كشف أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد أن عناصر «جبهة النصرة» المتواجدين في مخيم اليرموك جنوب دمشق، أبدوا استعدادهم لمغادرة المخيم باتجاه الشمال مع المسلحين الذين يغادرون حالياً غوطة دمشق الشرقية.وقال عبد المجيد لـ«الراي» إن «المعلومات المتوافرة لدينا تشير إلى أنه وبعد الانتهاء من الغوطة خلال أسبوع أو عشرة أيام سيأتي دور منطقة جنوب دمشق التي تضم الحجر الأسود واليرموك والقدم والتضامن وببيلا وبيت سحم ويلدا، وستضع الدولة المسلحين، في هذه المدن والبلدان، أمام خيار وحيد واضح فإما أن يوافقوا على تسويات شبيهة بتسويات الغوطة وإما سيواجهون عملاً عسكرياً بهدف إخلاء المنطقة من السلاح والمسلحين».وأشار إلى استمرار النقاشات بين الفصائل الفلسطينية والجهات المعنية في الدولة السورية، «من أجل الإسراع في إنهاء الوضع الشاذ في جنوب دمشق»، وبشأن «الترتيبات الجارية من قبل لجان المصالحة والجهات المعنية لانسحاب وترحيل عناصر (جبهة النصرة)، وبحث وضع مسلحي تنظيم (داعش) المتواجدين جنوب مخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود الملاصقة للمخيم جنوباً».ولفت إلى أنه لم يتم بعد تحديد توقيت لانسحاب عناصر «النصرة» من اليرموك، مشيراً إلى أن عددهم يصل إلى 160 إضافة إلى 300 من عائلاتهم.وأضاف: «هم جاهزون للانسحاب لكنهم ينتظرون موافقة الدولة والتوقيت، وطلبوا الانسحاب مع جماعاتهم في الغوطة، ونحن نتابع الأمر ميدانياً ومع لجان المصالحة». وفي ما يتعلق بـ«داعش»، أكد عبد المجيد وجود خلافات داخل التنظيم «بين من يوافقون على الانسحاب أو على التسوية والمصالحة والبقاء في المنطقة من جهة، وبين المتعنتين الذين ارتكبوا مجزرة في القدم بعد الهجوم الذي نفذوه إثر انسحاب مسلحي المعارضة منه وانتشار الجيش السوري في مناطقهم من جهة ثانية».وقال المسؤول الفلسطيني: «إن المناطق التي سيخرج منها مسلحو (النصرة) تقع في وسط المخيم بمحيط ساحة الريجة وهؤلاء محاصرون من الفصائل الفلسطينية من الناحية الشمالية ومن تنظيم (داعش) من الناحية الجنوبية»، مشيرا إلى أن الجيش السوري هو من سينتشر في مناطق «النصرة» مع تواصل التنسيق بينه وبين الفصائل الفلسطينية.ورجح أن يتم تأخير خروج «النصرة» من المخيم إلى حين الانتهاء من ملف الغوطة، «أي سيتم إخلاؤهم مع آخر مرحلة في الغوطة، ثم يأتي الدور على (داعش) في اليرموك والحجر الأسود، لأن الجيش السوري لا يريد الآن فتح جبهات كبيرة أخرى في محيط العاصمة».في موازاة ذلك (وكالات)، هدّدت دمشق وموسكو بشن عملية عسكرية ضد مدينة دوما، آخر جيوب الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، ما لم يوافق «جيش الإسلام» على الخروج منها.وفيما أفادت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للنظام عن استعدادات الجيش لبدء عملية «ضخمة» ضد دوما، قال مصدر مطلع على المفاوضات لوكالة «فرانس برس»، أمس، إنه «في آخر اجتماع لهم الاثنين (الماضي)، خيّر الروس (جيش الإسلام) بين الاستسلام أو الهجوم»، وجرى منح الفصيل المعارض مهلة أيام قليلة للرد.وأوضح مصدر ثان معارض أن «الروس لا يريدون اتفاقاً مختلفاً في دوما عن (الاتفاقات التي تم التوصل إليها في) سائر مناطق الغوطة»، مشيراً إلى أن «جيش الاسلام في المقابل يريد البقاء» عبر تحوله الى «قوة محلية»، وألا يتهجر أحد من أهل المدينة.وبعد خمسة أسابيع على هجوم عنيف بدأته قوات النظام وقسمت خلاله الغوطة الشرقية إلى ثلاث جيوب منفصلة بينها دوما، توصلت روسيا تباعاً مع فصيلي «حركة أحرار الشام» في مدينة حرستا ثم «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية، الى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء آلاف المقاتلين والمدنيين الى منطقة إدلب (شمال غرب). ومنذ السبت الماضي، جرى إجلاء أكثر من 17 ألفاً من المقاتلين والمدنيين من الغوطة الشرقية إلى ادلب، ولا تزال العملية مستمرة من البلدات الجنوبية.وقال مصدر عسكري سوري أمس إن «جميع القوات العاملة في الغوطة الشرقية تستعد لبدء عملية عسكرية ضخمة في دوما»، ما لم يوافق «جيش الاسلام» على تسليم المدينة ومغادرتها.وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن قوات النظام تنتشر في محيط دوما «من أجل الضغط على مفاوضي جيش الإسلام»، مشيراً إلى أن «الأكثر تشدداً» في الفصيل المعارض يريدون «القتال حتى النهاية».وكانت المفاوضات تتركز أساساً على تحويل دوما إلى منطقة «مصالحة» يبقى فيها «جيش الإسلام» وتعود إليها مؤسسات الدولة من دون دخول قوات النظام، ويتم الاكتفاء بنشر شرطة عسكرية روسية، لكن يبدو أن مسار التفاوض تغيّر مع تضييق الخناق على فصائل المعارضة. وبعد ظهر أمس، وصلت أكبر قافلة مقاتلين ومدنيين من الغوطة الشرقية إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال البلاد، بعد رحلة شاقة استغرقت ساعات طويلة على خطى قوافل سبقتها وأخرى ستليها.وبعد رحلة طويلة استمرت نحو عشر ساعات منذ فجر أمس، وصلت بعد الظهر قافلة من مئة حافلة تقل 6749 شخصاً، ربعهم من المقاتلين، إلى مناطق سيطرة الفصائل في قلعة المضيق بريف حماة الشمالي قبل نقلهم لاحقاً إلى ادلب.ورجح الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان أن يصل عدد الأشخاص الذين سيخرجون من المناطق الجنوبية، إلى نحو 30 ألفاً، فيما كان خرج من مدينة حرستا أكثر من 4500 شخص من مقاتلي «أحرار الشام» وأفراد من عائلاتهم ومدنيين آخرين.من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مسلحي «فيلق الرحمن» أفرجوا عن 26 عسكرياً سورياً كانوا محتجزين لديهم.وتشرف روسيا مباشرة على تنفيذ عملية الاجلاء، إذ ينتشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية عند ممرات الخروج، يسجلون الأسماء، ويشرفون على تفتيش الركاب ويرافقونهم في رحلتهم الطويلة إلى الشمال. المعلم يشيد بالدعم العُماني لدمشق مسقط - أ ف ب، كونا - أثنى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، على دعم سلطنة عُمان لدمشق منذ اندلاع النزاع السوري قبل 7 سنوات.وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن المعلم، الذي بدأ أول من أمس زيارة تستغرق أياماً إلى مسقط، أشاد بـ«المواقف الثابتة للسلطنة الداعمة لسورية في مختلف المحافل العربية والدولية».وتحدث أيضاً عن وجود تعاون ثنائي بين البلدين، معلناً أنه «سيتم قريباً انطلاق خطة إعمار سورية بعد اقتراب الأزمة من نهايتها».وفي مقابلة مع التلفزيون العماني، قال المعلم «لم يكن بيننا مواضيع خلافية، دائماً نحن في حوار شقيق لشقيقه... يكفينا أن السلطنة استمرت على نهج ثابت في دعم الشعب السوري».في السياق، أجرى نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي العماني أسعد آل سعيد محادثات مع وزير المعلم حول «أوجه التعاون المشترك بين البلدين في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك».وحضر اللقاء الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي.وهذه ثاني زيارة معلنة للمعلم الى السلطنة منذ اندلاع النزاع في سورية في العام 2011، بعد زيارة مماثلة في العام 2015. وسلطنة عمان هي الدولة الخليجية الوحيدة التي أُعلن عن زيارة المعلم لها منذ بداية الحرب، كما أنها الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي ما تزال تحتفظ بعلاقتها الديبلوماسية مع دمشق وسفارتها مفتوحة فيها.
مشاركة :