موسكو - طالبت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء لندن بإثبات أن العملاء البريطانيين لم يسمموا عميلا روسيا مزدوجا سابقا في انكلترا، وقالت إنها في غياب هذا الإثبات ستعتبر الواقعة اعتداء على حياة مواطنين روس. وتدهورت العلاقات بين لندن وموسكو بشدة منذ تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري. وتقول بريطانيا إن اللوم يقع على روسيا في الهجوم، لكن موسكو تنفي أي ضلوع فيه. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "يقودنا تحليل لكل الملابسات... إلى التفكير في ضلوع محتمل لأجهزة المخابرات البريطانية فيه (التسميم). وأضاف البيان "إذا لم يقدم دليل مقنع يثبت العكس للجانب الروسي فسنعتبر أننا نتعامل مع اعتداء على حياة مواطنينا نتيجة لتحريض سياسي كبير". وطردت لندن 23 دبلوماسيا روسيا وأعلنت تجميد العلاقات الثنائية. وردت روسيا التي تنفي مسؤوليتها عن تسميم العميل السابق بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا ووقف أنشطة المجلس الثقافي البريطاني. يؤيد الاتحاد الأوروبي بقوة الاتهام الذي توجهه بريطانيا إلى موسكو بأن روسيا قامت هذا الشهر بهجوم بسلاح كيميائي على جاسوس روسي سابق تحول فيما بعد إلى عميل مزدوج، في إنكلترا. ويتفق جميع قادة الاتحاد الأوروبي الـ28 مع تقييم بريطانيا بأنه "من المرجح للغاية أن تكون روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير بديل معقول" ، وفقا لبيان مشترك صدر الخميس. وقررت 23 دولة من بينها 16 عضو في الاتحاد الأوروبي طرد 116 دبلوماسيا روسيا على الأقل في إطار الرد على تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا في الرابع من آذار/مارس والذي تتهم لندن موسكو بالوقوف ورائه. وفي موقف ملفت أصدرت واشنطن قرارا بطرد 60 دبلوماسيا روسيا اعتبرتهم "عملاء استخبارات" وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل على الساحل الغربي. ويرقد الجاسوس السابق سيرجي سكريبال 66/ عاما/ وابنته يوليا 33/ عاما/ في المستشفى في حالة حرجة بعد أن تم العثور عليهما فاقدين للوعي في وقت سابق من هذا الشهر على مقعد بحديقة أمام مركز للتسوق في مدينة سالزبري الإنجليزية جنوبي البلاد. وأدين سكريبال ببيع أسرار الدولة الروسية إلى بريطانيا في عام 2006، وتم جلبه إلى بريطانيا خلال عملية تبادل جواسيس كبير بعد عدة سنوات.
مشاركة :