أعرب العالم الكيماوي الروسي فيل ميرزايانوف عن ثقته بأنه «أحداً غير الروس» لا يمكنه أن يستخدم غاز الأعصاب «نوفيتشوك»، لتسميم «الجاسوس» المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. وقال ميرزايانوف (83 عاماً) إنه لا يشكّ في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المسؤول عن الأمر، لأن روسيا لا تزال تسيطر على مخزونها من غاز «نوفيتشوك»، ولافتاً إلى أن العنصر معقد في شكل أكثر مما يلزم لاستخدامه سلاحاً، من جهة غير حكومية. وكان ميرزايانوف ساهم في تطوير عنصر الأعصاب الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، واستُخدم في تسميم سكريبال وابنته في جنوب إنكلترا، واصفاً المادة السامة بأنها متطورة وقاتلة. وأضاف: «شعرت بصدمة، لم أتصوّر أن هذا العنصر الكيماوي سيُستخدم سلاحاً إرهابياً، للأسف أكدت روسيا الآن أنها دولة إرهابية». وبدا ميرزايانوف مقتنعاً بأن موسكو «أرادت ترهيب أحدهم. ربما معارض لبوتين أو الكرملين». وأضاف أنها المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه الغازات لقتل إنسان، علماً أن صنعها استغرق 15 سنة واختُبرت على حيوانات. في هلسنكي، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن روسيا تقف «على الأرجح» وراء تسميم سكريبال. وكتب على موقع «تويتر»: «أعبّر عن تضامني الكامل مع رئيسة الوزراء (البريطانية) تيريزا ماي، بعد الهجوم الوحشي الذي نُفذ بإيحاء على الأرجح من موسكو». في السياق ذاته ندد الحلف الأطلسي بالهجوم، إذ اعتبره «انتهاكاً فاضحاً للأعراف والاتفاقات الدولية» حول الأسلحة الكيماوية، وطالب روسيا بردّ على أسئلة بريطانيا، عبر تقديم معلومات كاملة حول برنامج «نوفيتشوك» لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وفي هذا الإطار، أبلغت بريطانيا مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن استخدام غاز للأعصاب من الدرجة المُستخدمة في المجال العسكري، في محاولة لقتل جاسوس روسي مزدوج سابق، يُعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي ويجب أن يكون بمثابة تحذير للمجتمع الدولي. وقال السفير البريطاني جوليان بريثويت: «شجب المجلس والجمعية العامة انتهاكات روسيا بأسلوب روتيني مقلق. إن تصرفاتها الرعناء تحقير لكل ما يمثله هذا الكيان». أما جيسون ماك، السكرتير الأول في البعثة الأميركية في جنيف، فقال: «من أوكرانيا إلى سورية، والآن في بريطانيا، تواصل روسيا التصرّف باعتبارها قوة غير مسؤولة تزعزع استقرار العالم وتتجاهل علناً سيادة الدول الأخرى وحياة المقيمين داخل حدودها». وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب اتفق مع ماي، في اتصال هاتفي، على ضرورة أن تقدّم الحكومة الروسية «إجابات واضحة» في شأن كيفية استخدام غاز الأعصاب. وأضاف أنهما «اتفقا على ضرورة وجود عواقب ضد مَن يستخدم مثل هذه الأسلحة الخطرة، في انتهاك صارخ للأعراف الدولية». وأعلن ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أنها نددت بالهجوم، وطمأنت ماي إلى أنها تتعامل بجدية مع الآراء البريطانية في شأن احتمال تورط موسكو بالهجوم. لكن روسيا كرّرت نفيها ضلوعها في الاعتداء، وحذر الكرملين من أنه «لا يقبل» اتهامات «بلا أساس» والإنذار الذي وجهته لندن. وهددت روسيا بطرد كل وسائل الإعلام البريطانية من أراضيها، بعدما حذرت بريطانيا من أنها قد تسحب رخصة عمل شبكة «روسيا اليوم» في بريطانيا، إذا ثبت تورط موسكو بالهجوم.
مشاركة :