41 طفلا بين ضحايا حريق المركز التجاري في سيبيريا وبوتين يندد بـ«إهمال إجرامي»

  • 3/27/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء في سيبيريا المركز التجاري الذي شهد حريقا أودى بما لا يقل عن 64 شخصا بينهم 41 طفلا، منددا بـ «إهمال إجرامي»، وسط تصاعد مشاعر الغضب في روسيا. وأعلن الكرملين بعد يومين تقريبا من المأساة وإثر انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي لتأخره، عن يوم حداد في البلاد الأربعاء مع تزايد الأسئلة حول رد فعل بوتين على الحريق الذي يقتل فيه أكبر عدد من الضحايا خلال القرن الماضي في روسيا. وتم فتح تحقيق جنائي واعتقل خمسة أشخاص على خلفية الحريق الذي اشتعل في مركز تجاري مكتظ في مدينة كيميروفو الصناعية غرب سيبيريا بعد ظهر الأحد. وقال محققون، إن الضحايا احترقوا أحياء أو اختنقوا وكذلك عشرات الحيوانات، نتيجة الدخان لأن مخارج الطوارئ كانت مغلقة خاصة في قاعات السينما التي كانت مكتظة بأطفال يشاهدون أفلام الرسوم المتحركة. وذكرت وكالة «ريا نوفوستي» نقلا عن مصدر في أجهزة الطوارئ في المنطقة، أن من بين القتلى 41 طفلا. وزار بوتين مكاناً أقيم لتكريم الضحايا امتلأ بالألعاب والزهور والبالونات بالقرب من واجهة المركز التجاري، وقال للمسؤولين، إنه يشعر بـ«رغبة في النحيب» على الضحايا. وقال بعد أن وضع إكليلا من الزهور، «ما الذي يحدث هنا؟ هذه ليست عداوات مسلحة. هذا ليس انبعاث غير متوقع لغاز الميثان من منجم. جاء الناس والأطفال للترفيه عن أنفسهم». وأضاف، «لماذا نفقد هذا العدد من الناس بسبب إهمال إجرامي أو التراخي». وأضاف، «أول شعور ينتاب المرء عندما يتحدثون عن عدد الضحايا وعدد الأطفال الذين قتلوا هو الرغبة في النحيب وليس مجرد البكاء».«قولوا لأمي أنني أحبها» نشرت الصحف الروسية قصصاً تدمي القلوب عن اللحظات الأولى التي عاشها الأطفال واتصالاتهم بذويهم وأقاربهم بعدأان انفصلوا عنهم في الحريق الذي انتشر بسرعة. ونقلت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا»، عن امرأة قولها، إن إبنة أختها قالت، «قولي لأمي أنني أحبها». قال إيغور فوستريكوف الذي فقد زوجته وشقيقته وثلاثة أطفال (2 و5 و7 سنوات)، إن عائلته قتلت في إحدى قاعات السينما التي أقفلت أبوابها من الخارج. ونقلت عنه الصحيفة قوله، «لم يأت أحد لإنقاذهم. كان يمكن أن يعيشوا». وقال ألكسندر باستريكين رئيس لجنة التحقيقات الروسية، إن بائعي تذاكر السينما وغيره من الموظفين فروا من المكان وتركوا رواد السينما داخل القاعات المغلقة الأبواب. وقال لبوتين، إن «الموظفين الذين كان يفترض أن يكونوا مسؤولين عن السلامة وتنظيم عمليات الإخلاء كانوا أول من يفر من المكان». وقال مسؤولون، إن درجات الحرارة في الحريق وصلت إلى 600 درجة مئوية، وبعض الجثث احترقت لدرجة أصبح من المستحيل التعرف عليها. وأضاف، أنه يجب إجراء تحليلات وراثية للتعرف على 37 جثة. وانتقد البعض عدم إعلان الكرملين يوم حداد وطني خلال اليومين السابقين، وقالوا، إن قنوات التلفزيون لم توقف البرامج الترفيهية وبرامجها المعتادة بالسرعة الكافية. وشكك آخرون في تعداد القتلى الرسمي، إلا أن مسؤولين قالوا، إن العدد نهائي، ودعوا الروس إلى عدم الوثوق في التقارير غير المؤكدة التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.«غرف غاز» وقال بوتين أثناء لقائه مع عدد من السكان المحليين الحزانى، إن نحو 100 محقق يعملون في الموقع، ووعدهم بأنه سيتم الوصول إلى أسباب ما حدث. وقال أحد الشباب لبوتين، إنه غاضب جدا لأن الأبواب في المركز التجاري كانت مغلقة، وهو ما حول المكان إلى «غرف غاز». وأضاف، «الناس اختنقوا». وقال بوتين، إن المركز لم يخضع لأية عمليات تفتيش خلال العامين الماضيين، وإنه خالف العديد من قواعد السلامة. ووعد بأن يكون التحقيق «شفافا». وأضاف، أن مئات المراكز التجارية في أنحاء البلاد تعاني من نفس المشاكل. كما زار بوتين عددا من الجرحى في مستشفى محلي، ومن بينهم إيفان زافارفين (18 عاما)، الذي نجا بالقفز من الطابق الرابع أثناء الحريق. وقال لبوتين، إن «العديد لم يصدقوا ما يحدث ولم يحسبوه بهذه الخطورة خلال الدقائق الأولى، واعتقدوا أنه تمرين». وأعلنت منطقة كيميروفو الحداد لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الثلاثاء. ويتوقع أن تضاء الشموع مساء الثلاثاء في موسكو وسانت بطرسبرغ وعدد من المدن الأخرى تضامنا. وكان المركز يضم كذلك حديقة للحيوانات الأليفة نفقت كذلك في الحريق. وشيد المركز في البداية في 1969، إلا أنه تم تجديده عدة مرات، وكان في الماضي يضم مصنعا. وطلب المحققون من الأطفال والبالغين الذين كانوا في منطقة لعب الأطفال في المركز الإدلاء بشهاداتهم للمساعدة على معرفة سبب الحريق.

مشاركة :