية تعتبر خبرًا او معلومة تنتشر بشكل سريع جدًا عبر الوسائل الإلكترونية المختلفة دون التحقق من صحتها ولا من مصدرها، ويوجد مصدرين معلوماتيين للخبر، منها المصادر الموثوقة وتتضمن المواقع الرسمية الموثوقة لدولة والصحف الإلكترونية الرسمية، أما المصادر غير الموثوقة فتتضمن مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والقروبات على الإنترنت". وأضاف الدكتور حسين: "إنَّهُ توجد الكثير من الطرق لمكافحة الإشاعات الإلكترونية، منها: تشكيل إدارة خاصة تحت إشراف الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات تسمى "بإدارة مكافحة الإشاعة" يكونُ لديها أرشيف خاص بالصور والوثائق والأخبار التي تتعلق بجميع وزارات الدولة الرسمية ومؤسساتها، بالإضافة إلى تصميم تطبيق إلكتروني يطلق عليه "مكافحة الإشاعة الإلكترونية" يكون تحت إشراف الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات ويربط جميع وزارات الدولة بأرشيف ضخم لكل الصور والوثائق والأخبار". الجدير بالذكر أنّ ندوة "كيفية التحقق من الأخبار المضللة في شبكات وسائل التواصل الاجتماعي" تأتي ضمن سلسلة الفعاليات والمبادرات التي بدأتها جامعة قطر في إطار حرصها على ضمان التفاعل العلمي والأكاديمي مع الأحداث الحاصلة في ظل الأزمة الخليجية وتسعى من خلالها إلى تحليل ودراسة الحصار الجائر وغير الشرعي المفروض على دولة قطر. ;
مشاركة :