مشروع «براكة» النووي السلمي يدعم النمو الاقتصادي

  • 3/28/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: عدنان نجم أسهم مشروع «محطات براكة للطاقة النووية السلمية» بشكل ملحوظ في دعم النمو الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ عبر توفير طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة لشبكة الكهرباء في الدولة، إضافة إلى منح الشركات الوطنية عقوداً بقيمة 13 مليار درهم كان لها دور مهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي.وقد عمل البرنامج النووي السلمي الإماراتي على تطوير وتأهيل جيل جديد من القادة الإماراتيين لقطاع الطاقة النووية، الذين سيساهمون في مسيرة التنويع الاقتصادي في الدولة.بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة الأولى عام 2012، ووصلت نسبة الإنجاز الكلية للمحطات الأربع إلى أكثر من 86 في المئة؛ حيث جرى إنجاز المحطة الأولى، بينما وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الثانية إلى 92%، والمحطة الثالثة إلى 81%، والرابعة إلى 66% في حين تبلغ نسبة الإنجاز الكلية للمشروع 86%.وتركز المؤسسة جهودها على الانتقال إلى المرحلة التشغيلية للمحطة النووية الأولى مع مواصلة الالتزام بتطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمان،وسيوفر المشروع بعد تشغيل المحطات الأربع نحو ربع احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية، وستحد «محطات براكة للطاقة النووية»، فور تشغيلها، من انبعاث 21 مليون طن من الغازات الكربونية سنوياً.وتأسست «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» عام 2009، وتمثل مختلف مناحي البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل المؤسسة على توفير طاقة نووية آمنة ومستدامة وصديقة للبيئة يمكن الاعتماد عليها؛ لدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تضع على عاتقها عناصر السلامة والأمان ونشر ثقافتها على رأس سلم أولوياتها، بما يحقق أعلى درجات السلامة للمجتمع وجميع العاملين في المؤسسة والبيئة المحيطة.ويعد اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع «محطات براكة للطاقة النووية» لحظة تاريخية في مسيرة التقدم لدولة الإمارات؛ حيث إن الدولة مع اكتمال هذه المحطة قد انضمت إلى نخبة من البلدان، التي تمكنت من إنجاز مشروع متطور بهذا المستوى وفق أعلى معايير السلامة والجودة، هذا الإنجاز هو شهادة على الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة علاوة على أنه يعد دليلاً على متانة علاقة الشراكة بين «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» والشركة الكورية للطاقة الكهربائية. وقال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي ل«مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» في تصريح ل«الخليج»، إن اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى في مشروع «محطات براكة للطاقة النووية السلمية»، إنجاز تاريخي تحقق بفضل دعم القيادة الرشيدة وتوجيهاتها السديدة بتطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والشفافية، ما يجعل البرنامج نموذجاً يحتذى به من قبل كافة المشاريع النووية السلمية الجديدة على مستوى العالم.ونوّه الحمادي إلى الجهود الدؤوبة للكوادر الإماراتية، ومساهماتهم الكبيرة في هذا الإنجاز، الذين عملوا بروح الفريق الواحد مع كافة الشركاء، ومن ضمنهم الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، شريك المؤسسة في «الائتلاف المشترك». وأضاف الحمادي: «فخورون بهذا التعاون، الذي سينعكس بشكل إيجابي على إنجاز المحطات الثلاث الأخرى في المشروع؛ إذ إن اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى طبقاً لأعلى معايير الجودة والسلامة العالمية سيضع معايير متطورة لإنجاز المحطات الثلاث المتبقية، وأيضاً لكافة مشاريع الطاقة النووية المستقبلية في المنطقة».وختم الرئيس التنفيذي ل«مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» بالقول: «كل الجهود الآن ستتركز في مرحلة الاختبارات الشاملة، التي ستخضع لها المحطة الأولى؛ بهدف التأكد من جاهزيتها للمرحلة التشغيلية بشكل مستدام، وطبقاً لأعلى المعايير العالمية». إنجاز تاريخي وقد أوضحت «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية»، أنه مع تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي فإن مرحلة الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى قد اكتملت، وستتركز الجهود الآن على مرحلة التحضيرات والاستعدادات التشغيلية؛ بهدف الحصول على رخصة تشغيل المحطة من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.وأضافت المؤسسة، أنه بالتزامن مع «برنامج الاختبارات الأولية، تعكف كل من المؤسسة و«كيبكو» و«نواة» على إجراء اختبارات شاملة؛ استعداداً للمرحلة التشغيلية؛ بهدف ضمان اكتساب فرق العمل في المحطة الكفاءات والمهارات الدقيقة المطلوبة.ووفقاً للقانون النووي لدولة الإمارات العربية المتحدة يخضع تطوير وتشغيل «محطات الطاقة النووية السلمية» في براكة للوائح الهيئة الاتحادية للرقابة النووية؛ وهي الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات.وكانت المحطة النووية الأولى في براكة قد اجتازت العديد من الاختبارات المتخصصة لأنظمتها بنجاح؛ مثل: اختبار التوازن المائي البارد، واختبار الأداء الحراري؛ وذلك في إطار المرحلة الأولى من سلسلة الاختبارات الشاملة، التي تدعى ب«برنامج الاختبارات الأولية»، التي تهدف إلى ضمان تطوير المحطة الأولى في «مشروع براكة» وفق أعلى المعايير العالمية في الجودة والسلامة والحفاظ على هذا المستوى العالي من الأداء لعقود قادمة.وبالتزامن مع الإجراءات المذكورة، فإن «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» تواصل الإشراف على عملية تطوير المحطات الثلاث الأخرى، وتطبيق الخبرات والدروس المستفادة من العمل على المحطة الأولى؛ لتتمكن من إنجاز أعمال البناء بمدة أقصر.ويعد مشروع «محطات براكة للطاقة النووية السلمية» أكبر مشروع جديد من نوعه للطاقة النووية السلمية في العالم، الذي يشهد تطوير أربع محطات متطابقة في آن واحد تضم كل واحدة منها مفاعلاً من طراز «PR-1400» المتقدم؛ حيث بدأ تطوير المشروع عام 2012، وشهد تقدماً متواصلاً منذ ذلك الحين. ملتزمون بالاستدامة وقد حققت «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» في الآونة الأخيرة إنجازاً جديداً تمثل بحصولها على شهادة «ملتزمون بالاستدامة»، التي تمنحها المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة، ويتضمن تقييم الاستدامة، الذي تجريه المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة عدداً من المحاور الرئيسية؛ كالإدارة والموظفين والبيئة والمجتمع. ويؤكد حصول المؤسسة على هذه الشهادة مدى التزامها بتطوير عملياتها خلال كافة مراحل «مشروع براكة» وفق أعلى معايير الأمان والاستدامة المتبعة عالمياً. إنجازات أعلنت «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» في شهر يناير/كانون الثاني الماضي عن تحقيق حزمة من الإنجازات المهمة ضمن مراحل تطوير مشروع «محطات براكة للطاقة النووية السلمية» في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، التي تتواصل بثبات ونجاح؛ وذللك بتشغيل «محولات الطاقة الرئيسية»، و«محولات الطاقة الاحتياطية» ضمن مرافق المحطة الثانية في المشروع.وأشارت المؤسسة إلى أن هذه الإنجازات المتتالية تؤكد استدامة عمليات التطوير القائمة في مشروع «محطات براكة للطاقة النووية السلمية» وفق أعلى معايير السلامة والجودة؛ حيث يعد تشغيل محولات الطاقة الرئيسية والاحتياطية في المحطة الثانية مؤشراً لاستعداد المحطة لإنجاز اختبار الأداء الحراري.وقد حققت «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» وشركة «كيبكو» سلسلة من الإنجازات المهمة في «محطات براكة الأربع» لعام 2017؛ حيث تم تركيب البطانة الداخلية واستكمال صب الخرسانة لقبة المفاعل في المحطة الثالثة إلى جانب تركيب أنابيب أنظمة التبريد وربط حاوية المفاعل بمضخات التبريد ومولد البخار، والانتهاء من تثبيت حلقات البطانة المعدنية الداخلية لمبنى المحطة الرابعة، بينما تسير الاختبارات والاستعدادات للمرحلة التشغيلية بشكل ثابت وآمن في المحطتين الأولى والثانية. احتفاء بالخريجين احتفت «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» مؤخراً بتخريج 23 مهندساً إماراتياً بينهم 5 مهندسات، استكملوا بنجاح برنامجاً تدريبياً متخصصاً في تصميم الوقود النووي، على يد نخبة من الخبراء العالميين في هذا المجال.ونجح البرنامج التدريبي، الذي يعقد بالشراكة مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)-شريك المؤسسة في «الائتلاف المشترك»، الذي استمر لمدة ثلاثة أعوام، في تحقيق أهدافه الرامية إلى إتاحة المجال للكوادر الإماراتية الشابة؛ لاكتساب المهارات الأساسية، التي تمكنهم من أن يصبحوا خبراء في مجالات الوقود النووي في المستقبل القريب.وتم إطلاق برنامج المنح الدراسية «رواد الطاقة»، في عام 2009؛ بهدف إعداد الكوادر البشرية الإماراتية الخاصة بقطاع الطاقة النووية السلمية. ويسعى البرنامج لتزويد الطلاب ببرامج تدريبية متقدمة تشمل المعايير الدولية المعتمدة على يد نخبة من الخبراء في هذا القطاع؛ حيث بلغ عدد خريجي البرنامج من مواطني الدولة حتى الآن نحو 450 خريجاً، إضافة إلى 289 طالباً آخرين ضمن البرنامج حالياً. منتديات مجتمعية حرصت «مؤسسة الإمارات للطاقة النووية» طوال السنوات الماضية على تنظيم عدد من المنتديات المجتمعية في الدولة؛ وذلك بحضور آلاف من المواطنين والمقيمين والطلاب والأطراف المعنية في إمارة أبوظبي.وتأتي هذه المنتديات لتواصل تسليط الضوء على أهمية الطاقة النووية؛ باعتبارها مصدراً آمناً وموثوقاً وفاعلاً لإنتاج الكهرباء.وتوضح المؤسسة أن الطاقة النووية السلمية توفر أكثر من 11% من احتياجات العالم من الطاقة الكهربائية، ودون أي انبعاثات كربونية تقريباً؛ حيث يعمل حالياً نحو 448 محطة للطاقة النووية في 30 دولة، إضافة إلى 58 محطة قيد الإنشاء.وقد حرص المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة الإمارات للطاقة النووية»، إلى جانب عدد من موظفي الإدارة العليا والمهندسين العاملين بالمؤسسة على تقديم شرح مفصل للحضور، واستعراض آخر مستجدات مشروع «محطات براكة للطاقة النووية» والتصورات المستقبلية للمشروع النووي السلمي الإماراتي. وحرص المهندسون في المؤسسة على تصحيح المفاهيم غير الدقيقة والشائعة بشأن جوانب مختلفة من الطاقة النووية، وقدموا عدداً من الحقائق العلمية حول الإشعاع وانتشاره في الطبيعة. كما أجرى المهندسون مقارنة للطاقة النووية مع مصادر أخرى؛ مثل: الغاز والفحم والطاقة الشمسية، وشرحوا للحضور أسباب اختيار الطاقة النووية من قبل حكومة الدولة لتكون من بين المصادر الأساسية لتوفير الكهرباء من ناحية، والمساهمة في دعم خطط الدولة لخفض الانبعاثات الكربونية من ناحية أخرى؛ حيث سلطوا الضوء على المعاهدات والاتفاقات الدولية، التي تم توقيعها، التي تتماشى مع أعلى المعايير الدولية في ما يتعلق بالأمن والسلامة. الوزاري الدولي للطاقة النووية استضافت العاصمة أبوظبي فعاليات «المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في القرن الـ21»، الذي نظمته «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بالتعاون مع «وكالة الطاقة النووية» التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وتحت رعاية وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية، في شهر أكتوبر/‏تشرين الأول من العام الماضي؛ حيث أكد المشاركون على دور الطاقة النووية في دفع النمو الاقتصادي العالمي، ودعم التنمية المستدامة، وتلبية الطلب العالمي على الطاقة.وقد شارك في المؤتمر خبراء رواد قطاع الطاقة النووية السلمية من مختلف دول العالم؛ حيث بحثوا أحدث توجهات القطاع، إضافة إلى اقتراح وتقديم استراتيجيات جديدة؛ لمواجهة التحديات، التي تواجهها الأطراف المعنية حول العالم.وشهد المؤتمر الإعلان عن تأسيس مركز للتعاون مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث» في أبوظبي؛ وذلك بموجب اتفاقية تعاون تمتد لأربعة أعوام في مجال الطاقة النووية السلمية، وتنمية القدرات البشرية؛ إذ ستدعم الجامعة من خلال المركز أنشطة الوكالة في تعزيز قدرات الدول الأعضاء في تطوير البنية التحتية الضرورية؛ لدعم مشاريع وبرامج الطاقة النووية السلمية، إضافة إلى تطوير الكفاءات الضرورية؛ لتطوير هذه البنية التحتية.

مشاركة :