تابع مرصد الأزهر للغات الأجنبية، خبرًا أوردته صحيفة " وول ستريت جورنال " يفيد بأن القوات التابعة لجيش ميانمار تقوم في الوقت الحالي بتحصين حدودها مع بنجلاديش وذلك من خلال إقامة سياجٍ جديدٍ ، ونشر قوات أمن، ومناجم للألغام الأرضية، مما أدى إلى إشعال فتيل التوترات مع جيرانها. وقال المرصد، فى تقريره، المنقول عن صحيفة " وول ستريت جورنال " إن حكومة ميانمار قامت بإرسال رسالة "ابقوا بعيدا" إلى مئات الآلاف من لاجئي الروهينجا الذين أٌخرجوا من ديارهم. وأفادت الصحيفة أن هذا السياج المعدني المدعم بالأسلاك الشائكة والمرتكز على الخرسانة يمتد الآن إلى ما يقرب من 170 ميلًا ؛ ومن ثم فإنه من المستحيل على الروهينجا العودة إلى بلادهم. وذكرت شرطة الحدود البنجلاديشية واللاجئون أن جيش ميانمار قام بتحصين الحدود في الأسابيع الأخيرة بشكل مطرد ، وهو جزء من نمط مكثف يمكن أن ينتج عنه طرد نهائي لمسلمي الروهينجا ، الأقلية المسلمة التي تعيش وسط الأغلبية البوذية. وقال زخاري أبو سا، الأستاذ في الكلية الحربية الوطنية في واشنطن: "يبدو أن حكومة ميانمار تشعر بالسعادة لأنهم نجحوا في طرد عدد كبير من الروهينجا ، وسيجعلون بلادهم جحيمًا عند العودة إليها مرة أخرى " وفي السياق ذاته قالت زعيمة حكومة ميانمار أون سان سو تشي إنها ستسمح بعودة الروهينجا الذين يستطيعون إثبات أنهم من ميانمار ، لكن الحكومة وضعت معايير صارمة ورفضت كل من تقدم بطلب من أجل العودة ، ما عدا بضع مئاتٍ من الدفعة الأولى من 8000 طلبٍ ، على الرغم من أن العديد من الروهينجا تعود جذورهم وأصولهم إلى ميانمار منذ عدة أجيال.وأضافت الصحيفة أن القرى التابعة للروهينجا والتي تم حرقها عبر الحدود في ولاية راخين في ميانمار ، تقوم قوات الأمن حاليًا ببناء ما تقول ميانمار أنه مستوطنات لإعادة الروهينجا إلى وطنهم. وتقول منظمة العفو الدولية إن بعض المباني ستكون قواعد لقوات الأمن. وعلى إثر هذا الوضع الراهن استدعت بنجلاديش سفير ميانمار هذا الشهر لتشكو من أن التعزيز العسكري سيعرقل عملية العودة إلى الوطن. وقال متحدث باسم مكتب السيدة أون سان سو تشي إن هذا البناء هو رد على التهديد الأمني من اللاجئين الذين يعيشون الآن عبر الحدود. وفي فبراير الماضي ، وافق برلمان ميانمار على تخصيص مبلغ 15مليون دولار لمواصلة تحسين السياج. ونقلت الصحيفة أن مجموعة واحدة من 3،500 نازح من الروهينجا عالقة في قطعة أرض ضعيفة داخل ميانمار ، مقابل الحدود البنجلاديشية بالقرب من منطقة كونابارا. وقال فابريتسيو كاربوني ، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ميانمار ، التي توفر خدمات الطعام والخدمات الطبية للروهينجا: "إن هذا المكان ليس آمنًا للإقامة فيه". لقد رفض الناس هنا الدخول إلى بنجلاديش ، وذكروا أنهم مواطنون من ميانمار ولن يغادروا بلدهم. لكن ميانمار لا تعترف بالروهينجا كمواطنين ، وتسميهم بنجلاديشين. وعلى صعيد متصل اتهمت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في 12 مارس الحكومة في ميانمار بإرسال قوات مدججة بالسلاح إلى الحدود ، وأعربت البعثة عن استيائها الشديد لأن هذه الخطوة تهدد الروهينجا وتتسبب في هروب البعض من هذه المنطقة المحاصرة بالقرب من كونابارا وعبور الحدود إلى بنجلاديش.
مشاركة :