هل تستطيع الدوحة التخلي عن دعم الإرهاب؟

  • 3/28/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مشكلة حكومة قطر أنها إلى الآن تبحث عن الحلول في المكان الخطأ، إضافة إلى أنها تتظاهر بأنها لا تبحث عن شيء، وكأنها من فرط مكابرتها تقول أنا أعبث فقط، وهي على كل حال ستواصل بحثها في الأماكن التي لا تفيد، وعندما تنتهي من كل ذلك لن يبق لها إلا المكان الصحيح وستعود إليه راغمة، هي تعلم يقيناً أن مكافحة الإرهاب لا تتم في المزيد من دعم الإرهاب، كما تعلم أن الحل في الرياض وليس في الفضاء على تردد عربسات أو هوت بيرد، الآن قاربت على تجريب كل أدواتها، وأحرقت كل أوراقها، بما فيها قناة الجزيرة التي تُصر الدوحة على أنها ذراعها الأقوى، ولنعتبر –جدلاً– أن ذلك صحيح، فإن هذه الذراع القوية تفرغت لمصارعة طواحين الهواء، خاصة بعد تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول تعامل الدول الأربع مع قطر بنفس طريقة تعامل أميركا مع كوبا، هذا التصريح لسان حاله يقول للدوحة اركضوا في الاتجاه الخاطئ عشرات السنين لو أردتم فلن ينتظركم أحد، هذا التصريح جعل الدوحة (الحكومة والجزيرة) في حال أقرب للجنون، حتى أصبح المشاهد لا يعلم هل القناة تتبع للحكومة القطرية أم أن الحكومة تحت إدارة القناة. والأمر ذاته ينطبق على (تنظيم الإخوان المسلمين) فالظاهر أنه مدعوم من الحكومة القطرية، لكن كثيراً من المعطيات تقول إن التنظيم هو المتحكم بمفاصل قصر الوجبة، وإن الحكومة هي المدعومة من التنظيم الإرهابي، وهذا سر دعم الدوحة للإرهاب، فلو شعر التنظيم الإرهابي الإخواني أن الحكومة القطرية ستفكر (مجرد تفكير) بتقليص دعمها له فإن الحكومة ستجد نفسها خارج السلطة بأسرع مما تتوقع، ولهذا لا نقول إن صيغة السؤال بهذا الشكل: هل تستطيع الدولة التخلص من الإخوان؟ فهذه الصيغة تبدو أقرب للسذاجة، إنما الأكثر تعقيداً هو متى يقرر الإخوان التخلي عن الحكومة؟ تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي خسر القبول الشعبي والرسمي في العالم بما فيه العالم الإسلامي، وهو الآن في آخر معاقله (الدوحة) وسيلجأ كالعادة للتلوّن وتقديم التنازلات، لكنه بالتأكيد لن يتخلى عن خندقه الأخير في الدوحة، ستظهر قوائم بأسماء أفراد وكيانات إرهابية كما حدث قبل أيام، وربما سيدخل بعضهم السجن بمحاكمات شكلية، وسيحاولون أن يلعبوا بورقة الوقت، وهذه لعبة يجيدونها، وسينجحون بها، لكنها لعبة خطرة للحكومة القطرية التي أغرتها كثيراً لعبة الهروب للأمام، وهذه اللعبة شعبية جداً ولها بريق الشعارات المسليّة لكن دروب الهروب الطويلة تجعل طرق العودة شبه مستحيلة، ولهذا يأتي السؤال الأخير: هل دعم حكومة قطر للإرهاب يؤمن لها البقاء في الحكم الذي سيزعزعه التفكير بوقف دعمها للتنظيمات الإرهابية؟

مشاركة :